قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&ودع العراق العلامة الاستاذ الدكتور أحمد مطلوب رئيس المجمع العلمي العراقي ووزير الثقافة والإرشاد عام ١٩٦٧ الذي توفي يوم السبت ٢١/ ٧/ ٢٠١٨ عن عمر ناهز الاثنين والثمانين عاما ، وقد نعاه الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق بوصفه (ثانيةً يغادرنا عبد القاهر الجرجاني..) ، ويأتي رحيل العلامة د.أحمد مطلوب بعد شهرين من رحيل زوجته د. خديجة الحديثي التي توفيت يوم التاسع من ايار / مايو 2018، عن عمرٍ ناهز 82 سنة، وقد عبر عن ذلك القاص فرج ياسين بقوله ان الراحل استعجل الالتحاق بقرينته في ملكوت الله . فلا حياة لأحدهما دون الآخر دنيا وآخرة .وبعد الدكتور احمد مطلوب من الشخصيات العلمية المميزة والمرموقة والقامات العالية في العراق فكرا وابداعا واخلاقا ،وسيرة حياة غاية في الالتزام والانسانية وهو شاعر ايضا كتب العديد من القصائد في مختلف المجالات ، وكما قال عنه المقربون منه انه (عالم كبير من فقهاء المسلمين له مكانته ودوره في خدمة الإسلام والمسلمين. لقد كان مثال العالم الفقيه وصاحب الأدب الرفيع في اللغة والبلاغة والنحو والصرف وشتى علوم اللغة العربية، وانه حافظ ومفسر للقران الكريم وبرحيله فقدنا فقيها بارعا من فقهاء المسلمين الكبار)، كما لا يمكن اغفال انه عاشق كبير حيث كتب عن زوجته العديد من القصائد بعناوين مثل : حبيبتي، وطيف، وأطياف، وعشرون، ووطن وزهرة ، و زهرتي .&مسيرة حياة حافلةوالراحل هو أحمد بن مطلوب بن أحمد الناصري التكريتي ،ولد يوم 25 تشرين الأول 1936، في قرية (العوجة) بمدينة تكريت العراقية، درس الابتدائية والمتوسطة فيها (1941-1950)، ثم درس الثانوية في كربلاء وأتمها في الكرخ ببغداد، وحصل على البكالوريوس في اللغة العربية من كلية الآداب والعلوم ببغداد (قسم اللغة العربية) بدرجة امتياز عام 1956، وكان الأول على جميع اقسام الكلية، ثم حصل على الماجستير في علم البلاغة والنقد بدرجة جيد جدا من جامعة القاهرة عام 1961، ثم الدكتوراه في البلاغة والنقد بمرتبة الشرف الأولى من جامعة القاهرة سنة 1963، عمل مدرسا في ثانوية كركوك عام 1957، قبل ان ينتقل إلى العمل كمدرس في إعدادية التجارة ببغداد بين عامي 1957 و 1958، ثم عمل في كلية الآداب بجامعة بغداد منذ عام 1958، معيدا فمدرسا فأستاذا مساعدا فأستاذا مشاركا ثم أستاذ، وأصبح مديرا عاما للصحافة والإرشاد في وزارة الثقافة والإرشاد عام 1964، ثم مديرا عاما للثقافة بنفس الوزارة عام 1964، ومن ثم رئيسا لقسم الإعلام بجامعة بغداد منذ سنة 1966-1969م، وفي عام 1967 صار الدكتور أحمد مطلوب وزيرا للثقافة والإرشاد في الجمهورية العراقية، وحين غادر الوزارة التحق بجامعة الكويت أستاذا منتدبا أعوام 1971 - 1978م، عمل أستاذا زائرا في معهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة وجامعة مارتن لوثر في ألمانية الديمقراطية وجامعة وهران في الجزائر، وحين عاد الى بغداد أصبح عميدا لكلية الآداب بجامعة بغداد منذ عام 1984 وأصبح امينا عاما للهيئة العليا للعناية باللغة العربية في العراق من عام 1986 وحتى عام 2003، وشغل منذ عام 2007 منصب رئيس المجمع العلمي العراقي والذي يعتبر أعلى هيئة علمية في العراق وعضو في مجمع اللغة العربية الأردني وأيضا عضو في المجمع العلمي الأردنينال الراحل في حياته العديد من الجوائز منها جائزة الملك فيصل العالمية في فرع اللغة العربية والأدب في حفل أقيم في الرياض وجاء فوز مطلوب بهذه الجائزة مناصفة مع البروفيسور محمد رشاد محمد الصالح حمزاوي (التونسي الجنسية) أستاذ اللغة العربية ورئيس قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة السلطان قابوس سابقا وذلك لعام 1428 هجري&مؤلفاتهأصدر 37 كتابا مؤلفا في البلاغة والنقد والأدب والمعاجم والتعريب. و15 كتابا محققا من كتب التراث في الشعر وبلاغة القرآن الكريم. وقد تم نشر أكثر من 60 بحثا علميا في اللاغة والنقد واللغة وعلوم القرآن والتفسير والحديث وتعريب العلوم والمصطلحات العلمية. ومنها:أساليب بلاغية: الفصاحة - البلاغة - المعاني. عام 1981،النحت في اللغة العربية: دراسة ومعجم الأرقام العربية عام 1983،معجم مصطلحات النقد العربي،معجم الملابس في لسان العرب،معجم المصطلحات البلاغية وتطورها،ديوان ديك الجن الحمصي. بالاشتراك مع: عبد الله الجيوري، تحفة الاريب بما في القرآن من الغريب، معجم النسبة بالألف والنون،عبد القاهر الجرجاني، البحث البلاغي عند العرب (نُشر في الموسوعة الصغيرة، العدد:116)، البلاغة العربية : المعاني والبيان والبديع. عام 1980، البلاغة عند الجاحظ. عام 1981، البلاغة والتطبيق عام 1982 والقزويني وشروح التلخيص. عام 1980.فضلا عن كل هذه المؤلفات هناك كتابه الموسوم بـ(رفيقة عمري) الصادر عن المطبعة المركزيّة في جامعة ديالى 2015، وجاء الكتاب من باب ردّ الجميل إلى زوجته التي ابتدأت الكتابة عنه بوصفه شريكا لعمرها حين أصدرت كتابها :(رفيق عمري في كتابات الآخرين)،وكتب عنها العديد من القصائد ومنها ما قال فيها :(حبيبتي سِرْنا وسارتْ معنا قوافلُ الأعوام&تحمُلُنا، نحمُلُها حبّا وما زلَّت بنا الأقدام نقذفُها، تقذفُنا في لجّة التيار&وانطلقَ البحّار&في قلبه عزيمةُ الأحرار&وصرخةُ الثوار)&مديح ورثاء&واذ قال فيه الشاعر د.عبد الكريم راضي جعفر : كنت انت ايها الفذ متكئا على سرير من علم ومعرفة وادارة ،وكنت انا الفقيرلله استمع اليك بشغف وانت تحرث لي ارضا؛لأزرعها نسيم البنفسج ونفح الجوري واغصان عنب رطيبى ، اخر ماكتبت لي ايها الراحل بثوب ابيض ويد بيضاء: (تلميذي الباحث الفذ عبد الكريم)..فأزهر في خجل الجنوبي البصري،حتى اخضرت الدنيا بي في زمن لئيم ذميم دميم.نم في رعاية الله فالقادمون اليك كثر..سيسلمون عليك..ويمرون خفافا ولكنهم بثقل حجر كريم.&فقد رثاه أ.د عبدالوهاب العدواني بقصيدة بعنوان (في رثاء رجل من أهل الفضل) قال فيها :&و يموت " أحمد " معجلا وكأنه&وجد المكان مفرغا من روحه&شهران قد سلفا فلما لم يجد&غير الرحيل معبرا عن جرحه&قال الرحيل مروءة و صبابة&لست الذي أعنى لكم في شرحه&الشرح عند الله حاكم أمرنا&من ألف دهر ممسك عن بوحه&كان الزمان لديه روضا اخضرا&و اصفر .. و انقطعت هدايا نفحه&درجا على الدرب الطويل و هاله&أن غادرت .. و بقي هنا في صرحه&فاقام ينفض روحه من عبئها&ليموت موت الرزء ساعة لوحه&هو ذا بميقات الجليل وأمره&لا ينفع العاصي الضجيح لكبحه&ذا أحمد المطلوب أشهر فارس&عرف الرجال ضميمه في جنحه&هو فيهم الغريد بالعلم الذي&قرؤا له واستأنسوا من صدحه&الذكر الطيب للراحل النبيل والرحمة لروحه الطيبة