ثقافات

كتاب جديد عن الواقع والأمل لبهية مارديني

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بقلم شامل عطايا

أكثر ما يزيد الهموم والأحزان أن يقاسيها صاحبها وحده أو لا يشاطره أو يواسيه فيها من يعتقد أنه قريب أو صديق. كـ"سوريين"؛ كنا وما زلنا نحسّ بألم عميق عندما يقابل أحدنا أشخاصًا لا يعرفون عن معاناتنا وآلامنا طلية سنوات الحرب الفائتة منذ آذار/مارس 2011، ونصاب بالدهشة والصدمة إذا ما اضطررنا لشرح قضيتنا وتعريف المتلقّي بالجلاد والضحية والأسباب والوقائع والمآلات.
وقد لمس الكثير منا حجم التقصير في حق أنفسنا وقضيتنا، كوننا لم نوصّل صورتها للآخر بالشكل الصحيح فضلا عن وصولها أصلا، لقلة خبرتنا وضعف تجربتنا في طرق التواصل مع الآخر وطرق الإعلام التي يمكن استعمالها مع الآخرين لاجتذاب أصدقاء وداعمين وتفادي عداوات نحن في غنى عنها.
كسوريين نعتقد أن بقية شعوب العالم تتسمّر مثلنا يوميا بضع ساعات أو طيلة اليوم أمام التفزيون تتابع القنوات الفضائية ومنها الإخبارية، أو على الأقل تستمع نشرات الأخبار عبر الراديو طالما أنهم في سياراتهم.. لكن هذا الذي ينطبق علينا لا ينطبق على بقية الشعوب وخصوصا في أوروبا، وكثير من السوريين ممن يتواجدون حاليا في أوربا لمسوا هذا بين أصدقائهم ومعارفهم وفوجئوا أنهم لا يشاهدون التلفزيون ولا يستمعون للراديو أو على الأقل القنوات الإخبارية منها، وأن كثيرا من الأوروبيين لا يملكون تلفزيونا أصلا، وقد تخلوا عنه لأنهم لا يريدون أن يكونوا من ضحاياه وضحايا مُلاكه ومشغليه والمعلنين فيه... ويفضلون الحياة بعيدا عن صخب وضجيج الأحداث، وخصوصا الكوارث هنا وهناك على مبدأ "ما فينا يكفينا" وأنه لا داعي للانشغال بما يقصّر العمر ويوجع القلب، كما يفضلون التعرف على مثل هذه الأمور عبر الصحافة. لكن المعرفة الحقيقية يبنوها من مطالعة الكتب للتعرف على جذور المسألة وتطوراتها ووجهات نظر أطرافها ولا بأس من مقترحات منطقية حول طرق حلولها.
لقد سُرّ كثيرون بصدور كتاب جديد في العاصمة البريطانية لندن عن سوريا، يحكي واقعها الحالي، وخصوصًا خلال السنوات الماضية، وما تعرّض له الشعب السوري من مآسي. وأكثر ما يبعث على السرور أن هذا الكتاب بقلم الأستاذة الصحفية والحقوقية بهية مارديني وباللغة الإنكليزية، والذي جاء بعنوان "عن سوريا، كلمات تبحث عن حروف"، وقد منح الكتابُ السوريين فرصة ليكون لديهم وسيلة قوية وفعالة يستطيعون بها تعويض ما فاتهم من كسب أصدقاء محتملين لقضيتهم عبر منحهم أو تعريفهم على كتاب يحكي الوجع السوري وأسبابه ونتائجه.ليكوّن الآخرون صورة أوضح عن مأساة شعب حاول ويحاول تغيير واقعه أملا بغد أفضل، لكنه اصطدم بجدار من الوحشية وخاض في حقول ألغام السياسة الدولية المتشابكة، فانقلب واقعه إلى جحيم مشتعل، وطالت مأساته لتسع سنين، ولا أحد يعرف كم ستطول أكثر.
ولكن هل من فائدة من اكتساب جمهور إضافي في الغرب يطلع على الواقع السوري؟ برأيي هذا مهم جدًا، وخصوصًا لدى شريحة من يقرؤون الكتب، فهؤلاء، على كثرتهم في أوروبا والولايات المتحدة، قوة لا يستهان بها في الشارع الأوروبي والأمريكي، وبأيديهم مفاتيح عديدة للضغط على ساستهم ونظمهم الحاكمة لأجل إيجاد حل للقضية السورية، وليس أي حل؛ بل حل عادل وجذري يوقف المأساة المستمرة منذ سنين ويؤسس لمستقبل خال من العنف والكراهية.

شامل عطايا مترجم وكاتب سوري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لوبقي الحل بيد المعارضه الصوريه لابتلينا بنمودج - الصومال - وافغانستان - واليمن السعيد
عدنان احسان - امريكا -

منذ اليوم الاول ظهرت عماله المعارضه السوريه التي انتقلت مثل العاهره من حضن لحضن - من حضن ساركوزي - لحضن الخليج - لحضن اسطنبول حتى انهم تلقوااا الدعم من اسرائيل - ووجدوا الحل بلململه شذاذ الافاق من جميع انحاء العالم للنفيـــر و للتغيــــر/ وهذه المعارصه التي تسمي نفسها معارضــــــه لا تستحق الاحترام - ومجموعات من المرتزقه ، شتت جهود المعارضه الوطنيــــــه التي كانت في الساحه قبل نصف قرن وكانت تحلم بوطن اجمل - ودفعت الثمن دون ان تكون العوبه في اجندات الاخريــــــن - او تقبل شيكات بهايم الخليج - والمعارضه السوريه تمولت - حتى من اسرائيل -.. ولو حسبنا الاموال التي صرفت على هذه المعارصات قد تعادل ميزانيــــه اعاده بناء سوريه ... وعن اي معاناه يتحدث المعارضون في الخارج ... وليكون الفصل بين ملف المهاجريــــــن - وملفات المعارصـــه - وهذا الملف يختلف عن الاخـــــــر - ثم ان تحصل علي اللجــــــوء ببريطانيا ..كانك ربحت اليانصيب / وانك مدعوم من جهه نافذه / خلاص اغلقـــــــوا هذا الملف الفاضي - والنظام الديكتاوري علي الاقل يا خونه - حافظ علي مؤسسات الدوله ونجح - بعدم صوملتــــــها - وافغتنهـــــــا - او تجربه اليمن المره - و هذا النظام الديكتاوري اشرف منكم يا مرتزقـــــــه - والمعارضه من تحلم ببـــــناء وطن اجمل - وانتم خربتــــم البلد ودمرتم حتى الطـــرق والمستشفيات ومن قال لكم ان هذا الغرب المتوحش - يبحث عن الديمقراطيه ... ؟ الحمد لله انكم شهدتم عصـــر الكورونـــــــــا - لتعرفوا من هم اعداء الشعوب والانسانيه يا من رهنتم مستقبل سوريه - بعجله هذه الانظمه المتوحشـــــه . ؛ وكما يقول الشاعر مظفر النواب // اولاد القـــــ...... كفئ صخبا ان حظيره خنـــــــزير هي اشرف من اظهر اطهركم ..

شكرا للأخ عدنان إحسان
رائد شال -

لقد قلت عين الحقيقة عن هؤلاء المرتزقة الخونة الذين لاهم لهم سوى الاستيلاء على السلطة ونهب سورية كلصوص بعد أن قاموا بتخريبها خدمة لأسيادهم ومموليهم. شكراً على قولك الحق والصدق في زمن الارتزاق والعمالة. أما مؤلفة الكتاب التي تتكلم عن الآلام والمعاناة فهي من تلك الشرذمة الضالة وكأنها لا تعرف أو أنها تتعامى عن إرهابيي هذه الآلام والمعاناة الذين باعوا شرفهم وضميرهم وأتعجب من إيلاف أن تروّج لها ولمؤلفاتها.