ثقافات

صلاح عليوة: مرثية فارس مغدور

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&


بالقرب من عيد ميلاده الثلاثين&يموت محمود أبو عامر&ويظل مستقبله كله باقيا&في الأدراج والشوارع والقلوب.&
مات محمودُ ماتْوما زال ورد الأغاني&يبرعمُ في شرفات البناتْوما زالت الريحُ في السرو تهذيوما زال ليلٌ جديدٌ يرتب أقفاصَ أقمارهِ&والنسيمُ يمر كبائع حلوى&على خاطر الشرفاتْ
مات محمودُ ماتوكل البيوت تطن بأشغالها&ومقاهي الرصيف توزعُ في كسلٍ شايها &&والندى لم يزل يغسلُ الزنزلختوخطو المسافر ما زال يقرأ خارطة الواجهاتْ&
مات محمودُ ماتوما زال نايٌ يردد لحنَ التمني&وطفلٌ يطير وراء الفراشات في حلمه ويغني &وبائعةٌ وسط سوق الخميس تنادي ..&تنادي على خبزها القروي&وتحسد ضجتها البائعاتْ
مات محمودُ ماتْالصباح بطئ كعادته في الصباحالمساء طويل كعادته في المساء&القرى هي نفس القرىوالصدى شاعرٌ لا يرى&والمدى فارسٌ عاجزٌ&يحتسي خمرة الذكرياتْ&مات محمودُ ماتولم يزل النهر يمضي&وبوابة الليل لليلِ تفضي&وعصفورةُ الحقل تنشد ألحانَ أسلافها&والأسى يصحب الغرباء بكل مواني الشتاتْ&
مات محمودُ ماتْ&وما زال خطو الحياة يمر&وشمس الغروب تحطُ على موجها المكفهر &ولم يزل الموتُلم يزل الموتُلم يزل الموتُيروي نهاية قصتهِ بجميع اللغاتْ&&مصر/هونج كونج&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شاعر رقيق وشعر حلو النغم
فلاح الجواهري -

يا للنغم الجميل والصور الوادعة الموشحة بالحزن الشفيف .. رائعة