نظرية التطور لداروين تقلب الأوضاع في أميركا

إيلاف: كان أول كتاب للمؤرخ البارز ريتشارد هوفستادتر هو "الداروينية الاجتماعية في الفكر الأميركي"، وكان هذا الكتاب دراسة لما تحظى به كتابات تشارلز داروين العلمية على الحياة الفكرية الأميركية، وسعى فيه أيضًا إلى تبرير عدم المساواة الاجتماعية خلال العصر المذهب.

ظل مصطلح "الداروينية الاجتماعية" مرادفًا للعنصرية، واستمر كرؤية خاصة بالصراع القاسي للمجتمع. لكن كما أوضح راندال فولر في كتابه "الكتاب الذي غيَّر أميركا: كيف تسببت نظرية داروين للتطور في إثارة مشاعر أمة"، فهذه لم تكن الطريقة الوحيدة التي تم من خلالها استيعاب المفاهيم الداروينية في الحياة والفكر الأميركي. 

ردود الفعل
ولمن لا يعرف، فإن فولر، الذي كان يُدَرِّس الإنكليزية في جامعة تولسا، هو مؤلف دراسة فائزة عن تأثير الحرب الأهلية على الأدب الأميركي. ونُظِّمَ وصفه للطريقة التي تعامل بها الأميركيون مع نشر داروين كتابه (أصل الأنواع) عام 1859 كسلسلة من القطع الحيوية المفيدة – وهو ما كان يظهر في وجبات العشاء، المحادثات والمحاضرات – حيث كانت تتمحور ردود الفعل عادة ( وليس دائمًا) على كتاب "أصل الأنواع". 
 
ركَّز فولر في كتابه على مجموعة كُتَّاب، علماء ومصلحين اجتماعيين من إقليم نيو إنغلاند، وبدأ بحفل عشاء في ليلة رأس السنة عام 1860، في منزل فرانكلين سانبورن، وهو معلم في كونكورد في ولاية ماساتشوستس. وكان ضيف الشرف في ذلك الحفل هو تشارلز لورينغ بريس، خريج جامعة ييل ومؤسس جمعية مساعدة الأطفال، التي كانت تعمل لمساعدة آلاف الأطفال اليتامى، المهجورين والهاربين الذين يسكنون شوارع نيويورك.

طرائق تفاعل الناس
كما كان حاضرًا في ذلك الحفل أموس برونسون ألكوت (والد لويزا ماي ألكوت)، الذي كان يعمل وقتها كمدير لإحدى المدارس المحلية، والذي كان يتجنب جيرانه مقابلته أو الوقوف معه، لأنه كان شخصًا محبًا للثرثرة، وكان من ضمن الحضور كذلك هنري ديفيد ثورو. 
 
أبرز فولر في كتابه الطريقة التي تعامل بها هؤلاء وغيرهم مع كتاب داروين "أصل الأنواع" – الذي أحضر بريس نسخة منه في ذلك الحفل – وحاول فولر أن يستكشف في فصول كتابه الطريقة التي تفاعل بها الناس آنذاك مع الأفكار التي طرحها داروين في كتابه، وكيف حظيت تلك الأفكار باعتراض شديد من جانب كثيرين في تلك الفترة.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف نقلًا عن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. المادة ألأصلية منشورة على الرابط أدناه
https://www.nytimes.com/2017/01/20/books/review/book-that-changed-america-darwin-randall-fuller.html