ثقافات

اعتمد على اللون الترابي في اعماله

معرض استعادي تأملي للفنان التشكيلي رافع جاسم

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&أقيم المعرض الإستعادي الثاني عشر للفنان التشكيلي العراقي رافع جاسم بعنوان (السيرة الفنية بين الوحدة والديكور)على قاعة عشتار في مركز وزارة الثقافة ،تضمن المعرض 18 لوحة فنية ذات اساليب متعددة توزعت مابين التجريد والتعبيرية والواقعية, بالاضافة الى الاسكيجات الفنية لتصاميم الديكور حيث عمل مصمما اقدم في تلفزيون العراق لاكثر من ثلاثين عاما.& تتحدث لوحاته عن البيئة البغدادية القديمة والأهوار والشهادة فضلا عن لوحات اخرى ارادها للتعبير عن مكنونات نفسه، لاسيما انه على كرسي متحرك وعانى كثيرا من ضعف بصره الذي فشلت رحلات علاجه الطويلة الى لندن في منحه قدرة اكبر على النظر مما اضطره الى التوقف عن الرسم منذ عام 2010 بعد ان قضى اكثر من ستين عاما. وتعود بعض اللوحات الى عام 1978 حافظ عليها الفنان بحرص كبير ، وكانت البهجة واضحة على ملامحها حيث رسم جماليات الامكنة بصور بهية وعبّر من خلال ذلك عن عشقه لهذه الامكنة التي اعلن بها ان خاطره لا يسر الا بها ونفسه لا تطمئن الا معها وقد ابدع في اظهار التفاصيل التي تعبر عن تلك الحياة .
النفس الاخير&واعرب الفنان رافع جاسم عن سروره باقامة معرضه وان قال عنه أنه يكاد يكون النفس الأخير ولو في النفس شوق للتواصل، فأنا أتنفس بنفس الوفاء والعطاء حتى أكون مساهماً ومريداً في هذا الطريق العظيم، فالبلد بخير طالما توجد فيه الكلمة البليغة واللوحة الجميلة وأن زمني يكمن في هذه اللحظات التي بلغت فيها حدود 61 عاماً وبدأت أتذوق طعم أنجازاتي.&& واضاف: لوحاتي تتحدث عن البيئة البغدادية والأهوار والشناشيل التي عشت عمري كله أتذوق من جمالها، وقد أدخلت في لوحاتي الحداثة فعندما أريد أن أعبر عن شئ لابد أن تدخل لوحاتي حيز الحداثة. وعبر جاسم عن امتنانه لدائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة التي أقامت هذا المعرض.&جرس تنبيهاللوحات الـ 18 جميعها تدعو الى التأمل وقراءة ما فيها من لمحات جمال ودهشة وتعبير لاسيما انها تناولت لحظات من عدة بيئات عراقية لها فعل السحر في نفوس العراقيين كالازقة البغدادية القديمة بملامحها التي تتمثل بالشناشيل والدرابين والالوان البهيجة التي تزينها، وكانت الدهشة حاضرة مثلما كان الحنين شاهقا كون هذه التأملات باتت غائبة عن الواقع بعد ان تعرضت هذه الامكنة الى الاندثار والخراب وكأن هذه اللوحات يراد منها ان تكون جرس تنبيه الى القائمين على الثقافة والتراث العراقي ان يتطلعوا جيدا الى الجماليات التي عليها المحلات البغدادية وبيوتاتها الصغيرة وازقتها القصيرة ، كما كان للوحاته عن الاهوار شغف يعلن عن السحر الذي فيها والجمال الذي لديها والتأكيد على اهميتها لبلد مثل العراق .&اللون الترابي&ويمكن الاقتباس مما قاله عنه الناقد حسن عبدالحميد في وصفه لاعمال الفنان رافع جاسم في الندوة التي اقيمت بمناسبة المعرض حين قال (اصرار ضعف بصره جعله ينتخي باللون الترابي &- الاوكر- في تنفيذ اغلب افكاره وحوافل مراميه البصرية التي نحت من خلالها خوالص معاناته وتفهماته لجمال الحياة التي افصح عنها رافع بعض هواجسه اللونية).واضاف: (قضية اللون الاوكر اعتمد فيها الفنان لتقديم الضوء في اعماله من خلال اشراقة الحياة وجمالها بالرغم من عتمة الواقع الذي يعيشه, مما يوحي بروحية متفائلة جدا تنزع نحو السلام والحياة والفرح في كل شيء) .كما يمكن الاشارة الى مقترح الكاتب الفنان علي الدليمي(ان تقتني دائرة الفنون التشكيلية جميع لوحات المعرض ووضعها في متحف الدائرة باعتبارها ثروة وطنية لفنان رائد)، وهو ما اثنى عليه النقاد والفنانون الحاضرون.يذكر أن الفنان رافع جاسم من مواليد بغداد عام 1939 ،شارك في أول معرض للرسوم مع مجموعة من صفوف مدرسته الناشئين وذلك في عام 1955 في المركز الأجتماعي في منطقة (تل محمد) ببغداد الذي افتتحه الملك فيصل الثاني واثنى على رسومه ,وطلب ان يقدم له العون حتى يستطيع تنمية موهبته،سافر الى الهند للأطلاع على بعض معالم الفن الهندي والديكور الجداري ثم عمل رساماً ومصمم للديكور في تلفزيون العراق عام 1968، وحاز على شهادة فوزه بالمرتبة الاولى في دورة التصميم العربية في تلفزيون القاهرة ، رسم رافع جاسم العديد من اللوحات داخل العراق وفي العديد من بلدان العالم، وأقام أحد عشر معرضاً شخصياً ومعرضين مشتركين مع الفنانة نجاة حداد أقيمتا في المركز الثقافي الألماني، كما شارك في العشرات من المعارض الموسمية والثقافية في داخل العراق وخارجه. رافع جاسم عضو جمعية الفنانين التشكيليين منذ عام 1968 وعضو نقابة الفنانين العراقيين منذ عام 1971.ويعد رافع من جيل الريادة بعد جواد سليم وفائق حسن وخالد الرحال&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف