توظيف الشعر في تجنيد الجهاديين
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&وجدت دراسة جديدة ان الشعر أداة شديدة الفاعلية في تجنيد جهاديين للانضمام الى صفوف الجماعات الاسلامية المتطرفة. وقالت الباحثة اليزابيث كندل من جامعة اوكسفورد في دراستها "ان قدرة الشعر على استثارة المستمع والقارئ العربي عاطفيا والوصول الى مكنوناته وخلق هالة من التقليد والأصالة والشرعية حول الايديولوجيات التي يتغني بها تجعله سلاحا أمثل للقضايا الجهادية المقاتلة". وكان زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن نظم قصيدة بعد تفجير المدمرة الاميركية كول عام 2000 والقاها في حفل زفاف نجله ، وعُثر على قصيدة اخرى بقلمه في بيت آمن مهجور في العاصمة الافغانية كابل بعد توزيعها على الجهاديين المتدربين لإثارة حماستهم.&
وتقول كندل في دراستها "ان اهمال البحث في دور الشعر الذي يخاطب القلب والعقل خطأ فادح يرتكبه من يريد ان يفهم قلوب الجهاديين وعقولهم". فالشعر يدخل في نسيج حياة 300 مليون عربي. وفي عام 2010 كان عدد الناطقين بالعربية يبلغ نحو 4.5 في المئة من سكان العالم ، والعربية خامس لغات العالم بعد الصينية والانكليزية والاسبانية والهندية. وتقول الباحثة البريطانية كندل ان القرآن هو ما يُبقي الشعر العربي حيا لا سيما حيث يكون التقليد الشفاهي ما زال قويا في المناطق التي لا تصلها الكهرباء والانترنت مثل منطقة شرق اليمن التي لا يرتبط بالانترنت إلا 3 في المئة من سكانها. ويستند البحث الذي اجرته كندل في دور الشعر الى بيانات جُمعت من مقابلات مع 2000 شخص في منطقة المهرة الشاسعة جغرافيا لكنها قليلة السكان. وسُئل الذين جرت مقابلتهم عن أهمية الشعر في حياتهم في اطار مسح اجتماعي ـ اقتصادي اوسع اجرته جمعية وحدة شباب المهرة وهي منظمة غير حكومية مستقلة. وتلاحظ كندل ان المدهش ان 74 في المئة من سكان المنطقة قالوا ان الشعر "مهم" أو "مهم جدا" في ثقافتهم اليوم.&وتزيد أهمية الشعر قليلا بين القبائل الصحراوية المتنقلة على أهميته بين سكان الساحل الأكثر استقرارا وبين الفئات الأفقر اقتصاديا وبين من يحملون السلاح. واللافت ان وجود التلفزيون ومستوى التعليم لم يؤثرا على أهمية الشعر بين السكان فضلا عن عدم تأثر أهمية الشعر باختلاف الأعمار. ومن المصادر التي استخدمتها كندل في بحثها مجلة "صدى الملاحم" التي كان ينشرها تنظيم القاعدة في اليمن على الانترنت بين 2008 و2011. ورغم توقف المجلة فان كندل تقول ان تأثير قصائدها سيبقى بعد زوال تأثير مواضيعها الأخرى لأن من السهل حفظ الشعر وتناقله شفاها. تشير كندل الى ان المطبوعات الجهادية تنشر الكثير من الشعر الكلاسيكي القديم دون تنسيب القصائد الى اصحابها ولكن المستمع يمكن ان يعرف اصلها من التقليد الشفهي. وان "جمال اللغة ومهابة التنغيم والقافية والايقاع التي تتسم بها قصائد الشعر القديم لا بد ان تترك أثرها في المتلقي". وعلى يوتيوب حيث تسجل بعض القصائد اعدادا كبيرة من المشاهدات، يتعزز تأثير القصائد باستخدام الصور المرافقة ، وهذه غالبا ما تكون صور جهاديين يتدربون أو اطفال قتلى في العراق وغزة مع موسيقى خافتة في الخلفية وبيئة صوتية تؤكد احادية القافية وتكثف الاحساس بجسامة القضية في المعركة الحاسمة ضد الكفار. وتنقل كندل قصيدة ذُيلت بها مقالة تتوقع انهيار الرأسمالية بسبب ضعف الولايات المتحدة التي ازدادت ضعفا تحت وطأة الأزمة المالية.&واشاد البروفيسور فلاغ ميلر الذي اجرى بحثا في اشرطة بن لادن المسجلة بدراسة كندل. ونقلت صحيفة الغارديان عن البرفيسور ميلر قوله "ان الجهاديين يتجهون الى الشعر لأن لديهم رؤى متطرفة لا يمكن التعبير عنها بمفردات بسيطة". وعزا ميلر اهمية الشعر في اليمن الى تاريخ البلد الغني بالتعددية الثقافية. وقال "ان الشعر إذ يواجه الايديولوجيات الدينية والرسمية التي تطالب بالامتثال لمعاييرها ، يطلب من مستمعيه ان يميزوا بين ما تقوله السلطات الفاسدة وما تقتضيه العدالة من المرء وجماعته". واضاف ان الشعر بطبيعته وسيلة لقول ما لا يمكن قوله بمفردات اعتيادية.&&التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف