ثقافات

جواد غلوم: البغيبغاء

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

&

&سلكتُ الطريقَ الى " سوق الغزل "&هَـتْـكاً لوقتي الفائضِ عن حاجتي&استطلاعاً وتسكّعاً وهدرَ مللٍ يلازمني&لا أحد يمسكُ بتلابيبي من صغاريولا امرأة تُقعدني في بيتي عنوةًأشارت إليّ بغيبغاء : ان تعالَ وخذنيدنوتُ رأفةً بها وقالت :&تعلمتُ الكلامَ الناعمَ قبل أن تقذفني الغابة العذراءوترميني في شِباك صيّاد يتقن قنصَ الكلمات&لازلت افهمُ ما أحكي وأعني ما أقول&لست ممن يمضغُ الحروفَ ويبزّها&مثل بقية رفيقاتي المُلَـقَّـناتبارعةٌ في لقف الكلمات&تفوقُ براعة نشّالي نابولي&تومئ لي فآتيك مع حشود كلماتي وأسابق البرق&طفتُ الغاباتِ والبراريَ والبيوتطليقةً ومحاصرةً معاً في أقفاص البيوت&&صرت طائراً عاقّاً حبيسا&نسيتُ جناحي لكني أطلقتُ حروفي في الفضاءبعيدا عن ظلال الغابات&اسمع حفيف الشجر وزقزقات العصافير في مخيلتييرافقني هدير الماء وسكون الليل وضجيج النهار&لكني لم أسمع شتماً وقذْعاً&كالذي أسمعه الآن عندكم&خذني إلى صمتك أشبعْهُ صخباًعهدٌ مني سأروي حديقـتَـك الجرداء شدْواًسأغرق ملاذك الساكن ثرثراتٍ تعبئ رأسكسأكون مُلْك يمينك تُغمرني بالقبلات&&أرهقك بالغمز واللمز والوخزلا أريد تلقيني أيها المعلّم العجوز&أتقنتُ غَـزْلَ الكلام وبَرْمَـه خيطاً يغازل أذنيكجعلتُ الفصاحةَ تحت جناحي الأيمن&وضممتُ البلاغة في جناحي الأيسر&ولأنك وحيد تلزم بيتكتتعثرُ بالفراغ ، تتحرش بالصمت&تصطدم بجدران الذكريات&سأفرشُ لك بساطاً من الهرج والمرج&لتودّع السكينة والدِعَة والهدأة&&كلانا ترمّلنا ؛ أنتَ بغادتِـك&وأنا بشجَري وورودي وغابتي الملوّنة&فلنصنع معا زهورا سودا&نغازلها ونأنس بها&ليحيا " سوق الغزل " الذي جمعني بك&بَصمتُ موافقاً بأصابعي العشرة&ما أن وصلتُ عتَـبةَ بيتي&جاءني هاجسٌ ضاغطٌ من مخيلتيأن اطلقْ سراحَها&فتحت منفذ القفص لتحريرها&لكنها بقيتْ تدندن&وتقول لي لا أبرحك&لا أريد لِعَلَـمِك أن ينتكسَ حزناً وحِداداً&&jawadghalom@yahoo.com&&سوق الغزل : من الأسواق الشهيرة ببغداد للمساومة ببيع الطيور بأنواعها والحيوانات الغريبة والأليفة&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف