سينما سانجاي ليلا بهنسالي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سانجاي ليلا بهنسالي Sanjay Leela Bhansali، مخرج هندي من مواليد سنة 1963، لديه 10 أفلام كمخرج، و 14 فيلما كمنتج، و 8 أفلام كمؤلف، و فيلمين كموزع، و 6 أفلام كمؤلف موسيقي.
هو سينمائي متعدد المواهب، أفلامه تجلب الانتباه، و تبهر محبي السينما الهندية، لحد الآن أفلامه مصنفة مع ما يسمى بوليود، أي السينما التي تنتج في مومباي (بومباي سابقا)، و حسب علمي ليس له أعمال مع سينما الجنوب الهندي.
رغم أنه كمخرج يعتبر مقلا في أفلامه، مقارنة بالمعتاد في الوسط الفني الهندي، إلا أن أفلام بهنسالي الـ 10 أغلبها ناجح و استطاع لفت انتباه الجمهور و النقاد و الإعلام عامة، و بعضها أصبح من أيقونات بوليود.
مثلا فيلمه الثاني كمخرج، Hum Dil De Chuke Sanam المنتج سنة 1999، كان ناجحا جدا، و يحمل سمات معينة تميز سينما بهنسالي طيلة مشواره لحد يومنا هذا، كان من بطولة سلمان خان و أيشواريا راي، و أجاي ديفغان.
أما فيلمه الثالث كمخرج، ديفداس، المنتج سنة 2002، فهو الذي دفع به و بالسينما الهندية عامة دفعا قويا و فتح له و لها باب العالمية و الشهرة واسعا، كان هو تذكرة نجاح بهنسالي و نجاح الهند في أوروبا و العالم الغربي.
ديفداس حاليا هو من أكبر أيقونات بوليود، و لا يمكن الحديث عن تاريخ السينما الهندية دون التوقف عنده.
ديفداس كان من بطولة أيشواريا راي أيضا، و شاروخان و مادهوري ديكسيت.
سنة 2013 أخرج بهنسالي فيلما آخر ناجح و لافت للانتباه، هو Goliyon Ki Raasleela Ram-Leela، من بطولة رانفير سينغ و زوجته ديبيكا باديكون.
بعدها بعامين، سنة 2015، أخرج فيلمه الناجح جدا أيضا Bajirao Mastani ، و كان أيضا من بطولة نفس الثنائي رانفير سينغ و زوجته ديبيكا باديكون، و يبدو أن بهنسالي انتبه للانسجام الكبير الموجود بين هذين الممثلين، الأمر الذي يساعد دائما في نجاح أفلامهما معا.
و فيلمه هذا كان مثيرا للجدل قليلا لدى الرأي العام الهندي و الصحافة بسبب مضمونه، لكنه ليس بقدر الفوضى التي أثارها فيلمه المنتج سنة 2018 Padmaavat بسبب قصته التي تعيد طرح بعض الحقائق التاريخية الهندية المختلف حولها، فيما يخص الهندوس و المسلمين.
Padmaavat كان من بطولة رانفير سينغ و زوجته ديبيكا باديكون أيضا مع شاهد كابور.
هذه الأفلام الأربعة المذكورة، تشترك حسب ما أرى في عناصر متكررة تميز سينما سانجاي ليلا بهنسالي، و هي: لجوءه للقصص التاريخية و الثراث الهندي المحكي أو المكتوب، مثلا ديفداس و Goliyon Ki Raasleela Ram-Leela هي قصص من التراث الهندي تشبه قصص قيس و ليلى عند العرب أو روميو و جولييت عند الغرب.
أما Bajirao Mastani و Padmaavat فهي قصص واقعية من التاريخ الهندي القديم، تجسد الصراع الهندي مع الغزو الخارجي، و في نفس الوقت الصراع الهندوسي مع الإسلام، الذي تم طرحه في هذين الفيلمين بطريقة مغايرة للمعتاد و المتعارف عليه في بوليود، و يمكن القول أن بهنسالي تخطى قليلا الخطوط الحمراء المتفق عليها في الوسط الهندي الفني، و غامر بمشواره المهني، خاصة في فيلم Padmaavat ، لكن الحظ كان بجانبه، و نجحت أفلامه الأربعة التي تحدثت عنها.
هذه الأفلام الأربعة تشترك أيضا في عنصر الإبهار الكبير، و الاستعراضات الضخمة في البلاتوهات الكبيرة، و طريقة التصوير المميزة جدا لهذه الاستعراضات، كما تشترك أفلامه هذه في سيطرة لون معين نجده متكررا و سائدا على أغلب أجواء الفيلم، حيث في ديفداس نجد سيطرة اللون الأحمر، و هو اللون الذي يتكرر في بقية الأفلام الثلاث الأخرى مع حضور ألوان أخرى مسيطرة و متكررة.
بهناسلي في أفلامه لا يلجأ لممثلين جدد، ربما في فيلم آخر لجأ لممثلة جديدة سوف أتحدث عنه لاحقا في المقال، لكن هذه الأفلام الأربعة كانت من بطولة نجوم الصف الأول في الهند، أيشواريا راي و سلمان و رانفير سينغ و ديبيكا باديكون.
و هي نفس الأفلام التي اعتنى فيها كثيرا بالجانب الموسيقي و الاستعراضي الغنائي، حيث ساعدت الأغاني كثيرا على الترويج لأفلامه و جعلها مميزة و تساهم في استمرار عنصر الإبهار في الفيلم حتى بعد مرور سنوات كثيرة على صدوره.
في فيلم Saawariya المنتج سنة 2007، استعان بهنسالي خلال إخراجه للفيلم على غير العادة، بممثلين جديدين، هما رانبير كابور الذي كان في بداياته الفنية، و سونام كابور في أول ظهور لها في السينما،و كلاهما من أبناء آل كابور، من العائلات الفنية المسيطرة في الهند، لكن بالفيلم ضيفا شرف هما سلمان خان في دور صغير غير مؤثر كثيرا، و راني موخرجي في دور بطولة ثانوية لكنه دور مميز جدا و مؤثر جدا في الفيلم، و يمكن اعتبارها هي من أنقذت هذا الفيلم و ساهمت في نجاحه، لديها استعراض جميل و مبهر في الفيلم الذي تلعب فيه دور مومس تلاحق بطل الفيلم.
الفيلم تسير أحداثه وسط أجواء صامتة، هادئة، و حزينة نوعا ما، و مظلمة يغلب عليها اللون البنفسجي و الأزرق، و لكنها ليست بنفس الظلام الذي يغرق فيه فيلم Black الذي أخرجه بهنسالي سنة 2005، أي قبل فيلم سواريا بعامين، و هو سيرة ذاتية مستوحاة من قصة حقيقية عالمية للفتاة الكفيفة و الصماء Helen Keller، و هي قصة معروفة لفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة تمكنت من الوصول لدرجة الدكتوراه رغم إعاقتها.
هو أول تعامل لبهنسالي مع راني موخرجي و أميتاب باتشان، و كان اختيارا موفقا، نجح الفيلم كثيرا رغم سوداويته و أجواء الظلام و الحزن التي تميز الفيلم.
و تقريبا في نفس الأجواء أخرج فيلمه Guzaarish سنة 2010، الذي يحكي قصة ساحر ناجح أصيب بشلل كلي و يستعين بممرضة لتكون جليسته الدائمة و يطالب المحكمة بقبول قضيته للجوء للموت الرحيم لإنهاء حياته بعد يأسه من وجود العلاج.
الفيلم من بطولة هيريتيك روشان و أيشواريا راي في ثالث تعامل لها مع بهنسالي، و أيشواريا هي التي كسرت نوعا ما الظلام في هذا الفيلم و خففت من سوداويته بعيونها الزرقاء المتألقة و وشاحها الأحمر و رقصها للفلامينكو الهندي.
الفيلم لديه نسخة أمريكية جاءت بعد الهندية، لكن نسخة بهنسالي الهندية كانت أكثر حزنا و دراماتيكية و جدية أكثر.
سنة 2021، لدى سانجاي ليلا بهنسالي مشروع فيلم سيرة ذاتية آخر سوف يصدر قريبا، قد يكون إضافة جديدة له و لبوليود عامة.
ناشط اجتماعي جزائري
djameleddine1977@hotmail.fr