ثقافات

غزة أرض القصيدة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يصدر قريبا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، أنطولوجيا شعرية بعنوان " غزة أرض القصيدة " . يحتوي الكتاب الذي هو من اختيار وتقديم محمد تيسير قصائد لشاعرات وشعراء من غزة وهم :
أمل أبو قمر، منى المصدر، أدهم العقاد، مروة عطية، هاشم شلولة، محمد تيسير، فاطمة أحمد، هبة صبري، روان حسين، محمد شقفة، أحمد السوق، يسرى السحار، إيلينا أحمد، ضحى الكحلوت، بسمان الديراوي، محمد عوض .
الناقد السوري المعروف صبحي حديدي كتب تذييلا للكتاب جاء فيه :

قصيدة غزّة الطروادية
رحل محمود درويش وفي نفسه أكثر من غصّة، شخصية ذاتية وعامة جَمْعية، قيّض لي حسن الطالع أن أقف على بعضها، اللافت جداً والغريب بعض الشيء والفاتن غالباً. إحداها كانت توقه العارم إلى قراءة قصائد شعراء طروادة تحت الحصار، التي لم يحفظها لنا التاريخ للأسف، ولم يجد هوميروس الكثير من الباعث كي يجترحها بنفسه.
هذه نصوص تفلح، ببراعة مدهشة وأنفة منتظَرة واقتدار فنّي أكثر إدهاشاً، في تفادي التعبير عن الحصار بطرائق مباشرة أو تقريرية أو تقليدية؛ وليس هذا الخيار يسيراً في ضوء ما نعلم عن شرط الحياة اليومية في القطاع الفريد، داخله وخارجه، على أصعدة شتى لا تغيب عنها سلسلة الرقابات والقيود والمعوقات. ولهذا فإن ما تعكسه القصائد من مؤشرات الجسارة، وهي مؤشرات وجود بشري حيوي ومقاومة تعددية مستدامة في آن، لا تبدأ من غلبة قصيدة النثر على شكل الكتابة، أو انكباب الموضوعات على تصعيد تفاصيل هامشية وذاتية و"قطاعية" بامتياز إذا جاز القول، تقارب الملحمي على نحو إعجازي رغم أنها لا تتقصد البطولي؛ ولا تنتهي عند ذلك التناغم الجدلي المفاجئ، وربما المباغت، بين أصوات ذوات شاعرة مؤنثة ونظائرها لدى ذوات شاعرة مذكرة.
ولو كان درويش بيننا اليوم، فلستُ البتة أتردد في القول إنه سيرحّب، بالاغتباط الأدفأ، بهذه المجموعة من القصائد؛ ليس على سبيل التعويض الطروادي، بل على الأرجح من باب المباهاة الجمالية والوطنية بشعر يكسر الحصار الهمجي عن طريق الارتقاء بتعبيراته إلى مصافّ كونية!

يقع الكتاب في 160 صفحة من القطع المتوسط .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الى غزة و فقط
شنة قويدر -

الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش خص قطاع غزة بقصيدة اعتبرت من أروع ما كتب، ولأن الزمن في غـزة شيء آخر.. لأن الزمن في غـزة ليس عنصرا محايدا‏ إنه لا يدفع الناس إلى برودة التأمل. ولكنه يدفعهم إلى الانفجار والارتطام بالحقيقة. الزمن هناك‏‏ لا يأخذ الأطفال من الطفولة إلى الشيخوخة ولكنه يجعلهم رجالا في أول لقاء مع العدوفي غزة فقدت الإنسانية مضمونها، وللحظة بدا كأن أبواب السماء أغلقت في وجه هذه المدينة البائسة والفقيرة من كل شيء إلا من الدم الذي تدفعه ضريبةَ استمرارها بالحياة، وفي غزة يبدو كل شيء كئيبا. كتب محمود درويش أن شيوخ غزة بلا شيخوخة وأن نساء غزة بلا رغبات وأن أطفال غزة بلا طفولة، في لحظة "صمت من أجل غزة"، كتب محمود درويش مقاله في محراب المقاومة الغزية، قبل سنوات: "تحيط خاصرتها بالألغام.. وتنفجر. لا هو موت، ولا هو انتحار. إنه أسلوب غزة في إعلان جدارتها بالحياة". وأزعم أن درويش، الذي لا يكرّر لغته أبداً، فهم غزة، كما لم يفهمها أحد من الشعراء من قبل، فكتب عنها ذلك المقال الذي أعلن فيه، ربما لأول مرة في تاريخ الكتابة، عن هذه المدينة المتلبسة بالمقاومة والناس والبحر، كابتكارات يومية للدهشة والأمل، عن هويتها الواضحة وضوح فلسطين على طريق الأبد، في غزة لا مكانة للزعماء، مهما كانوا منها وفيها. ليس لأنها المدينة العصيّة على العدو وحسب، بل لأنها اختصرت المعنى الأكبر لفلسطين وللفلسطينيين، ومن دون أن تدّعي أنها ممثلة لفلسطين، ولا الناطقة باسم الفلسطينيين، أو العرب. إنها غزة فقط.