ثقافات

علي العسيري: جَهامةُ العِصْيَانِ المَشبُوقْ ..!

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&


( ضَراعةْ لِخَارجيةِ الدَمْ )
(( هَا هُوَ جِلْديَ الجَمْريّ ))الإَنْشَادُ الوَحْشيُّ علَى العَتَباتْ ،فَليرتَع كُلّ خَليِفَةٍ سَفَّاحٍ مِنْ مُدُنٍ أَسْبَلتْ لحَاهَا لِلسَيفِ و الخَازُوقِ و الدَمُ الأَحْمَرُ يَبْرِقُ&رَائَياً وَرَاءَ الأَكَمَاتْ .مِنَ الذَهَبِ المَسْبوُكِ و النَبيذِ المَكْبوتْ ،مِنَ المُنْتَهَى و هَوَ يَبدَأُ ،مِنْ سِيرَةِ الطَيرِ و العَنْكَبوتْ ،اِختَرقَ الغَضَبُ الفَائِقُ صَدْرَ اليَاقوُت ، و اَنْتَابَ الجَهْمُ فِلّزَ الفُؤوُسِ و اَرتدَتِ الأَرْضُ وَعَرهَاو الأَشْجَارُ اِرتَدَتْ ذُعْرَ البُيُوتْ ..&الإَنْشَادُ الوَحْشيُّ علَى العَتَباتْ ،فَليرتَع كُلّ خَليِفَةٍ سَفَّاحٍ منْ مُدُنٍ أَسْبَلَتْ لحَاهَا لِلسَيفِ و الخَازُوقِ و الدَمِ الأَحْمَرِ يَبْرِقُ&رَائَياً وَرَاءَ الأَكَمَاتْ .(( هَا هُوَ جِلْديَ الجَمْريّ ))اِسْتَفرَدَ بِهِ الكَابُوسُ كَذَاكِرَةِ مَخْدَعٍ اِلتَظَى بِهِ لَوْنٌ خَبوُتْ ،&مِنْ خَدَرٍ أَخْضَرٍ تَظَاهَرَ وَحيِدَاً فِي قَتَمهِ فَسُجيَّ فِي سُبَاتْ ،أُسَائِلهُ :_و أُسَائِلُ جَسَديَ النَازِفُ مِنْ شَفْرَةِ السَيفِ ، الحَالِمُ بِالنَجَاةْ ،بِكُلِّ مُثُولٍ أَصيِحُ فِي الظُلُمَاتْ :_لمَاذَا نَنَامُ و نُتيِحُ لأَشْبَاحِنَا حُريّةَ المَوتِ و سُلْطَةِ المَمَاَتْ ؟أَتَنَطّعُ حِينَ يَنُوسُ البُؤسُ عَلَى صُرُوفٍ عَاقِرةٍ تَحْمِلُ مِنْجَلهَا فِي رِئَتيَنِ ،و تُغنّي مِنْ فَرَطِ ضَآلتِهَا بِجَاه ، و تضْرِمُ الإِنْسَانَ المَعْقُوفَ&فِي خَلَدٍ يَمُوتْ .. &أَرْجِمُ كَهَنُوتَ الحَيزُومِ المُشرّعِ لِلطَعْنِ مَرّتينِ ،و أُصعِّرُ رُمْحِيَ الظَامِئُ لِزَمَنٍ آدمِيٍ آتْ .&أُصْغِي لِوعُوُلٍ فِي نَشيدِ الرُوحِ تَعْلُو و مَاءٌ يَسِّفُ حُنْجُرةً لاَ وَقْتَ عِنْدَهَا&فِي ضُحَى الإِصْغَاءِ يَفوتْ ..&فَأَرَى سَلاَلِمَ الأَحْشَاءِ مَمَالِكَ تَعدُو و نَبْضِيَ شَعْبٌ أَعدَّ الأَفْرَاسَ بِمَبسَطِ قَهرٍ فِي مَمْلَكَةِ رَكْضٍ ،فَقَتَلَ الرَكْضَ و اَنْدَلَقَ مِنْ فَجَواتْ .الإَنْشَادُ الوَحْشيُّ علَى العَتَباتْ ،فَليرتَع كُل ُّخَليِفَةٍ سَفَّاحٍ منْ مُدُنٍ أَسْبَلتْ لحَاهَا لِلسَيفِ و الخَازوقِ و الدَمِ الأَحْمَرِ يَبْرِقُ&رَائَياً وَرَاءَ الأَكَمَاتْ .(( هَا هُوَ جِلْديَ الجَمْريّ ))يُجَابِهُ فِي حِمْئَةِ الأَروَاحِ الرِمَاحْ ،يَفْتَحُ أَسْتَارَ الكُوى فِي جَوَانِبِ الخَيمِ و خُدُورِ الرِيَاحْ ،يَتَرقَرَقُ مِثْلَ مَاءٍ يَنْسَاب ، يَتَلظّى بِصَفِيحِ صَدئٍ يَغذُّ الهَدْلَ فِيهِ بَوحٌ لينْسَابَ مَجْرَاهُ&فَيخْطِمهُ مَجْرىً صَغيِراً باِلأرْضِ يَسْدِمُ مَعْجُوناً بِالغلّ فتُسْتَنْبتُ شَيخُوخةٌ فِي المَوْجِو فِي الطَيرِ الجَنَاحْ .أَوشَكَ العَظْمُ أَنْ يَهْرَمَ فِي كَاتِدرَائيةِ الأَضْلاَع ، و الرُوحُ جَانِزةٌ&لاَ تُسنِدُهَا رَكْعَةُ الأَشْبَاحْ . &الإَنْشَادُ الوَحْشيُّ علَى العَتَباتْ ،فَليرتَع كُل ُّخَليِفَةٍ سَفَّاحٍ منْ مُدُنٍ أَسْبَلتْ لحَاهَا لِلسَيفِ و الخَازوقِ و الدَمِ الأَحْمَرِ يَبْرِقُ&رَائَياً وَرَاءَ الأَكَمَاتْ .
(( هَا هُوَ جِلْديَ الجَمْريّ ))& & & & & & & & & & & &يَدْخِلُ خَلْخَلتهُ و يُفَاجِئُهَا&& & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & بِمَقَارِعِ أَورِدَةٍ لاَ تَرْتَاحْ(( هَا هُوَ جِلْديَ الجَمْريّ ))& & & & & & & & & & يَدخِلُ القَبْرَ بِهُدُوءٍ و يُعطِي& & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & &لِكُلِّ ضِلْعٍ مِصْبَاحْ&(( هَا هُوَ جِلْديَ الجَمْريّ ))& & & & & & & & &يَرْسِمُ الأَمَلَ ضَائِقَةً و فِي الصُبْحِ& & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & يَرسِمُ الشَمْسَ مِفْتَاحْ .&( 12 &آب & 2017 )

