ثقافات

جحيم الطلاق والجنون في مسرحية الاب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نزاع حضانة وخصام في مسرحية الاب , للكاتب السويدي اوغست سترنبري, المعروف عالميآ, تم منح الأب إطارًا جديدًا في استوديو فنان. عندما اخرجه فيليب زاندين في مسرح مدينة ستوكهولم ، مع شيل بيركفيست وإيفا روس وجوزفين ليونجمان في الأدوار الرئيسية، ورسم صورة الطلاق بشكل عابر. ندخل مباشرة إلى استوديو فنان صغير. عدد قليل من الكراسي الحمراء ,والأريكة المخملية ذات اللون الأخضر مع كل الألوان البيضاء, لكن الرسومات بالأبيض والأسود لمصابيح الكيروسين على الجدران تنتهي في العين - كتحذير مصيري لما سيأتي.هذا الحل السينوغرافي بواسطة بيتر هولم هو أيضًا أسلوب سرد. كما لو كان من أجل الالتفاف, على منظور الرجل الأساسي ستريندبرغ , أعطى المخرج فيليب زاندين ,والكاتبة المسرحية سوزان ماركو المسرحية مكانًا جديدًا الأب, الذي تم تحديثه هنا إلى الأب كرد فعل يائس على مسرحية بيت الدمية والبطة البرية لهنريك ابسن، و لإظهار أن الرجل هو الذي يشعر بالشفقة في هذه الأوقات من الصراع بين الجنسين كتبت ماركو في الدليل المسرحي: "لذلك من خلال السماح للكبار بيرثا بالنظر إلى الحبكة باعتبارها قصتها" ، يريد فريق المسرح بدلاً من ذلك تعزيز منظور الطفل في نزاع الحضانة المشهور عالميًا, إنها فكرة مفهوم سريع تأخذها بسرعة - إعادة بناء بيرتا لذكريات العائلة وألبومات الصور والتخيلات التي ستصبح عملًا فنيًا ، صورة الأب ، ترتبط بقبضة أدبية شهيرة لسيرة ذاتية مثل هيلينا هنشين. وكما تريد: جوزفين ليونغمان المدروس بسهولة يرسم بسرعة رسومات الحبر بيرثا بتنسيق كبير ولكن حتى لو كان هذا التداعي الفلاش باك بالتحديد قد حفز بعض المسرحية القديمة ، فإن المجموعة نفسها تبدو تدريجية تقليدية للغاية. هناك صلابة وعدم توازن في اللعبة ، مما يجعل سيد الفروسية شيل بير كفيست وشخصيةلورا ايفا روس ضعيفة للغاية ، على الرغم من احتمالات التناقض والتعقيد في الصور الشخصية في النصلم يكن الأمر كذلك إلا في فوضى الانحلال, الأكثر تعبيرًا والتجريبية في الفصل الثاني فقد تم إلقاء مصباح الكيروسين المشتعل فقد بعيدًا, وفتحت جدران الاستوديو في مواجهة الظلام,وسحب السترة يمكن إطلاق أي عاطفة أعمق بخلاف ذلك, يعلق مشهد صغير رائع في الفصل الأول تجلس بيرثا بين والديها على الأريكة,يمثل الثلاثة دراما شد الحبل بحركات اليد والنظرات,في خصومته للمرأة, الاب هي سلسلة من المسرحيات التي كتبها سترندبري, تعزز موقفه إنه كاره النساء, هذه المسرحية تظهر وبكل وضوح ثيمة الصراع والكراهية مابين الزوج وزوجته , الكاتب رجلآ تعرض للجنون, بسبب عنجهية زوجته لورا, الزوجة تعبت من زوجها وسلوكه ,وتجعله يشك في كل شيئ خاطئ في حياته الاسرية, حتى ينهار ويعيش حالة العبث والجنون, ويفقد كل شيئ حتى ابنته يشك انها ليست ابنته, تنهار روحه انهيارآ كاملآ لعبت زوجته لورا بعقله, يعيش حالة الاذلال ويفقد وعيه ,حتى المربية التي يثق بها تلبسه ثوب المجانين, وهو يصرخ ويبصق في وجهها, هكذا تنتصر المرأة في عملية الخداع. هو عالم متخصص في علم المعادن, كرس حياته للبحث العلمي ,ولم يكن ينكد عليه حياته الا زوجته لورا, بدأت الخصومة بينهما بسبب خلافهما حول تعليم ابنتهما بيرتا , فالأب يرغب في ارسال ابنته لمدرسة داخلية, ليبعدها عن الاثر السيىء الذي يخلفه الجلوس مع النساء بالبيت، في حين تعارض امها ذلك ولكي تضعف الزوجة قدرته على اتخاذ القرار, اوحت اليه بأنه ليس هناك ما يؤكد ان بيرتا ابنته. يستفز الرجل ويبدأ يفقد تماسكه العصبي, ثم تجبره الى ان يقذف في وجهها بمصباح الاضاءة المضاء, فتتخذ من ذلك دليلا على جنونه ,لتقنع به طبيبه وخادمته المخلصة, وحتى القسيس الذي كان مقتنعاً تماماً بأنها مخطئة, تستميله فيقع ضحية مكر المرأة, ويوضع الزوج في كيس المجانين . ومن هنا يرى سترندبرج ان الحياة حرب يقع فيها الفرد تحت رحمة ظروف بيئته القاسية ، وان الحب في نظره هو "معركة بين زوجين, كتب عليهما ان يدمر كل منهما الآخر, إيفا روس عن دورها في تمثيل شخصية لورا : رغم شهرة وعبقرية اوغست سترندبري على مستوى الادب السويدي وشهرته عالميآ, ولكنه كان يعيش حالة اوهام ,يتصور كل المحيطين به من الاعداء وقد صب جم غضبه على النساء,بسبب حياته المضطربة,وهو يعيش حالة الوساوس والشك مسرحية الاب خير دليل زواجه من سيري والطلاق سبب له متاعب كبيرة", نتوق لمشاهدة مسرحية الاب وتجربة المخرج فيليب زاندين, على المسرح الكبير لمسرح مدينة ستوكهولم, المسرحية كتبها سترندبري ضمن خصوصية ومواصفات مسرح الغرفة, لكن المخرج خرج بها الى فضاء واسع وخاصة في الفصل الاخير،المسرح عبارة عن غرفة وبابين في الوسط, وفي اليمين كرسي ومنضدة وسلم تتسلقه البنت بيرتا, وهي ترسم صور الاب في كل حالات الفرح والحزن والتشنج, شاهدة عيان موجودة في البيت ومهملة من قبل الاخرين. شخصية الاب الكابتن ولقائه بالقس والاب يكرر: "ماذا استطيع ان افعل اذا كنت اعيش في قفص النمور, وكل مايحيط بي عبارة عن قطط وحشية".الاب موزع مابين العمل وتربية البنت , مصير بيرتا بيد الام لورا ومصاريف البيت يدفعها الرجل.وحالة الدراما والفعل وبناء الاحداث في المسرحية بشكل رائع ,نحن امام ممثلين يفهمون ويجيدون فن اللعبة المسرحية, فثيمة الشك ورائحة الخيانة, تقودها وبشكل راقي, وخيوط اللعبة محبكة ,من قبل الزوجة لورا والطبيب والذي مثله الفنان يوان, وتندرج في حالة دفع واقناع الجميع ان الزوج الكابتن مجنون ,وحتى مسدسه المحشو بالطلقات يفرغ ومحاولة ضرب زوجته, واستعمال المسدس الفارغ من الطلقات في وجه الطبيب والقس ,الكل يقتنع بجنون الكابتن حتى المربية تقع في شرك وفريسة اللعبة ،حول المخرج المكان الصغير الى فضاء واسع وحركة الجميع, وحدد حركة الخدم والجنود, حتى الكابتن الاب الممثل الكبير بيركفيست تكور على نفسه وهو ملفوف بثوب المجانين يولول, وهو يئن على فراش الموت, بيرتا تهرب من البيت لما تشاهده من الفوضى الاسرية ,وحالة الخصام والصراع مابين الام لورا والاب.قمة المشاهد وذروتها نجدها في الفصل الاخير, وهو يهذي ويتذكر ايام حبه للورا الصغيرة تحث ظلال الاشجار والروائح الزكية، وكذلك كانت ذروة الاحداث في مشهد المربية وهي تقنعه بارتداء القميص.. ومشهد القمة توضح للمتلقي رأي سترندبري بالمرأة ,وخاصة في حوار لورا وهي تصرخ وتخاطب زوجها: "المعركة بين الجنسين لن تنتهي, والحب بين الجنسين معركة" فلا تتصور اني اعطيتك نفسي.. انا لم اعط.بل اخدت. " سُجنتْ لمدة ٢٠ عاما هي في زواج مع رجل لايهتم بها يهملها, واتهمها بأنها خانته وغير مخلصة في زواجها ,ويراوده الشك ان ابنته ليست منه, ربما من شخص اخر اثر الخيانة الزوجية, هذا الشك يراوده وتفتعل الزوجة كل الاعيب لغرض زيادة شكه, وفقد التوازن في موقفه وشخصيته, ابنتها بلغت السابعة عشر من العمر وعلى وشك الخروج من البيت . هو القتال حتى الموت ,الحرب والصراع داخل الاسرة مابين الاب والام, الشاهد الوحيد على هذه المعركة هي البنت ,التي تشاهد كل مايحصل, ويعم الحزن البيت, يتمزق قلب الفتاة لكن تجسد ماتشاهده, في رسم اللوحات الكبيرة لصورة الاب وهو حزين, ولوحة صراخ الاب ,واصابته بالتوتر العصبي واتهامه بالجنون

تاليف: أوغست ستريندبرج
المسرح: مسرح مدينة ستوكهولم
إخراج: فيليب زاندين
الاضاءة: إريك بيرغلوند
الممثلون: شيل بيركفيست ، إيفا روس ، جوزفين ليونغمان ، جوناس هيلمان-دريسن ، أولف إيكلوند ، لينا-بيا برناردسون ، ألكسندر ستوكس ، مايكل جونسون ، ليليان جوهانسون

هذه المسرحية عرضت قبل جائحة كورونا وقرار إغلاق المسارح في السويد

عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي السويد

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف