ثقافات

"إيلاف" تقرأ لكم في أحدث الإصدارات العالمية

اللذة مبدأ يسيطر على حياتنا النفسية.. حتى الاستسلام للواقع!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من بيروت: "من المسلَّم به في نظريات التحليل النفسي هو أنَّ سير العمليات النفسية ينتظم انتظاماً آلياً وفق مبدأ اللذة"،بهذه العبارة التي يفتتح بها كتابه "ما فوق مبدأ اللذة" يُلخّص فرويد سيرَ العمل النفسي في الإنسان، حيث إن أيَّ عملية نفسية، مهما اختلفت في ظروفها، إنما هي حالةٌ من التوتر الكريه المؤلم، تحاول أن تتخذ لنفسها سبيلًا إلى نقص هذا التوتر المؤدي إلى تجنُّب عدم اللذة، وبالتالي الحصول على اللذة.

خلاصة القول إن مبدأ اللذة هو المبدأ الذي ينسب إليه فرويد السيطرة على مسار حياتنا النفسية. في بداية الأمر يعيش الطفل على مبدأ وحيد، هو مبدأ اللذة. وبعد الاصطدام بمتطلَّبات الخارج، يبدأ بالتنازل عن مبدأ اللذة رويدًا رويدًا، لمصلحة مبدأ الواقع.

يستعرض فرويد في كتابه المذكور أنماطًا متعدّدةً للذة؛ أكثرها ابتكارًا هو موضوع لذة التكرار لدى الطفل. وللإيضاح يضرب هذا المثال: "إذا كنت قد رويتَ لطفلٍ حكايةً لطيفةً، فإنه سيصرّ على سماعها منك مرات عدَّة، دونما ملل، مفضّلًا إياها على أي حكاية جديدة. ويشترط عليك أن تعيدها بدقة. وإذا حصل أن اقترفت "جريمة التغيير" فيها، فسيقوم الصغير بتصحيح ما اقترفته من خطأ، مُبديًا غضبه، لأنَّ المتعة لديه، في هذا المثال، تكمن فقط في شرط التكرار، لا في الحكاية!.

بالعودة إلى محور الكتاب وفكرته الأساسية، نسأل: "هل غالبية عملياتنا النفسية مصحوبة باللذة أو تقود إليها؟، أم إن ثمة دوافع أقوى مستقلَّة في سعيها عن إطار اللذة كغريزة الموت (يعتبرها فرويد الأقوى) والتي تعمل عكس مصلحة اللذة أو فوقها بدافع يُسمّيه "إجبار التكرار": "تحاول الغرائز إعادة الأمور إلى ما كانت عليه (جامدة)، لذلك فإن ثمة كثيرًا من العمليات في حياتنا النفسية تجري فوق مبدأ اللذة.

فمبدأ اللذة هو نزعة تعمل في خدمة وظيفة، وهذه الوظيفة بدورها تهدف إلى تحرير الجهاز النفسي من الاستثارة أو إبقائه ثابتًا في أدنى مستوى ممكن. غير أنه ومن الواضح أن هذه الوظيفة تعمل في سبيل القيام بأشمل نزعة لكل مادة حية، وهي العودة إلى سكون عالم الجماد.

إلى هذا التحليل يعود مصدر مقولة فرويد الشهيرة والمثيرة للجدل حول أن "سعي الحياة في مجملها نحو الموت".

(*) باحث سوري في علم النفس التحليلي.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
.................
فريد -

أعتقد أن هذا ينطبق على حكاية الصلب .. تكرار سماعها يولّد لذه عجيبة عند سامعها المسيحي .. لكن إذا لو حدث أن سمعها مرة من المرات يرويها له صديقه المسلم حسب الرواية الصحيحة التي ملخصها أن كل ما حدث صحيح في معظمه ( ولكن شبه لهم ) يحدث الرفض من قبل هذا المسيحي ويريد سماعها حسب السماع الأول الذي أسمعوها إياه بني قومه .. أي كحالة طفل فرويد هذا الذي لو أسمعته حكايته المفضلة وأجريت عليها بعض التعديل يرفضها تماماً .

أرجو أن لايحدث هذه المرةإعتذار في قبول الإرسال
فريد -

أعتقد أن هذا ينطبق على حكاية الصلب .. تكرارها يولّد على سامعها المسيحي لذة عجيبة ولكن حين يسمعها من صديقه المسلم الذي يرويها له بالحقائق الصحيحة ( ولكن شبه لهم ) يرفض هذا التغيير وتصبح حالته مشابهة للطفل الفرويدي الذي يهوى سماع حكايته المفضلة بشكل متكرر ولكنه يرفض ويستاء إذا تيقن أن ثمة تغيير حدث في الحكاية التي سمعها من قبل .. سبحان الله .