قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
The Last Palestinian: The Rise and Reign of Mahmoud Abbas&
· By Grant Rumley and Amir Tibon&صادر عن دار بروميثيوس بوكس ، 274 صفحة
تحاول هذه السيرة الاستثنائية لحياة الرئيس محمود عباس "الفلسطيني الأخير" The Last Palestinian ان تتوخى الموضوعية وسط عالم السياسة المحفوف بالمخاطر والتناقضات في الشرق الأوسط. ولكن الحكم على موضوعيتها ما زال مفتوحاً للنقاش. ويقول الناشر ان "الفلسطيني الأخير" هو اول كتاب بالانكليزية يروي سيرة محمود عباس الذي خلف ياسر عرفات في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ومنذ ذلك الحين القائد الرمزي للحركة الوطنية الفلسطينية. ويرى الكاتب الاميركي نواه كندي في مراجعته للكتاب "ان المثير للدهشة ان ما يقوله الناشر صحيح" منوها بأداء مؤلفَي السيرة ، غرانت رملي الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والزميل الزائر سابقاً في المعهد الاسرائيلي للسياسات الخارجية الاقليمية ، وامير تيبون الصحافي الاسرائيلي المختص بالشؤون العربية. ويشير كندي الى انهما يقدمان عرضاً شيقاً للأحداث واللاعبين الذين اوصلوا عباس والفلسطينيين الى وضعهم الحالي. وللقارئ الغربي غير المختص الذي يحاول ان يواكب تعقيدات النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين فان هذا الكتاب ينجح في رسم صورة حية لرجل غامض ، على حد تعبير كندي. يشير الكتاب الى وقوف عباس ضد إدراج العنف ضمن أدوات النضال التي تستخدمها منظمة التحرير الفلسطينية واصفاً هذا الموقف بأنه فتح فرصاً سياسية جديدة للحركة. ولكن عباس بعد ان حدد موقفه في مرحلة مبكرة من حياته السياسية كان ميالا الى الانكفاء عن السياسة الفلسطينية في منعطفات حرجة ، بحسب كندي. كان عباس مدافعاً عنيداً عن حق الفلسطينيين في تقرير المصير وبناء المؤسسات التي اعتبرها عن صواب ممهدات ضرورية للدولة الفلسطينية. ولكنه حاد في مرحلة متأخرة من حياته السياسية عن هذه المبادئ واعتمد اساليب فردية ومناورات ادارية للبقاء في السلطة ، بحسب مراجع الكتاب نواه كندي قائلا انه يشعر ان عباس رجل "رأسه في اللعبة ولكن قلبه ليس فيها ، أو على الأقل ليس فيها بصورة مستديمة ويبدو عباس شديد الانغمار في تعقيدات البقاء على قمة الهرم الفلسطيني بحيث لم يتمكن من صوغ رؤية شاملة لمستقبل شعبه". وبحسب كندي في مراجعته للكتاب فان عباس لا يرتقي الى مستوى البطل الجرئ الذي كان من الجائز ان يصله شخص بموقعه. &ولكن من الجائز الاحتجاج بأنه إذا وُجد شخص كهذا فان بطولته ستتبدد في غمرة المصائب التي حلت بالفلسطينيين. أقدم مؤلفا سيرة حياة عباس على هذا المشروع بخلفية متينة من حيث معرفتهما بالسياسة الاسرائيلية/الفلسطينية ، واستخدما مواردهما وابحاثهما استخداماً جيداً. والمعروف ان رملي باحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ذات الاتجاه اليميني التي لها نشاط بحثي واسع في قضايا الشرق الأوسط ، وتيبون مراسل صحيفة هآرتس الاسرائيلية الليبرالية في واشنطن وموقع "واللا نيوز" الاخباري الاسرائيلي. وتعزز المصادر المتاحة للمؤلفين عملهما الذي تتخلله في الاماكن المناسبة مقتطفات من مقابلات مع لاعبين اميركيين واسرائيليين وفلسطينيين كبار في الأحداث التي يغطيها الكتاب. واعرب المؤلفان عن أسفهما لأن الرئيس عباس ، موضوع كتابهما ، رفض الموافقة على اجراء مقابلة معه لأغراض الكتاب. ولا شك في ان الكاتبين واجها مصاعب كبيرة مع الخيارات الأخرى التي تبتلي بها كل المحاولات الرامية الى تأليف كتاب سياسي عن المنطقة. &ومن هذه الخيارات تحديد الى أي مدى يمكن الذهاب في شرح الخلفية وما يُفترض ان القارئ يعرفه اصلا. وليست هناك اجابات سهلة وتبدو سيرة حياة عباس في بعض الأماكن كأنها تقرير اخباري مع الكشف عن حدث على خلفية توضيحية. ومن الأمثلة على ذلك ان الكاتبين لا يشيران الى الفساد المالي في عهد عباس إلا في منتصف الكتاب بعد وفاة الزعيم التاريخي ياسر عرفات والتحدي الذي واجهته حركة فتح من حركة حماس في الانتخابات التشريعية. ويقول كندي في مراجعته للكتاب ان القارئ يجب ان يطلع على لطخة الفساد التي لوثت سمعة السلطة الفلسطينية ليفهم جاذبية حماس وفوزها في تلك الانتخابات. ولعل المؤلفين افترضا ان الفساد المالي معروف عموماً وقد يكون معروفاً بالفعل ولكن يؤخذ على كاتبي سيرة عباس انهما يمران على دينامية الفساد المؤسسي في السلطة الفلسطينية بشكل عرضي في سيرة محمود عباس. وتظهر الحركة الاستيطانية الاسرائيلية في السيرة ثم تختفي ، ويكون "الشارع" الفلسطيني حاضراً في حسابات عباس ، وكلاهما ، الاستيطان والشارع الفلسطيني ، قوتان اساسيتان لا يمكن ان يتجاهلهما سياسي أو كاتب يتناول سيرة قائد فلسطيني . ولكن القارئ لا يجد مادة وافية عنهما في الكتاب. يغطي الكتاب حياة مديدة حافلة في منعطف تاريخي معقد ما زال يتسم بأهمية مركزية في السياسة العالمية. والخوض في عمل القوى السياسية المحركة داخلياً كان سيجعل الكتاب مشروعاً أكثر تعقيداً كلما توخى المرء الموضوعية في مقاربته لهذا الجانب.
مصدر المقال: واشنطن انديبندت بووك ريفيو