ثقافات

حامد بن عقيل: على ضفة هذا الوحل..

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&

&على ضفة هذا العالمهناك ناسكٌ لا نراهيخبرنا اختفاؤه أن الغرق وشيكوأننا ضحايا أنفسنا على الدوام،ناسكٌ يشكو من وجع أيامه الخواليويتألم من غدهناسكٌ لا وجه له ولا ذاكرةيشبه أشياء كثيرةٍ لم يرها أحدٌ قطّلكنه لا يشبه الجدري وآفات محاصيلَ بدائيةكما لا يشبه أياً من خِصيّ ممالكنا الغابرة.***على ضفة هذا العالمعقلٌ وحيدٌ يتغذى على عذابات قتلى حروب لا معنى لهاويحاول تخيّل ما حلّ بالجثث المتشابهةجميعهم كان يحمل اسماًوفِي اللحظة الأخيرةِ تخلتْ عنهم أحلامهمحيث يبدو الإنسان ممسوسا وهشّاغائبا عن الحكمة ومنبوذا.***على ضفة هذا العالمكتبَ شاعرٌ معلّقتَه:"منذ زمن بعيد وأنت تعبر الوحلتكتب عريك في طلاسم أجدادكتعيد تمثيل طريقتهم في قتلك ثم عودتك إلى الوحلمن يأذن ببقائك هكذا؟من يلقنكَ الهزيمة؟ ثم يتلذذ بشواء ما بقي من روحك؟من يغرسك في أعراس دمٍ تتوالى؟تتدلى عناقيد خيبتك على أسطح منازلناعلقم ابتسامتك يغرينا بمزيد من العويلوعباءة أحلامك الآثمة تعلمنا الأسماءاسما إثر آخرهكذا ورثناكبسيوفنا الخشبيةبدعارة الكلمات التي أدمنت قتلناببقية عطرك المسموم وشهواتك الآفلة".***على ضفة هذا العالمامرأةٌ تتحوَّل إلى قطّة مشرّدةتكتب ذاكرتها على أرصفة صفراء موحلةتفكّر أن شهرا غريبا مرّ على عجل بقصائد العالم وكنسهالم يبق سوى لغات جافّةومحابر بلا أصابعوعشّاق بلا حنين.***على ضفة هذا العالمولد للذئب جراءٌ عجز عن إطعامهم بنفسهكان أسيرايفكر في شرح هذه المعضلة لأبنائه عندما يكبرونوكل يوم يقوم بمثابرة وصبر بقتل أحد الجراء؛لكنهم يتكاثرون ليلاجروٌ يخلف جروحين بلغ به الكبر درجة لم يقو فيها على القتلتمنى لو أن ذاكرته هباءوأنيابه لم تكن.***على ضفة هذا العالمنفترشُ وشماً يتحدثُ عن ألفيّة جديدةأحد طرفيه معكوف&وفِي جهته الأخرى مرابون في كامل بهجتهم يبكون مدينة فاضلة وشعوبا هدها ما يسمونه بالرذيلة؛يوم الدينونة يقتربنحن فقط من يجعل له معنىونجعل لنهاياته علاماتٌ تليق باعترافات متداخلة:الأوبئة والخديعة ولقطاء كثيرونالقوادون واللعنات والمقاصل.ليس ثمّة اعترافٌ ولا حتى أغنية.على ضفة هذا الجحيمتبدو الحقيقة جاريةوجميعنا أسياد..&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف