ثقافات

قصيدة.. هواء مصغر بلا شهقات

عبدالله السمطي
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


هواء مصغّرٌ

شكل الغياب الذي يرقص الآن على حواف مسنونة

لم تكن هناك يد ما

لتقطف الشهقات

سوف ندعُ النبيذ يصلي كمنقوشة على مزهرية

الليالي التي نبتدعها خارج التقاويم

لصوص وقت

زهدنا في عناقيد الحياة

ولم نشرب السم الذي تبقى من جرثومة المعنى

كانت تراتيلُ صمت هي مواجع الطرقات

الفضة أيقونة لا تصدأ

فضة الكلام، فضة الصخب، فضة العويل

نتجردُ منا حين نشاكسُ إصباحاتنا

نتكثف في غليون الرماد

كنا هنا .. لم نعد . كنا هناك .. لم نعد

هي أغنية لأغان لم تتم

جثث موسيقية

حريقٌ يفتعل الدمع على شطحات سراب يربي عناكبه

كانت الحياة هناك

توجس مواء

وأنين أحراش

وصمت غابة

المجهول يلعب النرد مع خطوة

المسافة تكحلُ أجفانها بفيزياء لا متناهية

سرو المشاهد

في خلفية الصورة الأخيرة لجرو لا يقفز

عنق للدهشة

الالتفاتات بعيدة

وقصية هي الحياة

لم نسوّرْ بعد أصابعنا حول شمعة

فالنور الذي تطفئه الرياح غيلة

لا يتسرب للحواس

ثمة مرمى لمساقط الرؤية

وعتمة تستحمّ في الطريق

نحن على قارعة القيامات المصطنعة

ديوك بيولوجية

وضفادع للتجربة

نعلق أعمارنا على مشجب يتهاوى

ونسلك الدروب التي لا ترانا تماما

منذ خليقة ركبنا

ونحن عابرون بلا مفاصل

أيها الليل

أيها الكمان الذي تسرقنا من وجع سيمفوني

أيتها المنازل الهاربة كفاسوخة واي فاي جديد

أيتها الشموس التي بلا معنى

أيتها الصباحات العابرة كنوافل لا تحتسب

ضمرينا كخيول طريدة

انبشي قبورنا داخلنا أو خارجنا لا فرق

علنا نهيء أسماءنا لزواحف مقبلة

هنا

في الكلاسيكي من حداثة الوجود

نعلق مفاتيح للكهرباء

إزرارا للمس متاهاتنا

نشوي الوجود على طاسة بلا لهب

ربما قدمنا فجأة

ولم ننتبه

أن المخاض غلطة لقحت بأرحام وحيوانات منوية اصطناعية

كان علينا أن نعبر المسافة

بين الولادة والقيامة

بلا ذعر أبدي اسمه: الحياة

نحن لسنا هنا تماما

هي ظلالنا

تتنكب المسير على أضواء معتمة

جللينا بالقار أيتها السموات

جللينا بالفرح أيتها الصلوات

جللينا بالخديعة يا أرض

وضللينا

ربما اخترعنا أوكسجين جديدا

يرقص جيدا على زفرات الأزل

هواء مصغر

ولا شهقات واضحة

في عربدة الثواني

***

الرياض

18 أغسطس 2021

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف