ثقافات

"إيلاف" تقرأ لكم في أحدث الإصدارات العالمية

بين السامية ومعاداتها: أن تكون يهوديًا في عهد دونالد ترمب!

احتجاج في أميركا ضد معاداة السامية للعمل في مارس 2018
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ارتفعت موجة التهديد ضد اليهود في الولايات المتحدة في ظل حكم دونالد ترمب، وهذا ما يعود إليه جونثان وايزمان في دراسة تفصيلية عن السامية ومعاداتها في أميركا اليوم.

إيلاف: كانت معادة السامية حاضرة دائمًا في ثقافة المجتمع الأميركي، لكن محللين يشيرون إلى صعود اليمين المتطرف وتزايد التهديدات الموجّهة ضد اليهود منذ انتخاب دونالد ترمب رئيسًا لأميركا.&

في هذا الإطار، يتناول كتاب جونثان وايزمان "السامية: أن يكون المرء يهوديًا في أميركا في عصر ترمب" Semitism: Being Jewish in America in the Age of Trump (المؤلف من 256 صفحة، منشورات سانت مارتن) جذور اليمين المتطرف في منظمات قديمة معادية للسامية وتمويه ذرائعه البالية ببرقع عصري تكنولوجي لنشر الكراهية بطريقة مستساغة، من خلال مؤسسة سياسية أصبحت فجأة متسامحة مع آرائه.&

بين أقواس
تغيَّر افتقار الكاتب إلى الهوية الذاتية اليهودية بصورة مفاجئة في عام 2016 بعدما أعاد نشر تعليق كتبه يهودي من المحافظين الجدد في "واشنطن بوست" عن صعود الفاشية.&

وجد وايزمان، الذي يعمل محررًا في صحيفة "نيويورك تايمز"، وجد نفسه مستهدفًا على الإنترنت، بسبب اسمه، الذي يبدو يهوديًا لا أكثر، كما تلاحظ مجلة "واشنطن إندبندنت ريفيو أوف بوكس" في مراجعتها الكتاب، مشيرة إلى أن تجار الكراهية بدأوا يضعون الأسماء التي تبدو يهودية بين أقواس على مواقع التواصل الاجتماعي، لتعريض أصحابها لسيل من الإهانات والتهديدات.&

يقرع وايزمان في كتابه ناقوس الانذار لإيقاظ يهود أميركيين آخرين، ظنوا أن معاداة السامية شيء مجرد ينتمي إلى ماض بعيد، داعيًا إياهم إلى التحالف مع جماعات مهددة أخرى، مثل المسلمين والمهاجرين.&

تقترن دعوة وايزمان باتهام موجّه إلى ترمب، لتمكينه مروّجي الكراهية من خلال تشجيعهم، تارة بغمزة وتارة بهزة رأس، لكن برفض صريح أيضًا لكلمة "تسامح"، فأتاح لهؤلاء أن ينهضوا من مستنقع السياسة الأميركية، على حد تعبير "واشنطن إندبندنت ريفيو أوف بوكس".

اليهودي العولمي
يلاحظ الكاتب أن دعاة الكراهية كانوا دائمًا جزءًا من الحياة السياسية الأميركية، لكنهم كان يُعدون شريحة هامشية من المعتوهين بلا صوت أو تأثير. ثم جاءت الانترنت لتغيّر كل ذلك. وتكفل الإعلام الاجتماعي، أو بالأحرى الإعلام المضاد للمجتمع، بتضخيم صوتهم وضمهم إلى التيار الرئيس بموافقة ضمنية من رئيس الولايات المتحدة. وعلى حين غرة، خرجت معاداة السامية من جحرها السابق لتجاهر بمواقفها علنًا.&

هكذا، فإن مدير الميزانية في الإدارة الأميركية ميك مولفاني يمتدح مستشار ترمب الاقتصادي غاري كوهن بمناسبة انتهاء مهام عمله فيسميه "عولميًا"، وهذه التسمية تشفير لوصف "اليهودي العالمي" الخبيث الذي يتحكم سرًا بأحداث العالم. &

وأدلى عضو مجلس منطقة كولومبيا بدلوه حين استخدم قالبًا نمطيًا مماثلًا بالإشارة إلى أن عائلة روتشيلد المصرفية اليهودية الأوروبية تتلاعب بالمناخ. وتتويجًا لهذه المواقف، رشح الحزب الجمهوري نازيًا جديدًا ينكر وقوع الهولوكست لتمثيل المنطقة الثالثة من ولاية إلينوي في الكونغرس.&

إسرائيل!
ينتقد وايزمان في كتابه المنظمات اليهودية التقليدية، ويتهمها بالتقاعس عن مواجهة هذه الأشكال الصارخة من معاداة السامية والتركيز بصورة حصرية على دعم إسرائيل بلا تحفظ، وكأن مساندة اليهود الاميركيين للدولة اليهودية، بما فيها حكومتها اليمينية وسياساتها الاستيطانية، هي الشيء الوحيد المهم، برأي الكاتب. ويقول وايزمان إن هذا التأييد لإسرائيل صرف الإنتباه عن التهديدات المتزايدة لليهود في أميركا نفسها.

يوثق الكاتب حقيقة هذه التهديدات وتصاعدها في العدد المتزايد لجرائم الكراهية، بما في ذلك تدنيس المقابر والتهديد بتنفيذ تفجيرات واعتداءات جسدية على أفراد ورسم صلبان معقوفة ورموز نازية أخرى على جدران معابد يهودية منذ حملة الانتخابات الرئاسية في عام 2016. ويسوق الكاتب إحصاءات من رابطة مناهضة التشهير التي سجلت 1986 حادثًا من حوادث معاداة السامية في العام الماضي، بزيادة قدرها 57 في المئة مقارنة مع عام 2016. &

مركب واحد
يقول وايزمان، من دون أن يستهين بخطورة التهديدات المعادية للسامية - وإلا ما الغاية من تأليف كتابه؟ - إن الأقليات والجماعات الإثنية الأخرى تواجه ما هو أسوأ كثيرًا من ذلك. ومقارنة بالاعتداءات على المسلمين واعتقال المهاجرين، الذين ليست لديهم وثائق قانونية، وغالبيتهم من أميركا اللاتينية، وأعمال العنف ضد السود، فإن معادة السامية ليست أسوأ الأوبئة في عهد ترمب.
&
يخلص الكاتب إلى القول "نحن جميعًا في مركب واحد"، داعيًا اليهود والمنظمات اليهودية إلى الوقوف مع المستهدفين الآخرين. ويلاحظ وايزمان أن لافتات "أنقذوا دارفور"، التي كانت تُرفع أمام كل معبد يهودي قبل سنوات قليلة، حلت محلها لافتات تقول "نحن مع إسرائيل". ويقترح وازيمان إعلانًا بديلًا يقول: "نحن ضد الكراهية".
&
ليس هناك شك في تصاعد معاداة السامية من جانب اليمين المتطرف، وهي حقيقة يجيد وايزمان توثيقها في كتابه، ومن خلال قنوات الانترنت إزدادت معاداة السامية انتشارًا لتلوث التيار السياسي الرئيس نفسه، كما تقول مجلة واشنطن إندبندنت ريفيو أوف بوكس، واصفة كتاب "السامية" بأنه رد على هذا الخطر.&


أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "واشنطن إندبندنت ريفيو أوف بوكس". الأصل منشور على الرابط:
http://www.washingtonindependentreviewofbooks.com/index.php/bookreview/semitism-being-jewish-in-america-in-the-age-of-trump


&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
...............
سليم -

الحقيقة غير هذه ياسيد وايزمان ..اليمين المسيحي المتطرف هم في حقيقة الأمر مسيحيون أقحاح ومتعصبون لدينهم غير الحنيف .. وعليه فإن معاداتهم للسامية ليست لأسباب ودوافع سياسية فحسب ..هم لهم مطلب وثأر قديم من اليهود وقد ترجم سماحة البابا هذه المطالب بأن طلب من المرجعية اليهودية منذ سنوات تقديم إعتذار للمسيحيين كافة .. ولكن لم يعتذروا ولو بنص كلمة .

معاداه الساميه ثقافه مسيحيه اصيله ..
عدنان احسان- امريكا -

الاناجيل معاديه للساميه - وظلت المسيحيه معاديه للساميه عشرين قرنا - حتى المجمع الفاتيكاني الثاني المنعقد بعد المحرقه ... ولاجديد.. واليهود كانوا مضطهدين في امريكا - ويعاملونهم مثل السود حتي قبل نصف قرن .. ولازالت الثقافه المسيحيه المعاديه سائده - وتختلف من منطقه لاخرى خاصه في الولايات الوسط والجنوب الامريكي .. يعني لاجديد وهذه الثقافه عمرها - عشرين قرنا ..