ثقافات

لمنحهم جرعات أمل تمكّنهم من مقاومة أوضاعهم الصعبة

مسرحية هاملت تعرض في مخيم كاليه للاجئين

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تحت سماء مكفهرة في زمهرير الشتاء الأوروبي، قدم ممثلون من مسرح غلوب شكسبير مسرحية هاملت أمام نحو 300 لاجئ عالقين في كاليه الفرنسية داخل مخيمهم المعروف باسم "الغابة"، وذلك لمد اللاجئين بشحنات إيجابية من التفاؤل ومساعدتهم على التأقلم مع حياتهم الجديدة وتحمل صعوباتها.

إعداد عبدالاله مجيد: قال الكاتب المسرحي جو مرفي إن مسرحية هاملت كانت المسرحية المثلى لتجسيدها أمام اللاجئين. وأوضح أن "هاملت تروي قصة شاب يشعر بالكآبة والإحباط، بين الحياة والموت، لا يعرف ما يريد، ويكافح لاتخاذ قراراته". وأضاف مرفي أن "تلك القصة ستخاطب آلافًا هنا في وضع مماثل تمامًا لوضع هاملت".&

جرعة أملنقلت صحيفة الغارديان عن الكاتب المسرحي البريطاني قوله إن "هناك الكثير من الشباب واليافعين، الذين لا يرافقهم أحد، ونرى فتيانًا يخوضون أكبر صراع في حياتهم، فينهارون نفسيًا وجسديًا، ويفقدون عقولهم... إنها لمأساة بحد ذاتها أن نتفرج على ذلك". &&وبدأ متطوعون العمل في ساعة مكبرة من الصباح لإعداد المسرح الموقت في الهواء الطلق من ألواح خشبية، ثم قاموا بتفكيكه لبناء مأوى من مواده. كان أحد الشباب بين الجمهور ممرضًا أُجبر على أداء الخدمة العسكرية في أريتريا. وقال مقدمًا نفسه باسم هكتور مع ابتسامة إنه قرأ مسرحية هاملت، لكنه لم يرَها قط على الخشبة. &&وأعرب عن سروره برؤية التقاليد المسرحية الانكليزية والاستمتاع بشيء ينسيه معاناته بعض الوقت. وأشار إلى أن الحياة مزرية في المخيم، حيث يعيش اللاجئون في ظروف لا تليق بالبشر.&وكانت فرقة غلوب شكسبير أطلقت مشروع "فرصة طيبة"، وهدفه توفير بصيص نور في ظلمة حالكة. إذ يعيش في المخيم نحو 6000 لاجئ من 22 بلدًا، غالبيتهم العظمى تأمل بالوصول إلى بريطانيا. ويقول متطوعون إن غالبيتهم متشائمة وتستبعد تحقيق أملها.&&تجول العالمتابع البنَّاء الإيراني بنجامين العرض المسرحي باهتمام بعدما شاهد هاملت تُمثل بالفارسية في بلده. وقال إن "اللغة جميلة جدًا، والأداء جيد جدًا". اتفق معه صديقه، الذي امتنع عن إعطاء اسمه، قائلًا: "سمُّوني هاملت". وأكد أن عرض المسرحية في المخيم كان شيئًا أدخل السرور في قلوب اللاجئين. أضاف إنه "يغيّر المزاج، ويقرب بيننا".&&تُعرض مسرحية هاملت الجوالة في إطار رحلة بدأت منذ نيسان/إبريل 2014 بمشروع طموح لزيارة كل بلدان العالم. وكانت الفرقة في جزيرة سيشيل أخيرًا، حيث الأجواء المناخية المعتدلة نقيض البرد القارس في مخيم "الغابة".&&وبسبب تعذر زيارة جميع البلدان ودخول أراضيها فعلًا، فإن الفرقة المسرحية قدمت أعمالها في مخيمات عدة، للاجئين السوريين في مخيم الزعتري في الأردن، وللاجئين اليمنيين في المخيم المركزي في جيبوتي، واللاجئين من جمهورية أفريقيا الوسطى في كاميرون.&&علاج نفسيوقال دومنيك درومغول المدير الفني لمسرح غلوب شكسبير إن تقديم عروض في مخيمات اللاجئين لم يكن ضمن الخطة الأصلية. لكن حجم المأساة التي يعيشها اللاجئون يتطلب ردًا مهمًا كان صغيرًا. أضاف إنه "لامتياز أن نمثل أمام مهجّرين في كاليه. فنحن بصفتنا فرقة مسرحية، ليست لدينا سوى التفاتة واحدة، وهي تقديم عرض، نأمل بأن يخاطب روح الإنسان في أعظم لحظاتها وأحلكها".&&وقُدم إلى جمهور اللاجئين، الذين حضروا مسرحية هاملت، البوشار (بوب كون) والشاي وملخصات للمسرحية بالانكليزية والبشتو والعربية والفارسية والفرنسية والكردية. وقال جو روبرتسون، أحد المبادرين إلى إطلاق المشروع، إن مسرحية هاملت ينبغي أن تمارس تأثيرها "إما بتمكين الأشخاص من الهروب من وضعهم أو مواجهته".&&وزارت مخيم "الغابة" في كاليه فرق مسرحية أخرى منذ عام 2007. وقال روبرتسون إن في المخيم "ثقافة أدائية هائلة... من موسيقى ودمى متحركة وسيرك وتمثيل صامت وحركة. فهؤلاء البشر يحتاجون تحفيزًا ذهنيًا، يحتاجون ساعتين في اليوم، لا ينتظرون خلالهما في طابور على الغذاء".&
ميسورون سابقًاولاحظ جو فرايدي، الذي أطلق مبادرة "بيت للشتاء"، من أجل بناء ملاجئ في المخيم، أن ما يلفت الانتباه عدد المتعلمين المهنيين في المخيم، بمن فيهم معماريون ومهندسون وصيادلة، مشيرًا إلى أن هؤلاء كانوا ميسورين في بلدانهم، وتمكنوا من دفع مبالغ كبيرة إلى المتاجرين بالبشر. &&تضافر البرد الشديد مع مشكلة الأطفال، الذين كانوا يحاولون الوصول إلى مؤخرة المسرح، لإجبار الفرقة على تقديم هاملت باختصار. وكان أحد المشاهد في نهاية المسرحية عدول هاملت عن قتل كلوديوس، لأنه كان يصلّي. بذلك نجحت الفرقة في شدّ الجمهور، وجعلتهم يطلبون المزيد.&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف