"إيلاف" تقرأ لكم في أحدث الإصدارات العالمية
حين اعتبرت نيويورك موسيقى "راغ تايم" عملًا بغيضًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بين عامي 1840 و1917، رأى سياسيو نيويورك أن موسيقى "راغ تايم" شريرة ومبتذلة، وتمثل كارثة وطنية. لكن هذه الموسيقى عاشت وبقيت، ووصلت شعبيتها إلى أوروبا.
إيلاف: يقدم ديل كوكريل، أستاذ علم الموسيقى في جامعة فاندربيلت في تينيسي، في كتابه الجديد "الكل يفعلها: الجنس، الموسيقى، والرقص في نيويورك، بين عامي 1840 و1917 "Everybody's Doin' It: Sex, Music, and Dance in New York, 1840-1917. (المكون من 288 صفحة، منشورات دابليو دابليو نورتون؛ 27.95 دولارًا)، رواية عن الحوادث التي رافقت انتشار موسيقى "راغ تايم" في نيويورك، التي ظهرت خلال منتصف تسعينيات القرن التاسع عشر، وانتشرت بسرعة عبر القارة الأميركية.
ساهمت موسيقى "راغ تايم"، وهي ظاهرة موسيقية أميركية فريدة من نوعها، بظهور موسيقى الجاز. وكانت متواجدة بقوة في التكوين الموسيقي والترفيه والمنح الدراسية أكثر من قرن. وبحلول أوائل القرن العشرين، ازادت شعبية هذه الموسيقى، لتصل إلى القارة الأوروبية، واحتلت الصدارة في صناعة التسجيلات الموسيقية. &
قلق في نيويورك
تعرّف الأميركيون للمرة الأولى إلى موسيقى "راغ تايم" في معرض شيكاغو العالمي في عام 1893. وقيل إن حوالى 27 مليون شخص مرّوا عبر بوابات المعرض بين مايو وأكتوبر من ذلك العام. إلا أن هذا الأمر لم يرق السلطات في نيويورك، التي شكلت لجنة في ربيع عام 1899 للتحقيق في هذا النوع من الموسيقى، والتي أطلق عليها وليام ديفري، قائد شرطة نيويورك آنذاك، صفة "العمل القذر والبغيض".
يشير كوكريل في صفحات كتابه إلى أن ما صدر حينها من قبل السياسيين والجهات الفاعلة في نيويورك كان يمثل جزءًا من الانهيار العلني للنقد، الذي شكك في شخصية موسيقى "راغ تايم"، والمؤثرات الأخلاقية للأشخاص الذين استمتعوا بها. حتى إن بعض أساتذة الموسيقى، كآرثر ويلد، وصفها بأنها "شريرة" و"مبتذلة"، وتمثل "كارثة وطنية".
التمييز العنصري
يتناول الكتاب قصة ظهور الموسيقى الشعبية طوال سبعين عامًا في بيوت الدعارة وقاعات الرقص في نيويورك. ويتتبع ميلاد الموسيقى الشعبية، بما في ذلك موسيقى "راغ تايم" والجاز، إلى أماكن مشبوهة.
بحلول عام 1873، تم حظر التمييز العنصري في المدينة. مع ذلك، كان بين العواقب المترتبة على التنظيم المتزايد للترفيه الموسيقي انتشار نظام التفرقة والعنصرية العرقية "جيم كرو"، النظام الذي حرم أصحاب البشرة الداكنة حقهم في ممارسة الحياة اليومية، حيث لم يكن من حق أحد منهم اختيار الحياة التي يريد، بل كان لزامًا أن يقيموا في أحياء معيّنة، ويدرسوا في مدارس حددت لهم مسبقًا.
العودة إلى الماضي
لعل أبرز ما يميّز الكتاب إعادة عالم الموسيقى ديل كوكريل تصوير هذه المرحلة من تاريخ نيويورك، من طريق عرض محتويات سجلات المحاكم وتقارير المحققين السريين العاملين في منظمات الإصلاح الاجتماعي، الذين تم إرسالهم لجمع أدلة ضد الأماكن التي ارتبطت بموسيقى "راغ تايم". &
كما يجيب الكتاب عن الأسئلة التي طُرحت حول كيف استطاعت هذه الموسيقى الشعبية، التي ظهرت في هارلم، وهو أحد الأحياء في مدينة نيويورك الذي عُرف منذ وقت طويل بأنه مركز ثقافي للأميركيين من أصل أفريقي، الازهار في جميع الولايات الأميركية. &
&
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "إكونوميست". الأصل منشور على الرابط:
https://www.economist.com/books-and-arts/2019/08/15/music-and-morals-in-new-yorks-ragtime-age
التعليقات
لاجديد
هارون -هل حدث الإنهيار العلني للنقد فقط بعد مافعله الساسة والجهات الفاعلة في نيويورك جراء مواقفهم من هذه النوعية من الموسيقى فحسب .. حقيقة الإنهيار قديم ..الأسرار الكنسية مثلاً والتكتم على أسرارها هو في الحقيقة ذبح وانهيار لمبادئ النقد .. من يستطيع نقد هذه الأسرار .. من بستطيع أن يتفوه بكلمة عن سر من هذه الأسرار .. من يستطيع أن يقول أن سر واحداً فقط لو تم بحثه لانهارت أسس العقيدة المسيحية .. نقد سيبرز الحقيقة لأنه سيلوح بأن الكتب المقدسة كانت قبل التحريف تتضمن إشارة إلى نبوءة محمد عليه السلام .. الحق أن النقد واجه إنهيار علني قديم أبطاله في هذا الجانب عتاولة الدين المسيحي من شتى الأطياف .