ثقافات

الاستراتيجية الثقافية لمهرجانات المسرح

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك



إقامة المهرجانات المسرحية واشتراك الفرق المختلفة تثري الرؤيا المسرحية وتوسع دائرة التحاور والتجارب المتنوعة وهي تساعد على تحريك الخيال وزيادة المخزون المعرفي والثقافي واهمية المهرجان المسرحي يستقطب العاملين والمتخصصين وطلاب المسرح في كليات ومعاهد الفنون الجميلة وكذلك القاعدة الجماهيرية الواسعة وعلى مستوى العروض المسرحية والحلقات الدراسية والمناقشات ومايعنينا في هذا المجال هو تطوير الحوار الثقافي من خلال الندوات لمناقشة ابرز الاتجاهات الاخراجية في المسرح الحديث وكذلك خصوصية النصوص المسرحية لتشكيل لغة العرض المسرحي وكذلك أهمية الورش الفنية ورك شوب ودورها في تطوير تقنيات الممثل والتربية البدنية وخصوصية الدراماتورج وكيفية بناء نص مسرحي وتطويره والاشتغال على خصوصية الخطاب والعرض المسرحي والتنوع الفكري لغرض إثراء الوعي العام من خلال مناقشة مواضيع وأشكال مهمة مثل الحداثة وما بعد الحداثة بوست مودرن وذلك بعيدآ عن التنظير والانعزالية وكيفية الحفاظ والاعتناء بروح النص في ظل عالم يتمتع بتكنولوجيا مذهلة واستخدامها في تطوير فضاء المسرح وكذلك مناقشة التيارات الاخراجية المختلفة والاشتغال على جسد الممثل لغرض تقديم عرض مسرحي بمستوى الطموح ويحرر الممثل من عقدة التشنج والانفعال المبالغ فيه هنا تكمن اهمية ودور الدراماتورج في مسرحنا وفي ظل كل التطورات العلمية . وأهمية الطقس المسرحي وتطوير المفاهيم المسرحية ونهاية مرحلة الخلاص ونجاة المخرج من الاسر وقيود رحمة النص المسرحي صحيح هناك قدسية للكلمة في النص المكتوب وهي ربما تشكل مفردة من مفردات العرض المسرحي وهنا في العصر الحديث ربما لاتشكل المرتكز والاساس في عالم الورش والاستوديوهات والمعامل المسرحية& كلها عبارة عن مختبرات وبشكل خاص وظيفتها إعداد الممثل تقنيآ وفق لغة جديدة في المسرح ربما ندخل عالم اللوحات ومسرح الصورة& المليئة بالمشاعر والاحاسيس& قد تخلو من الكلام الفائض وثرثرته . ويبقى طموح الفنان الراقي اعداد وتقديم مسرح بعيد عن المللْ والتكرار أي ما يسمى مسرح الحياة والوجود الانساني لخلق بيئة صحية من المسرح التجريبي وخصوصية التجريب
والعمل والفعل الانساني المسرح لايزدهر ولايتطور بدون المغامرة والخوض في عالم التجريب وتجاوز القوالب الجامدة والقديمة والاتجاه نحو التجديد ولكون المسرح يعيش المتغيرات والتحولات الانسانية دومآ ومحاولة المسرحي الخروج من سجن القالب الجامد والذي يقيده بأغلال المسرح التقليدي ويبقى المخرج والممثل هو الفاعل الرئيسي الحي واهمية تقنيات الممثل وكل هذه المشاريع والاحلام تتوقف على الهوية الثقافية لأي بلد والمجتمع لغرض تطوير وتقديم مسرح منجدد ، وتبقى أهمية الورش الفنية ليس فقط لغرض إنتاج مسرحية بل إعداد ممثل محترف أو كاتب او مخرج& وفي المهرجانات المسرحية تطرح عدة أسئلة تحتاج الى إجابات ومناقشات لغرض إحدات التغيير والوصول والخروج بتوصيات مهمة قد تثريالحركة المسرحية في بلداننا ومجتمعاتنا والشيئ الرائع لتحقيق التطور هو حماس الشباب المذهل والرائع لتحريك الركود والسكون والجمود وهذا مايجعلنا احيانآ نشاهد عروض تجريبية فيها المتعة وجمال القيمة الفكرية وهي بعيدة عن سلطة الفن الرسمي اي الحكومي وهذه المسرحيات ترسخْ الوعي المسرحي عند المتلقي والذي غاب عنه الوعي بسبب إعتماده على الاعلام المرئي والبعيد عن عروض المسرح الجاد بحجة حاجة المشاهد الى المتعة يبقى دور المؤسسات الثقافية مديريات المسارح والفرق المسرحية الحكومية والاهلية الخاصة ورفدها بالشباب من خريجي المعاهد والكليات الفنية لغرض تجاوز السلبيات والعوز والركود في تواجد دماء شابة جديدة& اما بخصوص عزوف الجمهور ربما بسبب العروض المسرحية التي لاتلبي طموحاتهم فنيآ ومعرفيآ وفي موسم المهرجانات المسرحية لابد من تخطيط لغرض ترجمة الكتب المسرحية من قبل المتخصصين لرفد وإثراء المكتبة المسرحية ،الاكثار والاعتماد وفق مبدأ على تقديم عروض مسرح الارتجال لتجاوز الكتابة الخطية أو الاعتماد على نصوص عالمية ومحاولة تفكيكها وتجديدها وتقديمها بشكل وثوب معاصر او مسرح ما بعد الحداثة وإيجاد حالة الاسقاط في تلك النصوص او تقديمها على شكل مسرح الكوركراف ولوحات منحوتة من خلال جسد الممثل والمقصود من تفكيك النص المسرحي المسرحي وإعداده وفق رؤيا إخراجية معاصرة والاعتماد على الدراماتورج والسينوغراف والموسيقى وايقاع ينسجم مع مبدأ مابعد الحداثة واهمية& اعداد لغة الجسد عندها يتحرر مسرحنا من عبودية وقيود النص المكتوب ومحاولة تأويله وتشكيله من جديد وفق قراءة فضاء العرض المسرحي كل هذه العروض تستوجب وجود حركة نقدية متطورة تحلل قضاءات ومكونات العرض المسرحي ووجود متلقي واعي وموضوعي يجيد فهم لغة العرض وتحليل وتفكيك شفرات العرض وتبقى الاستراتيجية الثقافية لكل المهرجانات المسرحية هو استقطاب جمهور مسرحي من خلال تخصيص ميزانية هدفها وغرضها الاساسي هو التثقيف& وتقديم المتعة وتطوير الخطاب النقدي والتنظير وفق ثقافة مسرحية راسخة تبقى كل المهرجانات المسرحية لها أهمية خاصة ومهمة ويتوقف ذلك على إهتمام وجهود المسئولين وذوي الخبرة والاختصاص من الفنانين في تسخير كافة الامكانيات لخدمة ونجاح المهرجان المسرحي احيانآ نلمس ونجد جهود فردية تحاول استمرار ونجاح المهرجان وهولاء لهم خبرة على التنظيم وتجاوز حقيقة الازمات المالية والتي يتحجج البعض بها وتتوقف اقامة وتكرار المهرجانات المسرحية وهنا نكرر ماهو الدور المطلوب من المسئولين لتلافي مثل تلك الاعتذارات على الدولة ان تعطي اهمية للثقافة وخاصة المسرح لكونه يشكل روح الشعب وتخصيص القنوات الثقافية وتصوير جميع العروض المسرحية المهمة والمتميزة المشاركة في المهرجان لكي تعرض وتناقش للطلبة في المعاهد والكليات الفنية والتأكيد على محاولة إصدار كتاب خاص بمحاضر جميع الندوات وإعادة صياغتها وتنظيمها.على سبيل المثال كنا في بغداد وبدعم من السينما والمسرح نقيم ونشترك في مهرجان المسرح العربي وفي مدينة السليمانية كنا سنويآ ومناسبة يوم المسرح العالمي نقيم مهرجان للمسرح الكردي في الثمانينات والان اختفت هذه المهرجانات وتلاشت بسبب عوامل مادية وازمة اقتصادية أو ربما بسبب فقدان الحماس لدى الفنانين الاكراد العاملين في المؤسسات الثقافية ومديريات المسارح في إقليم كردستان ربما استطيع القول وبصوت مرتفع في الثمانينات كان هناك معهد الفنون الجميلة الوحيد في مدينة السليمانية وكان& يشكل مصدر إشعاع لتطوير الثقافة المسرحية في كردستان ومن أهم المميزات الايجابة لمهرجان المسرح الكردي في السليمانية مشاركة المرأة وبشكل فعال على مستوى الاخراج والتمثيل وجمهور مسرحي وحضور العوائل لمشاهدة العروض المسرحية والتي شكلت أبرز مميزات النجاح للعروض المسرحية والمهرجان. كان مسرحنا في الثمانينات عبارة عن ميتا مسرح& أي الميتا تياتر& وكان المخرج والمؤلف يقدمان صورة أو شكل مسرح الواقع وليس الواقع نفسه وكنا أحيانآ نتحايل من خلال الاشتغال والمحافظة على تلك الصورة والحياة نفسها وكان الراوي أو الاغنية& يشكل حلقة الاتصال المباشر مع المتفرج لقتل حالة الاندماج& لديه لغرض شعوره بأن مايقدم مجرد مسرحية ربما له علاقة بالواقع ,والجمهور الواعي يتفاعل مع قوة عنصر الاداء المسرحي وكذلك قوة النص وتكتمل عناصر الفن المسرحي بتواجد الجمهور& ونؤكد إن المسرح هو نتاج تطور ثقافي وفكري وإجتماعي وتبقى التكنولوجيا والتطور الصناعي قدرتها بسيطة في مواجهة الكلمة في المسرح الحي وكانت العروض المسرحية تخترق حاجز الصمت والخوف والمسكوت عنه باستخدام الرموز والدلالات التحريضية من خلال إثارة الدهشة والابتعاد عن التهويمات والتفاعل مع الاحداث وكان المسرح والمسرحي يعيش في صحوة تنسجم مع الارث الثقافي وعلى أثره حصل تغيير في الواقع الاجتماعي والثقافي . حاليآ وفي زمن الحرية والانفتاح& يوجد في كل قضاء ومحافظة معهد الفنون الجميلة وكلية الفنون الجميلة خلال السنتين لم أسمع وأشهد أي مهرجان للمسرح الكردي حتى ولو على مستوى المعاهد السبعة أو الثمانية وهناك أيظآ العديد من الفرق المسرحية الاهلية والتابعة لمديريات المسارح في إقليم كردستان مع الاسف بعض الفرق مجرد اسم ولوحة جامدة انتاجيآ حتى الجمهور إختفى وتلاشى حضوره للمسرح بعض المسرحيات تعرض لمدة يوم أويومين بينما في الثمانينات كانت هناك صحوة وازدهار شهدها المسرح الكردي من خلال المهرجانات المسرحية وانشطة الفرق المسرحية وكانت هناك عروض مسرح الريبرتوار على طول مواسم السنة وكانت بعض العروض المسرحية تعرض لمدة شهر أو أكثر يوميآ وبحضور جمهور واسع وعاشق للفن الجاد والمتميز وكان المعهد& الوحيد في مدينة السليمانية هو الرافد الوحيد الذي يصب في مجرى الفرق الاهلية وبالعديد من الممثلين والمخرجين الشباب .اما بخصوص مهرجانات المسرح العربي أود أن أشيد بدور الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم& الشارقة& بدعمه المتواصل للثقافة عمومآ والمسرح بصفة خاصة ودعمه للكتاب والمبدعين ولكافة مهرجانات المسرح العربي . اما في دولة السويد شاهدت العديد من مهرجانات المسرح مثل المهرجان الخاص باسم الكاتب أوغست سترندبري ومهرجان المسرح الروسي هذه المرجانات كانت تنظمها فرقة مسرح مدينة ستوكهولم ومع الاسف توقفت وهناك مهرجان مسرحي سنوي بعنوان كل الايام مسرح تنظمه فرقة المسرح الوطني ،وكذلك مهرجان المسرح الاوروبي ومهرجان مسرحي خاص بعنوان مسرح انكمار برغمان& تنظمه فرقة دراماتن المسرح الملكي في ستوكهولم ومشاركة فرق مسرحية من دول أوروبا لقد كنت حاضرآ وفاعلآ احضر جمييع الجلسات النقدية والنقاشات وعمليات التحضير للمهرجان واشاهد جميع العروض المسرحية&&
&
& عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي السويد

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف