ثقافات

أنطونيوس نبيل: ذَبْحُ اليَاسَمِين

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


مهداة إلى روح الشهيدة: لينا النابلسي
1.&&مُغمَضَ الشَّفتين& & يتحسَّسُ صَمْتَ الجُرْحِبإصبعٍ يرتعشُ& & كحلمةٍ ثكلى& & & & في فَمٍ جَهِيضْ
لا تَخْمِشوا& & أديمَ أنفاسِهِ العَابِسة& & & & بأظفارِ لَغْوِكم البَليدْفشهيقُهُ رُوحٌ ضَارِعة& & تَمضُغُ رُطَبًا مِن الجَمرِوزفيرُهُ بيداءُ ظَمإٍ& & مَسْجُورةٌ بعِظامٍ& & & & مِنْ أنينٍ وئيدْ
اصرِفُوا عنه كأسَ خَمرِكم& & فللحَببِ فحيحٌ& & & & وفي القاعِ صَريرٌ دَبِقْ
وجوهُكم& & قروحٌ تنتَهِشُ أحداقَ الحُلْمِ& & & & بَرَصٌ مَسكوبٌ في أحشاءِ المَراياوقبورٌ مُترعةٌ بخواءٍ ثرثارٍ& & هي حناجرُكم
كما زِرٌّ يتململُ في رَمْسِ عُروتِهِ& & دائبًا في ارتقابٍ مَرير& & & & ذاهلًا في انتظارِ الأناملْعلى بَرزَخٍ مِن شظايا الأرَقْ& & دَعُوهُ جناحًا نحيلًا& & & & يُعانقُ خَصْرَ اللَّهَبفما القلبُ إلَّا مُضْغَةٌ& & مِنْ لحمٍ تَشهَّى& & & & أن يستحيلَ بَخورًا مِن الأغنياتِ&
2.*
يا سِدر يا طُهر الحَليبْ& & يا أنگى م الفِضَّة الرُّوباصيما تِحتمل لَثم الحَبيبْ& & كِيف تِحتمل مَسِّ الرَّصاصي
يا سِدر يا غافي الورودْ& & يا شهگة العِطر السُّلافيكِيف تِحتمل نَبْشِ البَارودْ& & ونتا اللي تَأذيكْ الشِّفافي
3.&
"بَهَرُوا الدُّنياومَا فِي يَدِهِم إلَّا الحِجَارةوأضاؤوا كالقناديلِوجاؤوا كالبِشَارةقاوموا واستبسَلُوا واستُشْهِدواوبَقِيناقاتلوا عنَّا إلى أنْ قُتِلُواوبَقِينا"**
وبَقِينا& & فِي مَقَاهِينَا بَقِيناليسَ فِينا& & أوْهَى نَبْضٍ مِنْ جَسَارة
وبَقِينا& & نَلْبَسُ الوَجهَ الحَزيناقانعينَ& & بالدُّموعِ المُسْتَعَارة
وبَقِينا& & نَثغُو بالخُطَبِ اللَّعِينَةآملينَ& & أنْ يَلُوكَ القَلْبُ عَارَه
وبَقِينا& & بالقَضيةِ صَارِخينَاحتَّى صَارَ& & الحَلْقُ وَكرًا لِلدَّعَارة
4.
"بَهَرُوا الدُّنياومَا فِي يَدِهِم إلَّا الحِجَارةوأضاؤوا كالقَناديلِوجاؤوا كالبِشَارةقاوموا واستبسَلُوا واستُشْهِدواوبَقِيناقاتلوا عنَّا إلى أنْ قُتِلُواوبَقِينا"
وبَقِينا& & أيُّ وَحْشٍ& & & & تَحْتَ بَشرتِنا الثَّخينة؟جِيفَةٌ& & قد عَافَهَا الدُّودُ احتقَارا

وبَقِينا& & رَهْنَ لَيلٍ& & & & ظَلَّ يَأبى أنْ يَليناورَضِينا& & أنْ نَقيءَ العُمْرَ زُورًا واحتضارا
إذ نَسِينا& & أنَّ شَرَّ الكُفْرِ ذَبْحُ اليَاسَميناكافرينَ& & كَمْ سَفَكْنَا& & & & العِطرَ فِي مَبغَى التِّجَارة
إذ نَسِينا& & أنَّ رَبًّا& & & & قد تَجَلَّى بوَجهِ ليناحينَ غنَّتْ& & صَلَّتِ الأزهارُ عِشْقًا& & & & والمَلائكُ سَاجِديناحينَ أنَّتْ& & شُقَّتِ الفِردَوْسُ شَقًّا& & & & صَعَّدَ الكونُ الأنينا
أينَ لينا؟& & إنَّا بالأشواكِ تَوَّجْنا النَّهَاراأينَ لينا؟& & قد صَلَبْنَاها ونَصْلُبُها مِرَاراوبَقِينا&&* بكائية أشبه بعديدِ قريتي بجنوب مصر، والكافُ الفارسيةُ لدلالة على القافِ المنطوقةِ جيمًا غيرَ مُعطَّشة.** مقطعٌ مِن قصيدةِ "أطفال الحجارة" للراحل الرائع: نزار قبَّاني، بتصرف طفيف.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف