الشعر في حقول الالغام أنطولوجيا قصائد "ميليشيا الثقاف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف: عن دار مخطوطات في لاهاي صدر هذا الشهر كتاب "الشعر في حقول الألغام" أنطولوجيا قصائد شعراء ميليشيا الثقافة. أعدها وقدم لها عبد الرحمن الماجدي وصمم الغلاف والتخطيطات الداخلية الفنان والشاعر العراقي ناصر مؤنس.
تأسست ميليشيا الثقافة مطلع العام الحالي 2015 في بابل بالعراق من قبل تسعة شعراء شباب رداً على صور الموت المتواصلة في العراق يوزعه مسلحون مجهولون ومعلومون. وقد لفت شعراء الميليشيا الانظار اليهم بغاراتهم الشعرية على حقول الألغام والمقابر وأسرّة المستشفيات يقرأون قصائدهم الكابوسية التي تعكس الواقع العراقي اليوم بطرق سوريالية سوداء.
الشعراء هم: أحمد ضياء، أحمد جبور، علي ذرب، مازن المعموري، حسن تحسين، كاظم خنجر، وسام علي، علي تاج الدين، محمد كريم.
من مقدمة الكتاب: هل قرأ شعراء نصوصهم وسط حقل ألغام؟ أو في مفاعل نووي مهدّم مليئة جدرانه وما حولها بالاشعاعات؟ أو في سيارة أسعاف أو على أسرّة المستشفيات؟
إنها صور سوريالية صادمة يصعب تصديقها. لكنها جرت وتجري اليوم في العراق من قبل مجموعة باسلة من الشعراء الشباب قرروا خوض تجربتهم الشعرية بشكل مغاير وموغل في البعد عما يمارسه أقرانهم الذين توقف نبض الشعر في قرائح بعضهم، فانشغلوا بمعارك جانبية بلا طائل.
مقاطع من نصوص الشعراء:
&كاظم خنجر:
&"نشروا صورة جثته على الـ"فايسبوك"، أخي الأصغر، وبعدما عجزنا عن العثور عليها، قمنا بطباعة الصورة، تغسيلها، تكفينها، ودفنها في مقبرة العائلة"
أحمد ضياء:
"يدسُ الألم راحتيه في كليةِ أمي،
اتصفحُ جسده
اعلقُ أشعة السونارِ على عين الإضاءة
يخبرني، أن 3 حصواتٍ بمثابةِ أمانة في جسد الامُ"
وسام علي:
&"ادخل يدكَ في السكين
لتتلمس رقبتي الضائعة،
ثم امسك السحاب برفق،
حتى لا تتشابك صرخات أصدقائي وهم يشاهدون رأسي يتدحرج أسفل شاشة اليوتيوب"
مازن المعموري:
&"يتفصد الدم كلما رد الجندي أحشاء بطنه وهو يحاول أنْ يسدد آخر طلقة في جبين الشمس"
أحمد جبور:
"معبر بزيبز (جسر) الجسر الذي وضع العراقيون عليه أقفال الحب الملونة (بالفلنتاين)
كل عام وأنت بألف قتيل"
حسن تحسين:
"وجدتُ دموعاً
فسقيت الرملَ
قلتُ ليتها تلدُ عيناً تحرسُ الأرضَ.
بعدها قمتُ بالسير مرهقاً،
ورأيت عناقيدَ من رؤوسٍ معطّبةٍ تشبهُ العنب الأسود"
وسام علي:
"كيف سأصبح بعد ثلاثة أطنان من المتفجرات؟ بأي تكشيره سأواجه الرب؟"
علي تاج الدين:
"العِظامُ تتدحرجُ من أفواه السحالي كلّما ترمي شباكها علينا، كانتْ إحداها قدْ تقيّأتْ كلَّ ما أكلته خلال ألفٍ وأربعمئة عام فلمْ تتركْ رصيفاً إلا وقد صبغته بلونِ الشهوةِ فوجدنا الشوارعَ وقد لملمتْ عباءاتها وانتظرتْ في المشرحة تدخن غليونها الأخير".
علي ذرب:
"كنتُ أركضُ في تابوتٍ
حين زارتنا الحياةُ أخيراً"
محمد كريم:
"الآن..
أعترفُ أني مكملٌ في الحياة
لم أستطع
فكّ أسئلة الدمِ المعبّئ في القميص...!"
الكتاب في 144 صفحة من الحجم المتوسط.
&
التعليقات
حدائق لا حرائق
بسيم -قصائدهم تزحمُ بالدم، بالوجع، لا بارقة أمل فيها، ولا ضبابُ مسرّة، كأني بهم لا يرون سوى واجهات سود تغشى ممرّات الحياة. فأين الفرحُ والسعدُ والأملُ ؟ أتذكّر شعراء قيتنام أيام المذابح الدموية الأمريكية. كانت ملأى بالزهور والضوء والأصرار غلى الحياة، وتحدي الجبروت الامبريالي. يا شعراءنا، حوّلوا الحرائق الى حدائق .
إلى بسيم
وسيم -الحدائق تحتاج إلى ماء وليس في العراق ماء!
تحية طيبة
علي تاج الدين -شكراً لكل المعلقين ، أريد أن أقول لا يمكن أن نكون كذابين اتجاه أنفسنا واتجاه القارئ ،كما لا يمكن أن نكون رومانسيين ،وننسى الواقع المرير الذي يحدق بنا من كل الجهات ةإلا فسنستهتر بدموع كل الأمهات ودماء كل الشهداء ،وسنلعب بكل الأذرع والأرجل المبتورة دون مبالاة. لذا فإنَّ شعرنا خرج من الواقع إلى الفن في مزاوجة بين نظريتي (الفن للفن ، والفن للمجتمع)،تحياتي للجميع.