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
النص مشبوق
د / مصطفى يعلي -

إن تجلي الشاعر في قصيدة (جهامة العصيان المشبوق) يعلن عن شعر مستقبلي طافح بنشوة زمنية تتألق تراكيبها بروح المتشائم أو بالأحرى المتشائل. و ما يلفت النظر في مثل هذا النص تلك القدرةُ المدهشةُ على اللعب الإيقاعيِّ بالتركيبِ اللغويّ بحيث امتلك هذا اللعبُ الفنيُ استراتيجيةً خاصةً في التقديم والتأخير، حتى صار هذا الانحرافُ هو القاعدةَ التي استغرقت الأسطر بحيث لم يرد تركيبُ عبر المطلع إلا وفيه خروجُ على النسقِ المعياري، وفي ذلك زمنية شعرية متوهجة، تتحرك بحريةٍ أخاذة معلنةً عن فرح الشاعر بقدرته على تحريك العالم من خلال الوعي بحركية اللغةِ الشعريةِ وجدليةِ أسرارِها، فجاء التركيب منتشياً بزمن الطير و العنكبوت و النبيذ و السيف و الدم و الخازوق و المصباح.

نغمة لغوية طاغية
سوسن محاسني -

تتسم لغة القصيدة انطلاقا من الحقول الدلالية بايثار العبارة الفخمة: جلدي الجمري ، الإنشاد الوحشي ، سلالم الأحشاء ، ... إلخأما من حيث المضمون ادخلت القصيدة موضوعات جديدة تبنت مايمكن تسميته بالرومانسية الثورية وفيها انطلاق من الذات ٬لكنها الذات الممزوجة بالجماعة ٬وفيها محاكاة للداخل٬ لكنه الداخل المخلوط بالخارج الذي يشكله الواقع الاجتماعي٬ والشعب٬ وهموم الفرد من زاوية اولى.من حيث الشكل اعتمدت تعدد الوزن٬ وتراوح القافية ٬واسقاط وهم اللغة المثالية والشعرية النقية بذاتها٬ والتحول من الاداء البسيط الميسور إلى المعاجم الغليظة٬ مع ما يرفد ذلك كله من تلاقح او تناص مع الثقافة واللغة والاساطير الغريبة.و من حيث فلسفة الانشاء الشعري ذاتها فقد جُسدت حركة الشعر الحديث في هذي القصيدة تحديداً ما يردف ثورانية اللغة و بداعة اللحظة التصويرية .