ثقافات

قالت: أنا لا أزال هنا.. وفني لا يزال يزهو

عادلة فاضل.. تتحدى الشلل وتقيم معرضها حبا بالحياة

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
من بغداد:&ترقرقت الدموع في عيون البعض وهو &ينظر الى لوحات الفنانة التشكيلية العراقية (عادلة فاضل) التي اسماها البعض (بطلة المشهد) كونها معاقة واستطاعت ان تتحدى لترسم ما يبهج القلب ويزرع الامل.&&افتتح على قاعة عشتار في وزارة الثقافة والسياحة &المعرض الشخصي السادس للفنانة عادلة فاضل والذي حمل عنوان (حياة، فن، تحدي)، وقد عانت من المرض والالم والشلل الذي اصاب نصفها الايمن فارهقها وعطل يدها اليمنى المهمة لديها فلم تتمكن من ممارسة الرسم لمدة طويلة ، لتجد نفسها مضطرة على تدريب وتأهيل يدها اليسرى لتكون هي الاكثر نشاطا وتتحدى الصعوبات الصحية التي تعاني منها ، واكد العديد ممن حضروا المعرض انه حمل رسالة ان الصعوبات لا يمكنها ان تعيق الانسان عن تحقيق طموحاته ورغباته وان المعاناة من الممكن ان تقهر المستحيل ، فيما كانت بعض العيون تدمع بشكل عفوي حزنا على حالة الفنانة التي تحدت الظروف او افتخارا بها كونها لم تترك الشلل يسلبها موهبتها وحبها للفن&ضم 40 لوحة &من مرحلتين ،مرحلة قبل المرض وبعده، تناولت الهوية العراقية بتفاصيل تراثية ومعاصرة، فيما كانت تردد بثقة كلماتها (أنا لا أزال هنا .. وفني لا يزال يزهو )&&&لامعة طالباني: يا له من انتصارفقد اكدت الفنانة لامعة طالباني ان هذا المعرض يؤكد ان الجمال اقوى من كل شيء، وقالت : من الزيت الى الاكريلك ، الفن يتغلب على الصعاب، والفنان الحقيقي دوما سيجد الطريق الى التعبير ونثر الجمال من حوله.&واضافت: واجهت الفنانة عادلة فاضل المرض الذي افقدها يدها اليمنى ورسالتها الفنية فتحدت الواقع الجديد وما يكتنفه من يأس واحباط ،ونهضت بيدها اليسرى لتتلمس فرشاة لم تعتاد عليها فأحكمت قبضتها لتتراشق هذه الفرشاة بين اطياف اللون ولتبدأ هذه الالوان مشوارها من القارورة الى القماش ،وهناك على قطعة قماش بيضاء عادت عادلة لتخلق عالمها من جديد بروح جديدة واسلوب متجدد وباصرار وتحدي لتقول للمرض واليأس (كلا .. أنا لا أزال هنا .. وفني لا يزال يزهو ) . وتابعت : قصة عادلة فاضل قد تكون قصة العراق العليل او هكذا نتمنى من خلال لوحاتها ، لنا ان نرى ان الامل لن يخبو وان حب الحياة والجمال اقوى من كل شيء . وختمت بالقول : هذه اللوحات كانت لتبقى مساحات قاحلة من البياض الباهت لولا قدرة الانسان على تجاوز المحن،ولكنها امست جنات غناء من اللون والروح في يد المبدعة عالية .. يا له من انتصار .
زينل الركابي:من جانبها قالت الفنانة زينب الركابي: سعادتي غامرة عندما ارسلت لي الفنانه عادلة فاضل اعمالها على قر صCD &للاطلاع عليها و تصميم فولدر معرضها الشخصي الخامس ..، وقد تشرفت بان اكون واحدة من الذين شجعوها و ساندوها في صراعها لتحقيق الحلم الذي يشغلها . &واضافت : وجدت الاصرار و التحدي في هذه اللوحات التي هزمتة بها المرض وانتصرت على الحزن و الالم ، ارى في اعمالها التجريدية التعبيرية الكثير من الامل من خلال اختياراتها لرمزية اللونية تقر من خلالها برؤية (موندريان ) بوجود ثلاثة الوان اساسية (الاصفر &- الازرق &- الاحمر) الاحمر دلالة الحب و الحياة والازرق ويعني لون السماء الصافية واللون الاصفر وهو لون الشمس &لهذه اراها تقصد بداية حياة جديد والامل المتجدد مع شروق الشمس وهي بهذه زرعت فينا جميعا صورة من صور الشجاعة و القوة و الامل .&واضافت: لقد دربت الفنانة نفسها وحررت اللوحة من كل معاناتها متوصلة الى اسلوب يتيح للفنانة المزيد من الحرية للايفاء بحاجاتها النفسية لتنسج من خلال لوحاتها الحياة و الامل فقد استخدمت ايضا الاخضر الذي يرمز للتجدد و للربيع .ووتابعت : لم يكن لهذا التجربة ان تتحول الى معرض بهذا القدر من الجمال لو لم يكن مرتبطا بقدرة الفنانة الابداعية .&فهد الصكر : بكيت بصدقاما الفنان والناقد التشكيلي فهد الصكر فقد كفكف دموعه وقال : وأنت مكبل بالحزن يا عراق، متى يطلق سراحك ؟؟، اليوم وجدتك في الوان أمرأة ،ولا كل النساء هي &الفنانة " عادلة فاضل "،غادرت وجعها لترسمك بهيا ،عرسا،وأنت أحلى، دونك يا عراق، لا جمال ولا تاريخ، وأنت بهاء وجع لا يبارحنا ونحن قسوة أوجاع وهموم دونتك " عادلة " هوية وأنتماء لتنتصر بك&واضاف: كانت مدوناتها ، بل لوحاتها تصدق لون فرشاتها بيد لا تنمتي وهي وجع مغادر جسدها ، القول على فعل " تحديها " هو المعنى في ظل معرضها وهو يتماثل في مشهد تشكيلي عراقي بأمتياز، هذا ما عندي وأنا أبكي صدق&قاسم العزاوي: تجربة زاخرة بالتحديالى ذلك اكد الناقد التشكيلي قاسم العزاوي ، وقال: تجربة الفنانة عادلة فاضل &تعود الى الستينيات ، وهي زاخرة بالعطاء والتحدي الذي يتوقف عندها المتفرج خاصة اذا ما عرف ظروفها الصحية .واضاف: في معرضها الشامل عرضت الفنانة بعض أعمالها الزيتية التي تعود الى الفترة الأولى من مسيرتها والتي تناولت فيها الأسلوب البغدادي كوجوه وأمكنة وأشخاص باختزالات لونية وخطية مختلفة وأيضا محاكية للتجارب الأخرى في هذا المجال لكن في المرحلة الأخيرة بعد مرضها وتوقف يدها اليمنى جاءت أعمالها المنفذة بمادة الاكريلك مختلقة في الأسلوب والرؤى من تجريدية وانطباعية وتعبيرية محققة عنوان معرضها بصناعة الجمال والحياة متحدية مرضها والصعوبات التي واجهتها طوال سنوات طويلة وقد اكدت ان الانسان قادر على يهزم المستحيل ويتفوق على معاناته.&*عادلة فاضل : قاومت المرض وتحديت المستحيلمن جهتها اكدت الفنانة عادلة فاضل انها بارادتها وايمانها تمكنت من النجاح ، وقالت : بدأت الرسم في ستينيات القرن الماضي وكان همي الارتقاء لمستوى الفن العراقي في تلك الحقبة التي تعد من بدايات العصر الذهبي للفن الحديث ووجود العمالقة من الفنانين الذين توجوا الساحة العراقية ببصمة مميزة وتسابق الكل لتثبيت هوية الفن العراقي .واضافت : لقد شدني التراث العراقي بما يحمله من دفق للروحية العراقية الاصيلة باسلوب تعبيري زاخر &بتفاصيل المفردات العراقية الاصيلة من القباب الاسلامية والاهلة والشناشيل والازقة التقليدية والشمس والنخلة الاشورية والحمامة والوجوه السومرية الجميلة كما الحلي التراثية التي تستعملها المرأة وقد كان المحور الجوهري للعمل الفني هي المرأة الشرقية وبطرح يدور حول الحب والسلام في بلدي وبمساحات لونية نظيفة وبتفاصيل دقيقة تصل بموازاة المنمنمات الشرقية وهكذا استمرت حياتي مع الفن .&وتابعت: ولكن يبدو ان الحال لا يدوم كما عهدنا به مع تكرار الاحداث المحزنة والعواصف التي احاطت بالعراق التي عشتها وكان من اثرها انني تركت الرسم مضطرة قبل اربع سنوات وذلك لسوء حالتي الصحية وقد اصبت بجلطة دماغية تسببت في شلل الجهة اليمنى من جسدي وقد ادى هذا الى توقف حركت واعمالي ومن ضمن الرسم خاصة يدي اليمنى التي كنت ارسم بها فشعرت انني لا استطيع التواصل مع الحياة ، ولكن لحبي للفن ورغبتي العارمة للعودة والتحدي ومقاومة المرض حفزني للعمل مرة اخرى وحاولت الرسم باليد اليسرى وباسلوب ما كنت اعمل به وتركت الالوان الزيتية وبدأت التجريب بالوان الاكريلك لسهولة استعمالها .واضافت ايضا: كنت متخوفة من من عدم نجاح هذه التجربة فبأت الرسم بشكل عشوائي فظهرت عندي نتائج طيبة رضيت عنها بعض الشيء ، شعرت بالتفاؤل والامل بتحقيقي ما اصريت عليه بارادتي وايماني، ولا انكر فضل من ساندني وشد ازري واخص بالذكر الفنانة الرقية لامعة طالباني التي هيأت لي كل مستلزمات العودة وكذلك الفنانة نادية فليح .يذكر إن الفنانة عادلة فاضل خريجة معهد الفنون الجميلة عام 1965 وهي عضو في نقابة الفنانين العراقيين وعضو جمعية التشكيليين العراقيين شاركت في العديد من المعارض المحلية وخارج العراق أيضا ركزت في لوحاتها على المرأة الشرقية والحب والسلام والتراث البغدادي والقبب والأهلة الإسلامية والشناشيل والشمس والنخلة الأشورية، حصلت على العديد من الشهادات التقديرية من قبل المؤسسات الحكومية ومن قبل منظمات المجتمع المدني .&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف