ثقافات

القنّاص في سوريا وفي كلّ مكان

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&

&&&&صدر حديثا عن دار تموز بدمشق مجموعة (القنّاص) وهي نصوص نثرية للكاتب عباس علي موسى، تتحدّث المجموعة بطريقة النثر عن قنّاص، لا يمتلك هويّة جغرافية محدّدة، فهو قنّاص في حرب ما، يمكن أن يكون في سوريا ويكون في ذات الوقت في أقاصي أفريقيا، تأخذه التفاصيل الصغيرة والكبيرة في عملية القنص وأدواته فالرصاص حاضر دوما كما ينبغي لمقاتل عتيد، والقنّاصة حاضرة دوما، تشبه هي الأخرى القلم الذي يدوّن الحرب ويومياتها.يرد في أحد النصوص في خطاب مع القنّاص:ماذا بعدُ أيّها القنّاصُ؟ضع الرصاصات في جعبتكَ المثقلة بدموع الآخرين، فكلّ شرود فرصةٌ لحلم أحدهم.ماذا بعدُ، هلاّ استمعت إلى أغنيةٍ عن الحنين، عن الحبّ، عن الدموع، أم أنّ الرصاص بغنائه الصلف يئزُّ فيمحو الأغنيات في الأثير.&يختلط الحاضر مع قادم الأيام في خاطر القنّاص فيكثر حضور الأطفال، وكأنّها الحرب تنتهي فيكون للضحايا والفاعلين فيها ذكرى لمن خلفهم، أليمة أحيانا، ولئيمة أخرى، وفي مشهد تختلط فيه الحكاية مع خاطر القنّاص، تحضر الطفلة لتكون بطلة المشهد، فيما القنّاص قد حبسه ضوء الصورة والذاكرة:مشهد لأيام لاحقةصورة معلّقة إلى خاصرة الجدار، في بيتٍ ماامرأة ثمانينية تداعب خصلات شعر الطفلة الصغيرة، وتندهها باسم يشبه اسمي، لكن مؤنّثاً، تحكي لها عنّ الصورة وعلى جسده واقفاً ملفوفةٌ أحزمة الرصاص، تحكي دون أن تدمع عيناها، والطفلة تنظرُ بعمقٍ إلى الصورة وتعدّ الرصاصات، رصاصة رصاصة.في الحرب لا أكثر من الدماء ولا أكثر من الدموع، وهناك الحكاية والتفاصيل المتناثرة هنا وهناك، حيث يصعب على الكاميرات التقاطها أو على الشفاه تناقلها، لذا تغدو الكتابة تأريخا آخر للحرب، وسيرة لها ويوميّات لتفاصيل لن تلتقطها إلا الكتابة.تقع المجموعة في ثمانين صفحة من القطع المتوسط، وهي المؤلّف الثاني لـ عباس علي موسى، حيث أنّه أصدر مجموعة قصصية بعنوان "شامبو برائحة التفاح" بطبعة خاصة في العام 2017.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف