قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القى الفنان التشكيلي والناقد محمد العامري محاضرة، أمس، في قاعة غالب هلسة برابطة الكتاب الاردنيين بعمان، قال فيها: انه ما يمكن الحديث عنه في مسألة المفاهيم الثقافية والهوية انها مسألة عانت من اشكاليات تعريف المصطلح والدلالات المفاهيم. واشار العامري في المحاضرة التي ادارها الدكتور احمد ماضي، الى اعلان مكسيكو فيما يخص تعريف الثقافة، مبينا ان الهوية في الغالب لا تكتسب سلميا بل تطرح نفسها بمواجهة الإبادة من قبل هوية أخرى، تلك المواجهة التي تؤسس لحوافز الاحتفاظ بمكونات وطرائق إشاعتها بين الناس والجماعات لتصبح المميز الأساسي لهذا المجتمع أو ذاك. ولفت العامري إلى أن الإبداع هو سياق طبيعي في تعميق الهوية والدفاع عنها بطرائق جمالية محمولة بخطاب تمييز الهوية وعواطفها الاجتماعية والتاريخية، وكثير من الأحيان جاءت كردة فعل على المحو والإبادة، والانتصار لوجود ما بين المجتمعات الأخرى، بوصفها موقفا متكاملا ومحمولا بتاريخ وحضارة بعيدين. ورأى انه في الغالب لا تكتسب الهوية بصورة سلمية، بل تقف في مواجهة الإبادة من هوية أخرى، فمواجهة الإبادة والمحو يحتاجان إلى أدوات معرفية وإبداعية قوية للحفاظ على قوام الهوية وروحها، الأمر الذي يدعو لضرورات التخطيط الاستراتيجي في الحفاظ على الهوية الحيوية بعيدا عن السكونية والارتكاس لماضيها القائم في الذاكرة والكتب. وفيما يتعلق بمسالة العودة للتراث الحضاري العربي والإسلامي قال العامري إن تلك العودة "جاءت كردة فعل أقرب إلى الانفعالية كجزء من الاستعانة بالماضي وأدواته المعرفية للدفاع عن وجود بين الهويات الأخرى، بل أصبحت جزءًا أساسيا من "مكنزمات" المقاومة عن الأمة وموروثها التليد، فكانت الاجتراحات في بداياتها تدور في أفق الموروث العريض دون الجرأة على تجاوزه والاستفادة منه بصورة حيوية بل يكاد يكون نسخا للماضي، إلى أن تغيرت المسارات الإبداعية عبر الاحتكاك بالغرب والاستعانة بأدوات جديدة تتضمن عناصر الماضي كمغذٍ لهذه المرحلة. وقال إن العودة إلى التراث التاريخي وإعادة صياغته بصورة جديدة تتواكب مع طبيعة الوسائط الجديدة شكلت ظاهرة في الإبداع كجزء من الدفاع عن الوجود العربي الإنساني تجاه تغول الدول الكبرى في مدّها الثقافي الهائل، والذي شكل تهديدا مباشرا لثقافات الأمم الأخرى.وأشار إلى أن انتشار سياقات اللوحة الغربية في العالم العربي عبر رحلات المستشرقين، تلك الرحلات التي أنجزت مجموعة من الأدبيات والوثائق شكلت عبرها ذاكرة يشوبها التشويه للذاكرة الأم، بل أصبحت جزء من مرجعيات المبدع العربي. وأوضح أن المستشرقين كان لهم أكبر الأثر في تدريب بعض الموهوبين العرب، فسادت اللوحة المسندية المتعارف عليها في الغرب والتي لا تنتمي إلى طبيعة الرقاع الخطوطية وسياقاتها الزمكانية، فظهر مجموعة من الفنانين العرب الذين درسوا الفنون في المدارس الغربية، محاولين في تجاربهم الجديدة ومن باب الحس القومي والعروبي والخصوصية أن يقدموا اجتراحات جديدة تتكئ على المنجز الغربي بروح عربية وشرقية.