ثقافات

سافر في الزمان والمكان وأعاد رسم الذكريات التي جمعته بالكاتب الراحل

حسونة المصباحي يتسلم في اصيلة جائزة محمد زفزاف للرواية العربية

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&أصيلة-تسلَم الروائي التونسي حسونة المصباحي مساء الأربعاء، جائزة "محمد زفزاف للرواية العربية" إحدى أهم الجوائز العربية، التي تمنحها مؤسسة منتدى أصيلة،ليكون بذلك سادس فائز بها بعد الطيب صالح،و إبراهيم الكوني، ومبارك ربيع، وحنا مينة، وسحر خليفة، وهي أسماء تنتمي إلى أجيال وتجارب سردية مختلفة، وإلى بلدان عربية تغطي المشرق والمغرب العربيين.وكانت لجنة تحكيم الجائزة التي يترأسها الناقد المغربي شرف الدين ماجدولين وتضم كلا من محمد بن عيسى أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة و الباحث والكاتب المغربي شعيب حليفي &و الباحث البحريني نادر كاظم من والناقد المغربي عبد الفتاح الحجمري ، والباحثة التونسية جليلة الطريطر والناقد اللبناني لطيف زيتون، أجمعت على منح الجائزة للروائي التونسي حسونة المصباحي، نظراً لما تمثل تجربته من رصيد جمالي وموضوعي جديد في الرواية العربية.&&المصباحي وزفزاف علاقة صداقة وإبداع&وقال المصباحي في مستهل كلمته بالمناسبة إنه سعيد بهذا التكريم في لحظة تتلاطم فيها الكثير من الذكريات، فهو من جهة يرتبط بموسم أصيلة الثقافي الدولي الذي يحتفي به اليوم ،منذ بداية انطلاق الموسم في نهاية عقد السبعينيات من القرن الماضي، من جهة، كما يرتبط من جهة ثانية بالأديب والروائي الذي يتشرف بتسلم جائزة باسمه، وهو الروائي المغربي الراحل محمد زفزاف. حسونة المصباحي يتحدث خلال حفل تسليمه الجائزة و سافر المصباحي في الزمان والمكان وأعاد رسم الذكريات التي جمعته بالراحل زفزاف كلما زار المغرب وحل بالدارالبيضاء في بيت الروائي المغربي المتواضع بحي المعاريف. وذكر تفاصيل اللقاءات التي جمعته بزفزاف مجتمعة في حزمة من الكلمات تعبر عن الهم المشترك الذي تقاسمه الروائيان المغاربيان رغم فارق السن بينهما ،وهو عمر لا يساوي شيء بمقياس المسافة الزمنية التي تغطيها أنشطة الفكر والثقافة في حياة الرجلين.وعبر مسافات زمنية من السبعينيات والثمانينيات مروراً ببداية الألفية الحالية وحتى اليوم، وعبر أمكنة متفرقة من أحياء القيروان في تونس إلى الدارالبيضاء ومراكش وفاس وأصيلة في المغرب، وميونيخ وبرلين في ألمانيا وباريس في فرنسا، وصولاً إلى الولايات المتحدة استعرض المصباحي تفاصيل رحلته في الحياة وكأنها فصول رواية كتبها بيده لينتقدها بعد مسيرة عمر، معترفاً بأنه ضل الطريق في أكثر من مرة خاصة عندما دافع عن الإيديولوجية اليسارية واعتبرها في حينها سبيل الخلاص، فيما ظل متشبثاً بموقف الإنسان الرافض للاستغلال والهيمنة وهو نقطة التقاء رئيسية جمعته بزفزاف في الزمان والمكان كما جمعته بعدد من الأدباء والمفكرين في الشرق والغرب من روسيا مروراً بألمانيا وصولا إلى أميركا، فالمصباحي في رواياته كما ذكر في كلمته يبدع بطريقة متحررة ويترك للتاريخ وحده حق الحكم.وتحدَث المصباحي بأسف شديد عن التحول السلبي الذي جرى في بلاده وكأن قدر مقاومة زمن الاستبداد أبى إلا أن يأتي بزمن القتل والتكفير، واعتبر المصباحي أن سنوات القهر في تونس لا تغطي 23 سنة من حكم زين العابدين بن علي وحده وإنما هو قهر ضارب في تاريخ البلاد منذ عمر سحيق.وبهمة الأديب والروائي الذي يمزق قميصه ليصنع من قطعة القماش ضمادة يضعها على الجرح ويكمل مسيرته، وختم المصباحي كلمته بالقول انه سيواصل الرسالة التي آمن بها دفاعا عن البسطاء من مجتمعه والمجتمعات التي يصادفها في رحلته ،وتستغيث به النساء والأطفال بنظرات الحرمان التي يقرؤها وهو يطالع عيونا بعد أخرى.&بن عيسى : المصباحي غير غريب عن اصيلة&من جانبه، قال محمد بن عيسى أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة "إن لحظة مكافأة مبدع على مجمل منجزه الأدبي، لهي لحظة إنسانية بامتياز، عشنا مثيلاتها في الدورات الخمس السابقة مع من نالها من روائيين عرب، محمد بن عيسى وشرف الدين ماجدولين رئيس لجنة تحكيم جائزة محمد زفزاف يسلمان درع الجائزة للمحتفى به امتازوا بغنى تجربتهم وتعبيرهم الفني الناضج من خلال نصوصهم الفائزة، عن القيم التي اشترطها القانون المؤسس لجائزة "محمد زفزاف للرواية العربية" التي تندرج ضمن المنظومة الفكرية والإبداعية التي تميز أنشطة وفعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي.وأضاف قائلا: "نقاسم اليوم الفائز فرحته وغبطته، هو غير غريب على هذه المدينة، لم يغب عن أغلب مواسمها. تحمل معنا شظف ظروف التأسيس وقلة الموارد المادية، فما اشتكى بل ظل مواظباً وفياً، مثل من &راهنوا على مشروع أصيلة وساندوه بالحضور الفعلي والرمزي؛ وهي مناسبة أعبر، لهم من خلال الفائز، عن التحية والتقدير والامتنان".وذكر بن عيسى انه تشاء الصدف أن يكون الفائز، حسونة المصباحي من بين أصدقاء الفقيد محمد زفزاف، إذ تردد كلما زار المغرب على بيته المتواضع في مدينة الدارالبيضاء، ففضله على الفنادق المريحة، يقضي معه لحظات أنس ومتعة يكون الحديث عن الكتابة وعوالمها شاغل الضيف والمضيف.وزاد بن عيسى قائلا ان الفائز وهو السادس، ضمن كوكبة متألقة من الروائيين العرب من المغرب والوطن العربي، ينتمي إلى نفس الحساسية الأدبية لمن تحمل الجائزة اسمه. فرغم فارق السن المحدود بينهما: زفزاف من مواليد 1942 والمصباحي 1950، فإنهما ينتسبان بامتياز إلى الجيل المجدد، يشتركان في انشغالات ثقافية أخرى، فكلاهما كتب القصة القصيرة وترجم نصوصاً أدبية غربية كما تعاطى الاثنان النقد الأدبي وتدوين المذكرات والخواطر.وأبرز بن عيسى في كلمته بالمناسبة، التجربة الخصبة للمحتفى به والممتدة في الكتابة الأدبية عموماً والسردية خاصة، حيث يستوحي قيم الحرية والتسامح والانفتاح على الثقافات والحضارات، يصوغها في قوالب سردية عائلة الروائي حسونة المصباحي شاركته أجواء الفرح فيها خصوبة في المضمون وتجديد في البناء الفني.كل تلك المقومات ،يقول بن عيسى، وضعته ضمن قائمة المستحقين لهذه الجائزة، الذين أبدعوا روايات تجاوزت الطابع المحلي وأوجدت لها مكاناً مميزاً في خارطة الآداب الأجنبية بواسطة الترجمة، ما يعني أن كتاباتهم بلغت مستوى متقدماً من النضج فاحتلت مكاناً لها في واجهات المكتبات في البلدان العربية والأجنبية
تجربة فنية استثنائية&وقال شرف الدين ماجدولين رئيس لجنة تحكيم الجائزة انه منذ إحداث مؤسسة منتدى أصيلة عام 2002 جائزة "محمد زفزاف للرواية العربية" شهد موسم أصيلة الثقافي الدولي احتفاءً بأسماء روائية عربية رائدة، ممن توجت أعمالهم بالجائزة التي حملت اسم روائي بارز، نهض بدور جوهري، في الثقافة المغربية، لأجل ترسيخ فن الرواية الذي أضحى اليوم التعبير الأدبي الأكثر هيمنة على المشهد الثقافي العربي.&وأضاف ماجدولين ان اختيار لجنة التحكيم لهذه السنة منح "جائزة محمد زفزاف للرواية العربية" للروائي التونسي حسونة المصباحي، يأتي نظراً إلى ما تمثله كتاباته من تجربة فنية استثنائية، وحساسية سردية فريدة في حقل الكتابة الروائية العربية، ذلك أنه آن الأوان للخروج من الجيل "المؤسس" و"المكرس"، إلى المنجزات الروائية الراهنة بشتى منازعها، بما تمثله من قيمة في تجذير تداول الرواية وتعميق أثرها لدى القارئ العربي بصرف النظر عن شروط الريادة.وزارد رئيس لجنة التحكيم قائلا: "من هذا المنطلق تحديداً، تمثل تجربة حسونة المصباحي رصيداً جمالياً وموضوعياً جديداً في الرواية العربية، بالنظر إلى اتصاله الواضح بعوالم الهامش والاضطهاد والمنفى، حيث حظي رصيد المصباحي، بمتابعة القراء والنقاد العرب. وهي الأعمال التي رسمت معالم تخييل روائي فذ في تمثيله للتفاصيل اليومية، ورصده لعوالم الهامشي والمقموع في مجتمع تونسي توالت أعطابه وانتكاساته وتلاحقت خيبات الحداثة فيه، مثلما في محيطه العربي المنذور للتراجعات وتبخر أحلام النهضة.جدير بالذكر أن مؤسسة منتدى أصيلة أصدرت كتاباً عن الفائز بعنوان "حسونة المصباحي: سردية الهامش والمنـــفى" أعده الناقد المغربي شرف الــــدين ماجدولين ويضم دراسات ومقالات حول &المصباحي.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف