ثقافات

الفنان الهولندي لورانس ألما تديما

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بقلم علاء جمعة

في عام 1874 رسم الفنان الهولندي لورانس ألما تديما واحدة من أكبر أعماله بتقنية هائلة بعنوان معرض النحت وتبلغ أبعادها 223 × 174 سم. رسم فيها بيئة لمعبد روماني قديم وقام بتضمين زوجتيه فيها وطفلتيه بالإضافة إلى نفسه.
وضع زوجته الثانية لورا تيريزا ذات السبعة عشر ربيعاً في الوسط وعلى يسارها طفلتاه لورينسا وآنا من زوجته الأولى وهو يجلس على اليمين منهما وعلي يمينه تجلس زوجته الأولى ماري بولين التي توفيت قبل خمس سنوات من تاريخ رسم هذه اللوحة، وتظهر ممسكة بمروحة من الريش.
عاشت ابنتاه آنا ولورينسا حياة مترفة في ظل والدهما الذي ذاع صيته في القرن التاسع عشر كواحد من كبار الرسامين ورعتهم زوجته لورا التي تعرف عليها في زيارة له إلى لندن وانتقل بعدها لزوج منها وكانت هي الأخرى رسامة لها مكانتها الفنية، ومنها مشاركات في معرض الأكاديمية الملكية في لندن وفي أمريكا حتى وفاتها عام 1909…
والبنت الصغرى آنا هي الأخرى كانت رسامة متميزة أيضا ولها نفس المشاركات وكانت قد تأثرت بوالدها كثيراً ولم تفارقه حتى وفاته. . بعد وفاة والدها عام 1912 انخفضت قيمة لوحاته بشكل كبير نتيجة ظهور نظريات نقد فني اعتبرت أعماله الواقعية ليست ذات قيمة حتى لوحته الشهيرة العثور على موسى بيعت بقيمة أطارها سنة 1950 علما بأنه كان قد رسمها بقيمة 5250 جنيه إسترليني عام 1904 أي ما بعادل مليون دولار بالقيمة الحالية.
أثرت هذه الخسارة في دخل الأسرة سلبًا على الموارد المالية لابنتيه اللتين عاشتا سنواتهما الأخيرة في فقر وعوز.. حيث توفيت آنا التي لم تتزوج عام 1943 عن عمر يناهز السادسة والسبعين في دار الرعايا الاجتماعية مهملة منسية وكذلك أختها الكبرى لورينسا التي توفيت عام 1940 بإحدى دور الرعاية الاجتماعية و لم تتزوج هي الأخرى.
في مطلع الستينيات من القرن الماضي تم إعادة تقيم لورانس كواحد من أعظم الرسامين في القرن التاسع عشر واستعادت أعماله قيمتها العالية وبيعت لوحة موسى بخمس وثلاثين مليون دولار ولكن للأسف هذا التقييم المتأخر جدا أثر سلباً على جامعي اللوحات من ناحية الاهتمام والمحافظة على لوحات زوجته لورا التي لم يتبقى من أعمالها سوى 18 لوحة وآنا التي بقي من أعمالها عدد لا يتجاوز العشرة.. اللوحة الأخرى المرفقة هو بورتريت رسمته ابنته آنا لنفسها وتظهر فيه براعتها في الرسم وهي بعمر 17 عام.
أما البنت الأخرى لورينسا عرفت كونها روائية وكاتبة مسرحية وشاعرة صدرت لها ست مجموعات شعرية وروايتين ومجموعة قصصية. . وقد ترجمت وأرفت أحدى قصائدها:-

إذا لم يتزوجني أحداً، -
ولا أرى لماذا يجب عليهم أن يفعلوا،
الممرضة تقول بأني لست جميلة،
وأنا نادرا ما أكون -

إذا لم يتزوجني أحداً
لا يمكنني أن أمانع كثيراً.
سوف أشتري سنجابًا في قفص،
وقفص أرنبٍ صغير:

سوف أحصل على كوخ قرب الغابة،
ومهرٍ لي وحدي،
وحملٍ أليفٍ ونظيفٍ
أستطيع آخذه معي إلى المدينة:

وعندما أتقدم في السن حَقًّا، -
في الثامنة والعشرين أو التاسعة
سوف أحصل على فتاة يتيمة صغيرة
وأربيها مثل ابنتي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف