ثقافات

جديد هاني النقشبندي: "قصة حلم".. فنتازيا... العائلة والخيانة والنوم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

هي روايته السابعة, بعد ست روايات صادرة جميعها عن دار الساقي, بيروت/لندن.
"قصة حلم", رواية سبقت صورتها كلماتها. فقد تحولت في رمضان الماضي الى مسلسل تلفزيوني لصالح قناة ابو ظبي تحت عنوان "صانع الأحلام".
ولعل المعالجة الدرامية التلفزيونية تبتعد بقدر ما عن الرواية الاصلية, التي طرحت في الأسواق الخليجية والعربية هذا الاسبوع.
كعادة النقشبندي, فروايته الجديدة هي فنتازيا السهل الممتنع.
يتداخل شخص ابن سيرين, احد ابرز مفسري الاحلام في الثقافة العربية, مع شخص اسماعيل عمران, بطل الرواية, والذي هو استاذ جامعي فيزيائي يعيش في مصر.
برع في تفسير الأحلام, بما ورثه عن والده عمران الذي اشتهر بدوره بتفسر الأحلام. لكنه اضاف الى مهارته في التفسير, مهارته في الفيزياء ايضا. ولم تأت دراسته لها, وتخصصه فيها اعتباطا, إذ انه يرى, اي الدكتور اسماعيل, ان الفيزياء, التي هي علم مطلق, لا تكاد تختلف عن الأحلام, التي هي ايضا علم مطلق. فكما هناك اربعة ابعاد في الفيزياء, كذلك هو الحلم يمثل البعد الرابع في الإنسان. ويضيف الى ذلك قاعدة فيزيائية اخرى, وهي أن الحلم لا يفنى ولا يأتي من عدم. بمعنى ان ما يحلم به الإنسان, إما انه تحقق في يوم ما , او يتحقق الآن, او سيتحقق في المستقبل. باختصار, كل ما يراه الحالم, إن هو إلا انعكاس لحقيقة واقعة, ولو لم يدرك صاحبها ذلك.
ذاع صيت الدكتور اسماعيل, فبات يقصده كثيرون لتفسير أحلامهم. كان يوافق في البدء, لكنه راح يبتعد عن الاضواء والناس, ويحصر حضوره على المؤتمرات, ومن مؤتمر في العاصمة السعودية الرياض, تبدأ احداث الرواية.
يُعنى المؤتمر السعودي بدراسة الظواهر غير الطبيعية. وقد تم استدعاء الدكتور اسماعيل ليكون ابرز الحضور والمتحدثين. لكن في فندقه السعودي, تحدث معه قصص غريبة على هيئة احلام ممزوجة بالواقع.
في هذا المؤتمر, طرح اسماعيل فكرة غريبة تقول بأن الأحلام لا يمكن تفسيرها فقط, بل يمكن صناعتها أيضا. بمعنى, صنع حلم لإنسان ينقله من زمن لآخر, وفي الوقت ذاته, يكشف له الكثير من الاسرار. وهو ما يفيد العلم والانسانية بصفة عامة.
لم تكن نظريته تلك بلا أساس مقنع, إذ سبقها تعاقد قانوني مع مركز ابحاث متخصص في ميونخ بألمانيا, لتمويل بحثه الغريب هذا. لكن خلافا حصل بين المركز واسماعيل, دفع الأخير إلى الإنسحاب من المشروع, فقرر ان يستأنفه وحده, في معمله الصغير في جامعة القاهرة التي عاد إليها كأستاذ مشارك. لم يرض ذلك المركز الألماني, ولا بعض المراكز العلمية الأخرى, فراحت تضع اسماعيل وأبحاثه تحت المجهر.
في الرياض, أثناء المؤتمر, استمرت مراقبتهم لكل كلمة يقولها, وبعد ان عاد الى حيث يعيش في القاهرة, استمرت المطاردة, دون ان يدري هو بذلك.
توفي والد اسماعيل, واسمه عمران, منذ اربعة اعوام. ومن شدة قربه به, بات يحلم بوالده, بل ويستحضره الى الحقيقة.
ذات يوم, وصلته رسالة من والده المتوفى عبر وسيط غامض, يخبره فيها أن أمانة ستصله. ينتظر اسماعيل موعد الأمانة, فتأتيه في مكان تقرر أن يكون الأزهر الشريف, ويصادف ذلك بلوغه 40 عاما, اي سن النضج والنبوة.
سلم له الأمانة رجل غامض, وبصحبته 11 رجلا غامضا مثله. قالو له "هذه امانة والدك. لا تخبر بها أحدا. وإن أعيتك فاحرقها".
كانت الأمانة عبارة عن كتاب فيه جملة تعاليم ووصايا من والده, لكن أهم ما فيه, هو حلم رآه عمران, أي والد إسماعيل, وعجز عن تفسيره رغم كل مهارته في التفسير, والتي أورثها من بعده لابنه إسماعيل. يطلب الأب في أمانته تلك أن يفسر له اسماعيل الحلم, فإن نجح, سيتمكن بعدها من صناعة الحلم الذي يريد.
كان حلم الأب هو التالي: إبن سيرين, مفسر الأحلام العظيم, يعطي للأب عمران, قلادة ويطلب منه ان يعطيها لإسماعيل, وأن يخبره بأن "الحلم في رحم الحقيقة".
هكذا تبدأ رحلة اسماعيل الطويلة, في محاولة منه لتفسير حلم والده, وما المقصود بعبارة "الحلم في رحم الحقيقة"؟
لإسماعيل زوجة وطفلة, يقرر ان يتركهما لاهثا وراء أحلامه, وحلم والده على وجه التحديد. بالمثل, انصرفت زوجته عليا إلى عالم الأزياء, بعد ان يئست من بقاء زوجها معها, ومن كثرة خياناته لها.
في مرحلة ما, يدرك إسماعيل انه مستهدف, وان أعينا تراقبه. يبوح بسر امانة والده, وبمخاوفه, لطالبة يشرف على بحث لها في الجامعة. لكنه يميل لها, وتميل له. فتحاول ان تساعده قدر استطاعتها, حتى تحدث له مفاجأة معها.
تخبره أمانة والده ان عليه السفر من بلد الى آخر, فيبدأ رحلته, لا يعنيه شيء سوى تفسير الحلم, حتى يتمكن بعدها من صناعة الأحلام التي يريد, ولمن يريد, بعيدا عن المراكز العلمية التي تعاون معها في البدء.
تبدأ رحلته من حي السيدة رقية, حيث نشأ وتربى, الى اسطنبول, فالمغرب, مرورا بأسوان جنوب مصر. يشعرك النص, وترحال اسماعيل من بلد لآخر, بأنك في حلم تتشاركه مع بطل الرواية.
اسماعيل نفسه, يخرج من حلم الى يقظة, فلا يلبث ان يجد يقظته تلك, حلم آخر, حتى يصل في النهاية الى الحقيقة التي غابت عنه.
هي رؤيا فانتازية لعالم الأحلام. ويمكن القول ان رواية "قصة حلم" تنفرد في خاصية طرحها لموضوع قلما طرح في الروايات العربية, او الفكر العربي, رغم تأثير الأحلام العميق في حياة الناس العاديين, وحتى النخبة المثقفة فيهم. إنه دمج ثلاثي صعب وعصي: العلم, والحلم, والخيال. لكن الكاتب يحاول جاهدا الربط بين هذه الأطر الثلاثة الغامضة, ضمن حبكة تشبه روايات الف ليلة وليلة, لكن في العصر الحديث.
تقع الرواية في 320 صفحة, وهي صادرة عن دار الساقي.


نبذة عن الكاتب
• هاني نقشبندي, من مواليد الرياض 1963
• حاصل على بكالريوس في العلوم السياسية من جامعة الملك عبد العزيز في جدة, متخصصا في العلاقات الدولية.
• تفرغ للعمل الصحافي ابتداء من 1989
• صدر له:
• كتاب سياسي بعنوان "يهود تحت المجهر" عام 1986
• كتاب فلسفي بعنوان "لغز السعادة" عام 1990
• صدرت له عن دار الساقي الروايات التالية: "اختلاس" يناير 2007, "سلاّم" ابريل 2009, "ليلة واحدة في دبي" يناير 2011, "نصف مواطن محترم" يناير 2013, "طبطاب الجنة" فبراير 2015, "الخطيب" يناير 2017, "قصة حلم" يناير 2020
• يكتب في بعض الصحف والمواقع الالكترونية.
• مكان الإقامة الحالي: بروكسل, بلجيكا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف