ثقافات

مكرم رشيد الطالباني: جسر

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&

&
في بيتنا صورةُ جسرٍيجتازهُ مارةٌ يحملون مناجلَ خشبيةيشعلون ناراًفي قشِ أعشاشِ طيورٍتغرد في غابات سنديانأنقطع عنها مَطرُ الماضيالجسرُ يصلُ بين ضفتينِفوق مَجرى هَجَرتْها المياهُإنتقاماًلأشجارِ نخيلٍتقطعُ الطرقَ على صبيانٍيَعودون من مدارسٍأهملها حرّاسهاوهم يضاجعونَ وقتهمفي حماماتٍ يلفّها ضبابُ الزمانلم يتقاضوا قُبَلاًجرّاءَ عملهِم المتواصلفي مراقبةِ هطولِ أمطارِ الرغبةِفي شتاءٍ قارسِ اللعنةِيتناولونَ غداءَ النسيانِفي صوانٍ خشبيةٍمن عصرِ النهضةِيحشرونَ أنوفَ كلماتهِمفي مواضيع لا تَمُتُّ إلى التاريخِمن شيءوهُم يُحملقونَبين دوائرٍ تزدادُ إتساعاًكلّما أتّجهوا شمالاًوتضيق كلّما بَكوا جُنوباًوالبكاءُ لديهم جوازُ مرورٍلتحقيقِ رغبةِ البقاءِفي الظلِإلى مساء الإنتظارِلا هدفَ لهُمسوى المناداةُ على الكراسي الفارغةِللجلوسِ على أديمِ أرضٍلم تَنبتْ عشبَ التحرّرِ من الهواجسِ السوداءِأراهُم يَتهامسونَ عَلَناًفي وجوهِ بعضهِميَنسونَ جُمَلُ الترحيبِويُعلقونَ جمرَ الخوفِفي شبابيكِ الحناجرِ الداميةِأرى عيونَهُم تجحظُ حُزناًولسانَهُم تُمطرُ شتائمَ سَوقيةٍكانتْ تَنتَشِرُ في قرونِ الإنعتاقِمن الفجرِ الأولِوهُم مُنبطحونَ في زوايا النسيانِيُعربِدونَ شزراًفي هاماتٍ تحملُ أسلحةٍ قديمةٍتَرَكَها جنودٌ هربوا من الجبهةِللإلتحاقِ بِمَراكبهِممُبحرينَ نحو شواطيءٍ ملغومةٍبأعداءٍ يتربّصونَ بالشمسِويعادونَ قَمرَ الخجلِيوقدونَ ناراً&وراء أسوارٍمزروعة بأشواك حقدٍيثمرُ غضباًينقضُّ على آمالٍزرعوها منذ قرونٍوهُم يتسكّعونَ بين ظهراني فجرٍلنْ ينبلجَ قبلَ الأوانِها هُم عادوا بخُفَي حُنينمن إنتظار الشعاعوقد نكسوا رؤوسَ المُعاناةِأمام رايةَ الخجلِلا يَلْوونَ على أمرٍسوى العودة إلى ضفةِ الحزنِ الأخرىمنتظرينَ جريانَ النهرِالذي أعدمَه الأعداءُودفنوا رأسَهُ بين جبالٍ&عقرتْ منذُ عصورٍورموا بجثّتهِ لنمورٍتطردُ طرائدَهاخلف القصورِفي بيتنا جسرٌيجتازهُ مارّةٌيرمونَ ببنادقهِمفي نهرٍ جفّ ماؤهفاغرينَ أفواههممدبرينَ من حيث أتوا!!!&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف