أجاثا كريستي سنواتها في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بقلم علاء جمعة
نظرًا لأسلوبها المشوق في الكتابة وخصائصها الشهيرة يظهر التصوير الفوتوغرافي الذي تم الكشف عنه لأول مرة ونشر أواخر عام 2016 عن موهبة أخرى للروائية البريطانية أجاثا كريستي والصور المرفقة واحدة من تلك الصور التي تم نشرها. كانت كل عام تذهب برفقة زوجها الثاني ماكس مالوان عالم الآثار إلى الحفريات الاثرية في العراق وخلال الخمسينيات من القرن الماضي التقطت صوراً تخطف الأنفاس لما اكتشفوه في المواقع ، بما في ذلك العثور على مدينة النمرود المفقودة في مدينة الموصل.
وقد قضت سنوات طويلة في مواقع العراق الأثرية منذ أول الثلاثينيات حتى سنة 1957، وقصتها مع العراق بدئت أواخر عام 1928 بعد طلاقها من زوجها الأول كانت قد خططت لقضاء عطلة طويلة في مستعمرات جزر الهند الغربية وجامايكا للفرار بعيداً و.." البحث عن أشعة الشمس ".. ، كما تقول . ومع ذلك قبل يومين من سفرها كانت قد دعيت على العشاء ببيت أحد أصدقائها في لندن حيث قابلت ضابط شاب وزوجته عادا للتو من بغداد وقد أخذت بحكاياتهم عن أسواق الموصل والبصرة وبغداد والآثار الرائعة لمدينة أور السومرية واكتشافات عالم الآثار ليونارد وولي فيها والذي انتشرت اخباره في الصحف البريطانية على نطاق واسع في ذلك الوقت وبشكل خاص العثور في المقبرة الملكية على القيثارة الذهبية بأنواعها الثلاثة ، واحدة معروضة في المتحف العراقي والثانية في المتحف البريطاني والثالثة في الولايات المتحدة ويرتقي زمنها إلى عصر سلالة أور الأولى قبل 3400 سنة …
بعد أيام قليلة من تلك الدعوة كانت أجاثا كرستي في بغداد زارت مقر بعثة الأثار في شارع الرشيد السنك وأخذت المعلومات وانطلقت بمفردها إلى موقع الزقورة الأثري في أور المتاخمة لمدينة الناصرية…فور وصولها وقعت في حب أور واستمتعت بأجواء العمل والمراقبين والصبيان الصغار الذين يحملون السلال وطريقة العيش للباحثين وخلال رحلتها هذه التي أستمرت ستة أشهر تعرفت على مدير التنقيبات ليونارد وولي وزوجته كأثرين والتي كونت معهما علاقة استمرت لسنوات ..
عادت أجاثا كرستي مرة ثانية إلى أور سنة 1930 والتقت للمرة الأولى بماكس مالوان مساعد مدير التنقيبات الذي كان يصغرها بثلاثة عشر عامًا - وبعد ستة أشهر من لقائهما تزوجا - قضت أجاثا كريستي برفقة زوجها مواسم طويلة في مواقع التنقيب المختلفة بالعراق وسوريا ، وعملت مع زوجها على ترميم قطع الفخار وجرد اللقى وتصوير القطع الأثرية وفي نفس الوقت كانت مستمرة في الكتابة وأثبتت بان الرحلات الطويلة الشاقة المرهقة وتقشف الحياة في الحفريات لم تشكل أي عقبة أمامها فعندما كانت برفقة زوجها في تل عربجية عام 1934 بالقرب من مدينة الموصل كتبت روايتها الشهيرة (جريمة في قطار الشرق السريع) وكانت القصة مستوحى من الرحلات العديدة التي قامت بها مع زوجها بالقطار بين الموصل وبغداد…
وفي حوار مسجل أجريته مع الدكتور محمد مكية رحمه ألله مؤسس جمعية الفنانين التشكيلين العراقيين سنة 1998 ، قال عندما أقيم معرض الجمعية عام 1956..
.." كانت أجاثا كرستي أول الحاضرين للمعرض وأعجبت بلوحة للفنان فائق حسن وطلبت شرائها "..
فأخذتها وعرفتها بفائق حسن لكي تحدثه بخصوص اللوحة وثمنها،.. لكن فائق قال لها..
.." بعت جميع لوحاتي "..
استغربت كثيرا لأنها كانت أول الحاضرين فقالت له بانزعاج ظاهر ..
.." ما كان عليك أن تعرض لوحات قد بعتها مسبقا فما هي الغاية لحضور معرض واللوحات مبيعة قبل العرض "..!
كتبت أجاثا كرستي 75 رواية منها 66 بوليسية ، وتشير الأحصائيات حتى عام 2017 تم بيع أكثر من مليارين نسخة من أعمالها حول العالم مما يجعلها الروائي الأكثر مبيعا بالتاريخ.