تعمل من تل أبيب خوفاً على حياتها
وريثة أكبر وسيلة إعلام مستقلة في مينسك: حرية التعبير في بيلاروسيا بخطر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تل ابيب: تؤكد يفغينيا تشيرنيافسكايا وريثة أكبر وسيلة إعلام مستقلة في بيلاروسيا إنّ حملة سلطات بلادها على المعارضة والإعلام تعرّض حرية التعبير وحياة الناس في الدولة السوفياتية السابقة للخطر.
وقالت تشيرنيافسكايا وريثة موقع "توت بي" الإخباري الذي بات استمراره متعثرا بعد اعتقال عدد من صحافيه في عدة مداهمات "لا أحد آمنا الآن في بيلاروس خصوصا الصحافيين".
وفي 18 أيار/مايو، حجبت السلطات في بيلاروس الموقع بعد تفتيش وغلق مكاتبه وتوقيف 12 شخصا من بينهم يوليا، والدة تشيرنيافسكايا.
رسميا كانت المداهمة بغرض التحقيق في تهرب ضريبي، لكنّ تشيرنيافسكايا لا تشك في أنّ موقعها المستقل الأكثر شهرة بالبلاد تم استهدافه كجزء من حملة الرئيس ألكسندر لوكاشنكو على المعارضة بعد الاحتجاجات الحاشدة على حكمه منذ إعادة انتخابه في آب/اغسطس 2020.
وتقود تشيرنيافسكايا، التي أسّس والدها الراحل يوري زيسر الموقع، العمل عن بعد من تل ابيب حيث تعيش منذ خمس سنوات.
وقالت سيدة الأعمال البالغة 33 عاما إنّه في بيلاروس "ليس هناك حرية تعبير أو حرية تداول معلومات".
واضافت لوكالة فرانس برس في مقابلة "هناك ديكتاتورية في بيلاروس اليوم، بالتأكيد الأمر ازداد سوءا خلال العام الماضي وهو خطير جدا".
وتابعت "حتى من يذهبون للمتاجر لشراء الخبز غير آمنين لأنه يمكن ان يتم توقيفهم ومعاينة هواتفهم".
وتصاعد قمع المعارضة الأحد، حين أجبرت سلطات بيلاروس طائرة لشركة ريان إير على الهبوط في مينسك واعتقلت الصحافي المعارض رومان بروتاسيفيتش ما أثار تنديدا دوليا واسعا.
وقالت تشيرنيافسكايا "لن اندهش إذا قطعوا الانترنت في بيلاروس خلال الاسبوعين المقبلين".
في أوج الاحتجاجات الصيف الماضي قيدت بيلاروس الوصول للانترنت، وهو ما تجاوزه المحتجون عبر استخدام رسائل تطبيق تلغرام المشفرة كوسيلة للتعبئة وتبادل المعلومات.
وأعربت تشيرنيافسكايا عن املها أن يؤدي تسارع الاجراءات القمعية لتسريع سقوط لوكاشنكو الذي يحكم البلاد بقبضة حديد منذ 27 عاما.
وقالت بالانكليزية "كلما ازدادت الأمور غباء وغير معقولية وصعوبة" في بيلاروس، "دمّرت سلطة" النظام.
وأضافت أنها تأمل أن يحدث ذلك "لأن السيناريو البديل هو كوريا الشمالية".
واعربت تشيرنيافسكايا التي كانت تتحدث من شقتها في تل ابيب على بعد 2500 كيلومتر من مينسك عن قلقها لان التعبير عن هذه المخاوف قد تكون له عواقب على أسرتها واصدقائها وموظفيها.
وقالت إنهم تحت رحمة إدارة التحقيقات المالية البيلاروسية وهي جزء من هيئة لجنة المراقبة الحكومية التي تستخدم عادة لاستهداف منتقدي النظام.
لكنّها تستخدم وقتها في نشر الأخبار والصور باستخدام الوسيلة الرئيسية المتبقية - وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت إنّ موقع "توت بي" الذي تم تأسيسه قبل عام ويعد أكبر وسيلة إعلام مستقلة في البلاد "لم يكن أبدا في صفوف المعارضة"، مضيفة أنّ البلد السوفياتي السابق ليس فيه حقيقة "معارضة".
ومن خلال منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل تطبيق تلغرام، وفر موقع "توت بي" تغطية كبيرة لاحتجاجات 2020 وحملة القمع الدامية التي اعقبتها، خصوصا السجن والنفي الإجباري للصحافيين ومعارضي النظام.
ويخضع الموقع بالفعل لتدقيق قضائي.
وفي الثاني من آذار/مارس، قضت محكمة بسجن الصحافية كاترينا بوريسفيتش، التي كانت تواجه اتهامات بتسريب سجلات طبية لمتظاهر قتل خلال تجمعات قبل ستة أشهر.
وقالت تشيرنيافسكايا "الناس قتلوا في الشارع ونحن كتبنا عن ذلك".
وبالنسبة لتشيرنيافسكايا فقد سئم حتى أنصار النظام التقليديون من الأوضاع في البلاد، فحتى "أكبر امرأة سنا" في أكثر منطقة نائية في البلاد "لم تعد تثق بلوكاشنكو".