أفتتاح معرض "همزة وصل" للفنان حازم طه حسين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اُنتَج هذا المعرض أثناء جائحة كورونا منذ نهايات ٢٠١٩ وحتي اليوم.. تلك الجائحة التي أفرزت العديد من القوانين والأعراف (التي ألزمتنا جميعا، بخلاف المكوث بالمنزل أو الأستوديو وهذا هو الحال عند فنانين عديدين) أن ننجز أعمالنا اليومية بشكل مغاير، وأن نجبر عن الابتعاد عن ممارسة الحياة الأجتماعية وأصبحنا جميعا في عزلة، ليس مكانية فقط، بل نفسية وفكرية أيضاً، والتي دفعت بالفنان لإعادة التأمل فيما رسم منذ ١٩٨٤، وإعادة إكتشاف كتابات ونصوص فلسفية وأدبية و مدارس واتجاهات فنية. فخرجت الأعمال بحرية أكبر، وبفكر أعمق، وتحكم تقني أفضل، والأهم هو خروجها في مجموعتين، العديد منها في أحجام صغيرة نفذت بحبر أو أكريليك علي ورق، وجزء أخر رسم علي قماش.
المجموعة الأولي: “الحواديت”، نجدها مليئة بالأيقونات، تسرد أحداث وقصص مر بها الفنان أثناء إقامته “الجبرية” بسبب وباء كورونا، حيث كان يعمل على أبداع هذه المجموعة ما بين ٢٠١٩عامي و٢٠٢١. فنراه على سبيل المثال، مسجلا بلوحة “موكب الحضارة” لتاريخ مصر، فتظهر السيدة العذراء حاملة للمسيح عليه السلام وناظراً إليها اخناتون، حاملاً لكليهما راقص الحطب بالاسفل وبجانبه نساء يرتدين الحجاب ويسردن قصص من القرى والنجوع.
أما المجموعة الثانية: “تجريدات هندسية”، نجدها تظهر مكملة للأولى - ليس في لغتها البصرية المباشرة ولكن في عكسها لروح اللحظة - وفي طياتها أوتونومية العمل، فنجدها مكبرة لأجزاء، تحذف الأيقونات ومختزلة للموجودات، ومضيفة لمساحات لونية جديدة، ومؤكدة على علاقات هندسية وخطوط بدون نسق يلعب بها الملمس وكثافة اللون دوراً أساسياً معبرا عن معاني ومشاعر والحظات الأنفعالية، كاشفة لأحاسيس وأحلام، متخطية الزمن وكاسرة للعزلة الفعلية، وذاهبة بنا إلى أفق الرحمن وحلم الخلود والكائن في ما وراء الطبيعة.
يظهر بالمجموعتين “زهرة الحياة” تارة كمساحة متشابكة الخطوط تغطي جزءاً من اللوحة، ومكملة بهندستها للغة الجامعة بين العضوي واللين، ومؤكدة لعشوائية ضربات الفرشاة التي تتواجد بجانبها، وفى أحيانا أخرى، نجدها تقوم على إبراز الأيقونة، لتؤكد سياق المعنى، وإضفاء روحانية للعمل.. وفى أحين أخرى، تجئ زهرة الحياة مغطية للعمل باكملة، واضعة نفسها في الأمام حاجبة بذلك لما تريد، وكاشفة بتعدد درجاتها اللونية لأجزاء أخرى، مضيفة حالة من الديمومة والربط بين الحياة وما بعدها، وبين الحقيقي الملموس، والمتخيل المحسوس، مستعينة بلغة التشكيل التي تظهر بالخلفية، والتي قد يظهر بها كم من التضاد الناجم عن تجسيم الأشكال، أو تسطيح للمجسمات.
يعد هذا المعرض رابط بين أساليب الفنان منذ بداياته بالثمانينات من القرن الماضي. كاشفاً لتناقضات بصرية (هندسية/عضوية)، وتناقضات فكرية (واقعة بين المجرد والتشخيص). وهو بذلك بمثابة أمتحان للفنان ذاته. فمن جانب، هو حالة استكشافية وتجريبية جديدة تعكس نضوج وجرأة على التخلص من المألوف والبعد عن التكرار، ومن جانب أخر يوجد مغامرة ومخاطرة تمتحن بكل جدية أسلوب مستخدم منذ خمسة عشر عاماً.. فبدخول الفنان الي مرحلة جديدة "قد تختفي فيها زهرة الحياة أو تبقى" يعد مغامرة ، فهي مرحلة مثيرة تدعونا للتأمل والاستمتاع.
المعرض يفتتح يوم الأحد 12 ديسمبر، من الساعه 6:00 حتي 9:00 مساءاً في قاعة المسار
حازم طه حسين (القاهرة، 1961)، فنان بصري، مصمم، باحث وأستاذ في تصميم الاتصالات المرئية والسيميائية البصرية في جامعات مختلفة بمصر والخارج منذ عام 1986. شارك في بيناليات دولية ومعارض جماعية وفردية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وأفريقيا وآسيا ودول عربية. تعكس أعماله الفنية اختلافات في الأساليب والوسائط، إلا أن موضوعاته مثل الدين والطبيعة والحب حاضرة بأعماله. يمكن اعتبار لغته المرئية بمثابة بحث مستمر في مجال العلامة البصرية. بدأ باستخدام الحروف الهيروغليفية والحروف الهجائية القديمة وأشكال شبه رمزية بأسلوب بدائي، كما ظهرت بالتوازي علامة "X" في بعض اعماله. يعتبر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين نقطة تحول، حيث اختفى الأسلوب البدائي وألوان الباستيل و استبدلت بألوان أرضية حيوية مع رسم أنماط الإسلامية، تلاها أشكال تجريدية مرسومة بأصباغ وألوان زيتية و كولاج مطبوع. عرض حسين سلسلة من الفوتوغرافيات المركبة "الغرب" في مصر، 2005، و بمتحف بون بألمانيا، 2008، وعرض مجموعة "في طريقي إلى مونستر" في بلدان مختلفة، 2009-10، كما شارك في "FotoFest" ببينالي هيوستن للتصوير، 2010، و بكوريا الجنوبية، 2011.. منذ عام 2011 ركز حسين على الرسم والتصوير و فن الفيديو القصير من خلال معارض بالمسار للفن المعاصر بمصر، وبالخارج. نلاحظ مؤخراً بأعماله أن تصميم زهرة الحياة أصبح يستحوذ على اللوحة بأكملها أو جزء منها، أما منذ مايو 2021 استدعى حسين اللغة البصرية بين الغرب والشرق حيث تعكس أعماله الأخيرة مزيج من التأثيرات الغربية للحداثة وبحث جاد في مفهوم التواري و الفلسفات الجمالية بالشرق.