قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&الحديث كثير جدا عن التراث الثقافي والتاريخي الذي تعرض للتدمير في منطقة الشرق الأوسط لاسيما في العراق وسوريا، ولكن قلما يشار إلى تدمير من نوع آخر تتعرض له الطبقة المثقفة في هذين البلدين من فنانين وأكاديميين وهم المكلفون مستقبلا بإعادة بناء الوطن.&ويبدو أن هذه القضية المهملة وجدت حيزا لها لدى معهد التعليم الدولي الذي أسس صندوقا خاصا يحمل اسم صندوق إنقاذ النخبة المثقفة لاسيما في قطاع التربية والتعليم ويشمل أساتذة الجامعات والمعاهد العلمية في هذين البلدين علما أن بعض هذه المؤسسات اضطرت إلى إغلاق أبوابها أو إلى العمل اعتمادا على ميزانيات ضئيلة.&هذا وقد دفعت الظروف السيئة في هذين البلدين المختصين والأكاديميين إلى واحد من خيارين وهما إما مغادرة البلاد أو الإستمرار في ظل ضغوط سياسية ومادية كبيرة علما أن الظروف نفسها حدت من عدد الطلاب الراغبين في الدراسة والقادرين على توفير احتياجاتها. هذا ولا تقتصر هذه الأوضاع على سوريا والعراق فحسب بل يتوقع مختصون أن تواجه تركيا مصيرا مماثلا إن ثبتت صحة ما تردد من أنباء عن قيام السلطات بدفع 1577 عميد كلية إلى الإستقالة من مناصبهم وإلغاء 21 ألف تصريح عمل ممنوحة لمدرسين في القطاع الخاص.&&
عطاءويقدر معهد التعليم الدولي بأن هناك ما يقارب من 100 الف من خريجي الجامعات السورية يعيشون حاليا في تركيا والأردن ولبنان كلاجئين. ويقول الدكتور آلان غودمان رئيس المعهد "فيما يدمر داعش ماضي سوريا الأثري والأسطوري، تدمر الحرب مستقبل فنونها. ومع ذلك نسمع في الوقت نفسه عن فنانين ومثقفين يواصلون الإبداع في ظل الحرب".&ويهدف الصندوق إلى تمكين الفنانين والعلماء والأكاديميين على مواصلة العمل باعتبارهم ضمانة إعادة بناء المستقبل كما يوفر الدعم لطلاب وأساتذة يقيمون في مناطق أخرى من الشرق الأوسط. وكان الصندوق قد أنقذ على مدى 14 سنة مضت حوالى 650 أكاديميا من 55 بلدا ومنح زمالات لتسعين دارسا سوريا ما سمح لهم بالإنتقال والعمل في مناطق أخرى من العالم.&وقام المعهد خلال هذا العام بالإتفاق مع دار كريستي لتنظيم مزاد على الإنترنيت تحت عنوان "عرض فني داخلي" هدفه جمع أموال لمساعدة أكاديميين وعلماء يعيشون في المنفى. وبلغ عدد المعروضات 60 عملا منها ثمانية لثلاثة فنانين استفادوا من معونات المعهد يرفض احدهم الكشف عن اسمه أما الآخران فهما الفنانة جمانة جابر من سوريا والرسام العراقي صدام الجميلي.&وتعتقد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن هناك ما يقارب من ألفي أستاذ جامعي تعرضوا إلى التهجير فيما يقدر المعهد بأن أقل من 10 بالمائة من هؤلاء تمكنوا من مواصلة العمل في بلدانهم أما من تمكن من الوصول إلى الغرب فلم يستطع العمل أيضا لأن قوانين هذه البلدان تفرض تصديق وثائقهم في بلدهم الأصلي ناهيك عمن فقد أوراقه ووثائقه خلال عملية التهجير والنزوح.&ويقول غودمان الذي يقارن بين موجة النزوح من منطقة الشرق الأوسط وأزمة اللاجئين خلال الحرب العالمية الثانية "من الضروري أن يعثر الفنانون والمثقفون على ملاذ آمن لتهيئتهم للعودة إلى بلدانهم عندما تسنح الفرصة أو لتمكينهم من انشاء جالية صحية في الخارج".&ويقول الجميلي "أتمنى أن أعود إلى العراق كما أريده أنا لا إلى العراق الذي نعرفه اليوم. إنها أزمة كبيرة عندما ينزح مثقف أو إنسان عن بلده. لقد تركنا وراءنا خمسين عاما من حياتنا وذكرياتنا وهوياتنا ولغتنا وثقافتنا. ومع ذلك كيف يمكن أن نسمي مكانا يفتقد إلى الأمن والعدالة والحقوق وطنا؟".&