ثقافات

رسائل هايدغر إلى زوجته إلفريده

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&بفضل حفيدتهما، جُمعت رسائل الفيلسوف الكبير هايدغر إلى زوجته إلفريده التي كان يخاطبها دائما ب"روحي الصغيرة العزيزة". وبحسب جميع الذين دَرَسُوا حياة صاحب"الكيانيّة والزمن"، كانت ألفريده إمرأة صعبة المراس، وعن مصالح زوجها كانت تدافع باستماتة وب"الأظافر" إن لزم الأمر. وقد تكون هي التي دفعته إلى قبول منصب عميد جامعة فرايبورغ عند صعود النازيين إلى السلطة في مطلع الثلاثينات من القرن الماضي. وكانت أيضا تجاهر بكراهيتها لليهود.هنا البعض من هذه الرسائل:فاتح ديسمبر 1915تعالي أيتها الروح الصغيرة ،إستريحي على قلبي، بعمق استراتيجي،ولزمن طويل،فأنا أريد أن أراك في عين الحلم، وأقول لك شكرا. روح صغيرة أنت . لقد سمحت لي الفرصة أن أكتشف دائما أشياء جديدة رائعة بجانبك.أنت لي، ومن واجبي أن أحمل هذه السعادة التي لست بقادر على وصفها .هل يداي نظيفتان؟ إنهما ترجفان وهما تمسكان بيديك. وهل روحي التي تضربها كلّ عواصف الشك والريبة خليقة بأن تحمل حبي لك إلى الأبد؟....&فاتح فبراير-شباط 1916حياة سامية، عالية القمة التي تنفتح لي. حياة فيها أستطيع أن ألقي بنفسي في خضمّ مشاكلي ، وفيها تستطيعين أن تكوني رغم ذلك بجانبي. وسوف تكونين بالنسبة لي مرفأ راحة وهدوء عندما أعود مُتعبا للقضايا الكبيرة من البلد البعيد.&5 مارس-آذار 1916أعرف اليوم أن فلسفة حياة مُفعمة بالحيوية والنشاط من حقها أن تكون موجودة ،وأعرف أن من حقي أن أعلن حربا شرسة وعنيفة ضدّ العقلانيّة من دون أن أكابد لعنة العلمية. لي الحق في ذلك،وعليّ أن أفعله. وها كيف تتجلى بالنسبة لي حتميّة المشكلة:كيف نبتكر فلسفة تكون حقيقة حيّة، وكيف يمكن أن تكون لها كابتكار للشخصية، قيمة وقوة...علينا ألاّ نمنحَ أبطالنا الشباب الذين يعودون جوعى من ساحة المعركة ،حجرا عوض الخبز . ليس باستطاعتنا أن نقترح عليهم مقولات ميّتة وغير واقعية،وأشكالا ليست سوى ظلال، وادراجا فقيرة أحتفظ فيها بعناية بالعقلانيّة وهي تتعفّنُ شيئا فشيئا.&21يوليو-تموز1918أنت تعرفين أنني أجد صعوبة في التعلق بصديق .والآن عندي واحد وهو"أوبريكيرش" في"الغابة السوداء". وقد شرع في دراسة الرياضيات والكيمياء في جامعة هايدلبارغ. وهو ذكيّ جدا،وله روح صافية ،وغير مُدَنّسَة.وصحيح أنه عديم المهارة،لكنه يتمتع بقابليةكبيرة لكلّ ما يتّصلُ بالفكر.وأمس قمنا بنشاط خاص. فقد ذهبنا إلى برلين، وتابعنا ما يحدث في "فريدريكشتراسه"*،ولم نجد الشجاعة الكافية للذهاب إلى مقهى . لذا عدنا إلى الفندق في الساعة الحادية عشر والنصف ليلا،وكلّنا تقزّز ونفور. وأعتقد أننا لم نرَ غير السطح. إذ أن كلّ ما شاهدناه كان شكلا من أشكال الجنون. وأنا ما كنت أتصور أنني سأجد نفسي ذات يوم إزاء شيء شبيه به ،وما كنت أعتقد أن الجنس يمكن أن يبلغ مثلَ هذه الدرجة من الإبتذال، والخساسة، والهبوط.مع ذلك أنا أفهم الآن برلين أكثر من أيّ وقت مضى،والحياة في "فريدريكشتراسه" إنتشرت في كلّ انحاء برلين. وفي وسط كهذا ، تنعدمُ كلّ عظمة ما هو بسيط وإلهيّ.وكم أشعر بالسعادة حين أفكر في فرايبورغ ،وفي كاتدرائيها، وفي الخطوط التي ترسمها جبال"الغابة السوداء". إن الحرب عندنا هناك، لم تكن مرعبة ومفزعة إلى هذا الحد. أما هنا فالناس فقدوا الرغبة في الحياة ،وباتت أرواحهم مُكتَئبة سوداء،والوجوه لا تعابير فيها.&3 أبريل-نيسان 1948يشغلني التفكير، ورغم كل ما حدث ،لي ثقة في مستقبل أسمى لجوهرنا. حتى وإن بدا أن كلّ قوى جهنم تنطلق منا نحن لكي تقطع الطريق الذي يأخذنا إلى هناك... ويبدو لي أحيانا أن على الرعب بقطع النظر عن أبعاده ،أن يتبخّرَ فجأة مثل كابوس سيء بسبب خوائه وبطلانه.وفي وقت بعيد سوف تتهالك الحيرة السوداء على وطن هولدرلين .مع ذلك فإن الغياض والهواء والصباح والمساء، ،وكل هذا سيحتفظ بهدوئه ،وسوف يكون دائما راسما لدلائل جديدة.&*شارع شهير في برلين كان معروفا في الحرب الكونية الأولى بكثرة بائعات الهوى. وبعد الحرب الكونية الثانية،أصبح يشكل الخط الفاصل بين برلين الغربية وبرلين الشرقية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف