ثقافات

جواد غلوم: أخالكَ وَثَناً لا وطَناً

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&

&نمشي في شوارعَ نألفُها ولا نألفها&تلبّستْ أسماء أغراب لم يطأوا أديمها&أسمالُ بالاتٍ من بقايا الخرَق البالية&نرى وطناً يسامر كارهيهيفتح أقفاله لسارقيه&&يقطّب جَبينه أمام نسْلِه&يُبري سكينه ذبحا لمحبّيه&&ماكرٌ غير كسولٍ ببنطالٍ ليبراليٍّ فضفاضيُبرزُ ساقيهِ&يمتهن الركلَ على مؤخراتنا &مأبونٌ آخر بِعِمّة غير مهذبة&يُخرج أرنباً من استهِ&لحىً غير مشذّبة منبتا ومحتداً&رعديدٌ يعرف كيف يندسّ الى مكامن حيرتك&حاملا مورفينه ليدعك رأسك&يصبّ كأسه في فمك بصاقا يلزق بك&تنفثه مع ثرثراتك بمرَحٍ مخدَّر&يختلط مع عطرٍ نفيسٍ فيبخس ويحطّ من قدَركتلك سمة الجاهل المتنسك&ووقاحة العالِم العاهر المتهتك&يالهذا الوطن الصغير المليء بالتجاعيد والندوبقاحلٌ حتى في اخضرارك الزائف&أنت اليانع بالقيوح والجراح&رحبٌ حتى في زنازينك حينما يعشقك المأسورونحيٌّ وأنت في قبرك حينما تُبعث رميما&رشيقٌ ولو بساقٍ واحدة&سقف رجراجٌ مثل عجيزة عاهرةٍ بدينة&القلب وما يهوى خراباً&ما زلتَ رمْلاً ثقبَ عيوننا شوقاًنشمّك أيها الورد يابسا متغضّنا&وأنت بلا رحيق أو ندى&ننعس وأنت خالٍ من ترنيمة أمومةٍ&نعطش للقائك أيها السراب اللامع بالخديعة&كم نحن طاعنون فيك حبّاً على جفْوتك وسفالتك&نعانقك وأنت مبتور الذراعين&ندسّ عظمة طائرك الهدهد&ونعلم انها تنقلب على ساحرها&نقبّلك وأنت بلا شفاه&ننام على صدرك وندري انه خاسفٌ&نمازحك ونعلم مدى تجهّمك وعبوسك&ليس لنا سواك قفراً يابساً مجدباً&تحنثُ يمينَـك ونصدقك&تخلف وعدَك ونسعى زحفاً الى مشوارك&تفلت من أيدينا ونمسك بتلابيبك&تُغبننا ونهجسك عادلاً&تُشطرنا ونخالك تُلْئمنامالك تمشي وئيدا مثل سلحفاة هرمة ؟؟حرائقك خلّفت رمادا وافراً&تضبّعتَ حتى خنقتَ أجمل بطاريقَك&لاتخنقْ رقابَنا الحانية عليك&أتوسّل اليك ، لم يبقَ الاّ الزغب ليّنة العريكة&لم يلد الاّ الخديج المثلوم العمر&حتّام لا ترفقُ بأنجالِـك وأحفادك&يا ذا الوطن المتبختر بالكآبة&المحمّل بالزوائد الدوديّة&سحقتَ بنيكَ نحن العالقون بأبوّتك&يا من تمشي عَرَجا&وتركْتني عاريا الاّ من الحبّ المخبول فيَّ&&jawadghalom@yahoo.com&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف