ثقافات

أحمد علي الزين.. الحواري الأديب 

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تقديم - إيمان البستاني


نحنا زغار وبعيون الأعادي كبار
أنتو خشب حور ونحنا للخشب منشار
وحق طيبا وزمزم والنبي المختار
ما بعمر الدير إلا من حجر عكار

أبيات شعر من تاريخ بلدة عكار العتيقة الواقعة في جبال لبنان الشمالي غناها يوماً الرحابنة، أجمل بلدات لبنان حيث الصخر والشلال ومراعي الماعز، التي جاء منها الروائي والصحفي اللبناني الأستاذ (أحمد علي الزين) نشأ في كنف والده (علي الزين) ووالدته (فاطمة المحمد) في بيئة فلاحية، أكمل دراسته الثانوية في بلدة القبيات المجاورة، و في مدينة جونية حيث درس الموسيقى وتقلّب في الفنون، تارة أستاذ موسيقى و تارة دراسة الأدب العربي والمسرح ثم عمل صحفياً وجرّب الإذاعة وتحّول للشاشة الصغيرة بعدها الفضية وله باع في الأدب والرواية، عرفناه أكثر عندما يستضيف، يعدّ و يحاور ،يجالس ويثاقف، يناظر ويجادل، على مدى سبعة عشر عاماً مع ضيوف تدله إليهم بوصلته الثقافية، ضيوف من مفكرين وأدباء، مؤرخين وشعراء، كتاّب ونقاد ساهموا في تشكيل المشهد الثقافي العربي، بعد موسيقى تتر المقدمة لبرنامجه الحواري الشهير ( روافد ) يطل علينا ببدلته الداكنة وحقيبة جلدية بلون القهوة تنقلت كثيراً معه يستبدلها أحيانا بحزمة كتب تفهم أنها تعود للضيف هي مادته الحوارية التي يستقي منها محاوره، أديب نادر كالقمر الأزرق، يظهر دائماً مع ضيف ومن خلفهما مكتبة، كتب مرتبة بعنواين مذهبة وأحيانا أخرى مبعثرة بأكوام، تقتنص الكاميرا مشهد صور عائلية للضيف تؤثث للحوار، أو تراه يتمشى مع ضيفه في أزقة الذكريات، أو يترك ضيفه ليكون هو الراوي.

يميز الأستاذ (أحمد علي الزين) هدوء صوته إذا ما استهل اللقاء، يسقي زهور حديثه بتقدمة لطيفة عن الضيف مموسقة بفخامة لغة سليمة وسرد يشي بأن كاتبه أديب متمرس، أمّا تقاسيم وجهه، مرآة روحه، تراها تارة تشع فرحاً حين يُعجب بجزالة الرد أو تغيم الملامح عندما يحزن أو عندما يبتسم دليل رضى فمعنى ذلك أنه وضيفه أصبحا صديقين.

الروائي والصحفي اللبناني الأستاذ (أحمد علي الزين) عمل منذ أواخر السبعينات في الصحافة اللبنانية والعربية حيث اشتهر في كتابة المقالة، كتب للعديد من الصحف اليومية والدورية اللبنانية والعربية، كتب وأنجز للإذاعة والتلفزيون الكثير من البرامج الدرامية والثقافية والسياسية والوثائقية أشهرها البرنامج الحواري الثقافي ( روافد ) الذي يبث أسبوعياً كل نهار أربعاء على قناة العربية الفضائية.

في الكتابة ألّف عدة أعمال روائية بدءً من (الطيون) روايته الأولى، ثم (خربة النواح) ف(معبر الندم) وصولاً إلى (حافة النسيان) و(صحبة الطير)، الجزء الأول والجزء الثاني من رواية (ثلاثية عبد الجليل غزال) كما له إطلالات مسرحية كاتباً وممثلاً، ومنها ( رؤيا) النص المسرحي الذي عرض على مسرح قصر الأونيسكو بلبنان ، متزوج وأب لثلاثة أولاد.

تزامنت تجربته الكتابية والإعلامية مع فصول الحرب الأهلية اللبنانية (حرب الجميع ضد الجميع) والاجتياحات الإسرائيلية للبنان، بيروت المدينة التي تتجلى بكتاباته بكل ما عاشته من مسرات وأوجاع ، أنه الحبل السري بينه وبين بيروت الذي ما أنقطع يوماً.

بدأ عمله في الصحافة عام 1978 محرراً في الصفحة الثقافية لجريدة (النداء) البيروتية، ثم كتب في العديد من الصحافة اللبنانية والعربية ومنها جريدة (السفير) و(النهار) و(الحياة) و(زهرة الخليج) . في الإذاعة الإعلام المسموع كان من بين مؤسسي إذاعة (صوت الشعب) حيث عمل منسقاً ومديراً لبرامجها لسنوات كما أنجز تأليفاً وإعداداً وإخراجاً وتقديماً عشرات البرامج الدرامية والثقافية والسياسية من بينها المسلسل الدرامي (أشياء لا تموت) و(بيروت 82) و(التعليق السياسي) (وطني سماؤك) و(أيام طه حسين) و(حبيبتي الدولة) والبرنامج الموسيقي (من الضفة الأخرى) ، و(خبز وملح مع أحمد قعبور)

على الشاشة الصغيرة شارك مع الفنان أحمد قعبور في كتابة العمل الكوميدي (حلونجي يا اسماعيل) لقناة المستقبل كذلك ساهم في كتابة نصوص ( ابن البلد ) للإذاعة اللبنانية و حقق لتلفزيون لبنان وللمؤسسة اللبنانية للإرسال بعض الأفلام الوثائقية عن شخصيات فكرية وثقافية وفنية لبنانية كما قام بقراءات تحت عنوان (كتاب) لتلفزيون أبوظبي عام 2001 إضافة لفقرات وثائقية عن فنانين وممثلين عرب .

منذ عام 2002 بدأ العمل في قناة العربية حيث يقوم بالإعداد والتقديم للبرنامج التلفزيوني الحواري الثقافي الشهير ( روافد ) مستضيفاً أبرز المثقفين والفنانين العرب وفي سنة 2010 نال البرنامج الجائزة الذهبية عن أفضل برنامج ثقافي وتوعوي في مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون في البحرين عام 2010 .

كانت له مشاركة متواضعة كممثل في المسرح، شارك في أعمال للمخرج (يعقوب الشدراوي) منها (الطرطور) 1982 المقتبسة عن (الفرافير) للكاتب المسرحي يوسف إدريس، و(نزهة ريفية) و(بلا لعب يا ولاد) كما شارك كممثل في فيلم للمخرج غسان سلهب (أشباح بيروت)، وفي فيلم (ناجي العلي) من إخراج السينمائي (عاطف الطيب) ومن بطولة (نور الشريف) ، كما له مسرحية تحت عنوان (رؤيا) عرضت سنة 2001 على مسرح قصر الأونيسكو في بيروت .

له في الرواية أيضاً حصاده: ٥ روايات و نص مسرحي واحد (الطيون)، (خربة النواح)، (معبر الندم)، (حافة النسيان.. ثلاثية عبد الجليل غزال) و (صحبة الطير.. ثلاثية عبد الجليل غزال) ....حيث تمتاز بالتلاعب المدروس بالخيوط السردية المختلفة تدور في فلك ذلك الخواء الذي يلتهم خطى البشر ويجعل أعمارهم ومصائرهم عرضة للتلف والضياع ، الضياع المادي بقدر ما هو مجازي، وباطني بقدر ما هو فعل خارجي ، باختصار هو ثمة الإحباط المواجه للفرد العربي وسط منطقته القابعة على بركان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف