"إيلاف" تقرأ لكم في أحدث الإصدارات العالمية
الرق والعبودية... رحلة نضال من الخنوع إلى الحرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في الثاني من ديسمبر من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لإلغاء العبودية، وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الأمم المتحدة الاتفاقية الخاصة بإلغاء نظام الاستعباد وتجارة الرقيق في عام 1949. وإليكم أهم عشرة كتب تطرقت إلى موضوع الاستعباد.
إيلاف من بيروت: يعود تاريخ الرق إلى بداية تاريخ البشرية، إذ رافقت هذه الممارسات قيام المجتمعات وتطورها في كل مكان في العالم. وعادة ما يؤدي المستعبدون خدمات وأعمالًا لا يؤديها السادة، كأن يعملون في الحقول والمزارع من دون أجور أو في المنازل أو حيثما تفرض الحاجة نفسها.
ولكون هذه الممارسة سيئة ومهينة، فقد ارتفعت أصوات عديدة تطالب بإلغائها، ووقف العمل بها، لا سيما خلال العصور الحديثة. جاءت هذه الدعوات في شكل قصص وروايات ودراسات تؤيد إلغاء الرق، وتنبه إلى طبيعة هذه الممارسات المهينة للبشرية والمتعارضة مع حقوق الإنسان الأساسية.
وفي الولايات المتحدة تخصص المكتبات رفوفًا كاملة للكتب الخاصة بتاريخ الرق وقصصه، بحيث من الصعب ذكرها كلها. وفي ما يلي أهم عشرة كتب عن موضوع الاستعباد، وقد تحوّلت كلها إلى أفلام سينمائية أو تلفزيونية ناجحة.
1- كوخ العم توم، لهارييت بيتشر ستو
نشرت هذه الرواية في عام 1857 في الولايات المتحدة، أي قبل إلغاء الرق في الولايات المتحدة في عام 1865، ولاقت في الحال نجاحًا منقطع النظير، ثم ما لبثت أن انتشرت عالميًا، بعد ترجمتها إلى غالبية لغات العالم. يُقال إن هذه الرواية غيرت أفكار الأميركيين ومواقفهم من العبودية، حتى رُوي عن الرئيس إبراهام لنكولن قوله عند مقابلته الكاتبة: "هذه هي السيدة الصغيرة التي أشعلت الحرب الكبيرة".
تدور أحداث الرواية في ولاية كنتاكي، حيث يعيش السيد شيلبي، وهو مالك إقطاعي كبير، عُرف بطيبته وحسن خلقه، ولكنه يضطر إلى بيع اثنين من عبيده، هما العم توم العجوز والصغير هنري، بعد تعرّضه لمشاكل مالية. تتابع الرواية قصة العم توم وما تعرّض له من إهانات وتعذيب وإساءة معاملة على يد مالكه الجديد هالي، المعروف بسوء أخلاقه وبوحشيته.
2- اعترافات نات ترنر، لوليم ستيرون
نشر هذا الكتاب في عام 1967 في الولايات المتحدة، وحاز جائزة بوليتزر. استوحى الكاتب أحداثه من قصة حياة نات تيرنر، الذي قاد تمرد مجموعة من العبيد في شهر أغسطس من عام 1831، ونشر الرعب بين البيض في فرجينيا، حتى تمكن هؤلاء من محاصرته وتصفية مجموعته، ثم إلقاء القبض عليه وإعدامه.
وقد أثبت تمرد نات وجماعته أن العبيد في جنوب الولايات المتحدة لم يكونوا خانعين وراضين بمصيرهم كما كان معتقدًا. يؤخذ على الكاتب أنه استخدم الكثير من الخيال في روايته، وأضاف الكثير إلى شخصية تيرنر.
3- تأملات في استعباد الزنوج للماركيز دو كوندورسيه
نشر الماركيز هذا الكتاب في عام 1781 باستخدام اسم مستعار هو جواشيم شفارتز (شفارتز تعني أسود باللغة الألمانية)، وقد ندد فيه بصراحة بنظام العبودية، وشرح جوانبه السيئة، ودعا إلى إلغائه بشكل كامل. وكان اللجوء إلى استخدام أسماء وهمية أمرًا مألوفًا في ذلك الزمان.
يُذكر أن الماركيز كان مفكرًا وصديقًا للسود، حاول التحدث باسمهم، ومحاربة مؤيدي نظام العبودية، وكان أيضًا عضوًا في جمعية أصدقاء السود.
4- عن تجارة السود واستعبادهم، للقس غريغوار
نشر القس غريغوار هذا الكتاب في عام 1815، وشرح فيه قناعاته الخاصة بمبادئ الأخاء والحرية والمساواة بين البشر، وندد بنظام الاستعباد، وشن حربًا شعواء ضده باستخدام لهجة شديدة وأفكار كانت متقدمة على زمانها، وانتمى مثل دو كوندورسيه إلى جمعية أصدقاء السود. وبعد خمسين عامًا تم إلغاء العبودية.
5- الجذور، لأليكس هيلي
هذه واحدة من أشهر الروايات عن الرق والاستعباد، وقد نشرت في عام 1976 في جزءين، وتتبع فيها الكاتب أصول عائلته قبل استعباد أحد أجداده، وكان اسمه كونتا كونتي، وإحضاره بالقوة إلى الولايات المتحدة.
يروي الكاتب قصة كونتا، الذي كان شابًا حرًا في وطنه الأصلي غامبيا، مع تركيز على تاريخ أسرته وعلى العادات الأفريقية وتراث شعوبها الثقافي، الذي ضاع بسبب العبودية. تغطي الرواية قصة أسرته منذ منتصف القرن الثامن عشر حتى منتصف القرن العشرين.
6- اثنا عشر عامًا من العبودية، لسولمون نورثوب
هذه قصة حقيقية هزت المجتمع الأميركي، وتروي قصة حياة مواطن أسود، هو الكاتب سولمون نورثوب نفسه، الذي ولد حرًا في عام 1808 في مينيرفا (ولاية نيويورك) التي كانت تحظر العبودية في ذلك الوقت. وكان نورثوب متعلمًا وصل إلى مراحل متقدمة في الدراسة، ولكنه فضل العمل في مزرعة والده.
وفي عام 1841 اختُطف في واشنطن، وكان في الثالثة والثلاثين من العمر، ثم بيع في سوق العبيد، وظل أسيرًا لمدة اثني عشر عامًا، وانتقل من سيد إلى آخر، وعمل في مزارع ولاية لويزيانا، التي كانت تجيز العبودية.
تعرّض نورثوب خلال تلك السنوات إلى أشكال من التعذيب والقهر والتعنيف، حتى تمكنت أسرته من إنقاذه في عام 1853. وفي العام نفسه أصدر الكاتب هذه الرواية، التي سجلت مبيعات ضخمة. وفي عام 2014 حاز الفيلم الذي اعتمد على الرواية جائزة الأوسكار لأفضل فيلم.
يُذكر أن فترة استعباد نورثوب سبقت اندلاع الحرب الأهلية الأميركية (1861-1865) وهي تعرض إلى جانب ظروف حياة العبيد الصعبة، الأسباب التي تجعل وجودهم مهمًا على الصعيد الاقتصادي في ولايات الجنوب الأميركي، والتي دفعت هذه الولايات إلى رفض قانون إلغاء الرق، والحملة التي شنها الرئيس إبراهام لينكولن لغرض اعتماده.
7- قصة حياة فردريك دوغلاس، بقلم عبد أميركي
كان لهذه الرواية صدى عظيم عند نشرها، وهي تبدأ بالجملة الآتية: "تعرفون كيف يتحوّل إنسان إلى عبد، وسترون كيف سيتحوّل عبد إلى إنسان".
صدرت الرواية في عام 1845، وكان دوغلاس مجرد عبد في السابعة والعشرين من العمر، ولكنه تمكن من كتابة قصص عديدة عن حياة الرق والاستعباد. يروي الكاتب فترة طفولته في المزارع، ويتحدث عن قسوة تفريق أفراد الأسرة الواحدة أحدهم عن الآخر، لأنهم مجرد عبيد لا يتمتعون بأي نوع من الحقوق، ثم يواصل سرد قصته، وهو يغادر إلى المدينة ليعرف معنى الحرية.
لم يرتد دوغلاس المدرسة، لكنه تعلم القراءة والكتابة اعتمادًا على جهوده الخاصة، ثم استخدم هذه المعرفة في الكتابة، حيث حلل نظام العبودية وسلوك الأسياد البيض.
8- ذهب مع الريح ، لمارغريت ميتشل
لا يمكننا القول إن هذه الرواية تركت أثرًا كبيرًا على قضية العبودية والحرية، لكن أحداثها تدور على خلفية رفض ولايات الجنوب الأميركي قانون إلغاء الرق، وهو ما أدى إلى قيام الحرب الأهلية الأميركية التي انتهت بفوز الولايات الشمالية وفرض إلغاء العبودية.
هذه الرواية هي الوحيدة التي كتبتها مارغريت ميتشل في حياتها، وتقع في أكثر من ألف صفحة، وتروي فيها تفاصيل حياة المترفين في إحدى ولايات الجنوب الأميركي وطريقة تعاملهم مع العبيد، ثم خوضهم الحرب دفاعًا عن مصالحهم الاقتصادية. نشرت الرواية في عام 1936 بعدما أمضت ميتشل فترة عشر سنوات في كتابتها، وحصلت بها على جائزة بوليتزر.
9- زقاق قصب السكر، لجوزيف زوبل
هذه رواية سيرة ذاتية صدرت في عام 1950، وتدور أحداثها في منطقة المارتينيك في ثلاثينات القرن الماضي، وهي تروي تفاصيل الحياة اليومية لطفل أسود ربّته جدته التي تعمل في مزارع قصب السكر في ظل ظروف وأوضاع معيشية لا تختلف كثيرًا عن أوضاع العبيد، رغم إلغاء قانون الرق.
تحاول الجدة جاهدة توفير متطلبات التحاق حفيدها بالمدرسة، وتنجح في ذلك. يصف الكاتب ظروف الحياة في المزارع وطرق التعامل مع السود خلال فترة الاستعمار، وقد تحوّلت الرواية في عام 1983 إلى فيلم سينمائي لاقى نجاحًا كبيرًا.
10- حبات الكستناء، للويس تيماجين هوا
حبات الكستناء تسمية تُطلق على العبيد الذين يفرّون من أسيادهم، وقد صدرت هذه الرواية في عام 1844، لتكون الأولى عن موضوع الاستعباد في منطقة ريونيون، وهي تسرد أحداثًا وقعت في عام 1833، مع وصف لمشاهد فظاعات وتعذيب يتعرّض لها عبيد تمرّدوا على مالكيهم، حتى إن بعضهم أكد أنه يفضّل الموت على العيش في ظل الأصفاد. وتعرض الرواية بتفاصيل دقيقة حياة العبيد اليومية في المزارع وفي أماكن تجمعهم، وحتى في مخابئهم بعد الهرب.
يُذكر أن المؤلف لوي تيماجين هوا كان طبيبًا، ولد في بداية القرن التاسع عشر في جزيرة بوربون، وهي جزيرة ريونيون اليوم، وكان من الملونين، غير أنه لم يكن عبدًا، ومع ذلك كان من أشد المدافعين عن إلغاء نظام العبودية، وهو ما دفع ثمنه غاليًا جدًا لاحقًا، إذ مثل أمام المحكمة، وحُكم عليه بالسجن، ثم نُفي إلى باريس.
أعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن موقع "الفيغارو". الأصل منشور على الرابط أدناه:
http://www.lefigaro.fr/livres/2017/12/02/03005-20171202ARTFIG00024-abolition-de-l-esclavage-dix-livres-qui-ont-marque-l-histoire.php