ثقافات

هلوسة في التجريد

ها انت تريد الافلات لتمارس رقص الاشباح في قاموس الأحياء
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مرت امرأةٌ بهدوءٍ قرب ظلال الزيتون
فوق التل المشرف في الأعلى
رأسٌ يغرق بالهوس وبالإيحاء
عند حدود الغابة
كوخٌ جبلي
ووحيداً أنتَ على سطح التلِ
تدخل في عنق الكوخ الزيتي
تتدحرج في العنقِ سريعاً نحو القاع المظلم
جمرات العد لحد اللعنة
من انت؟
صوفياً!
بالله عليك القول
مهوساً في العشق الروحي؟
الناشد سلمان نشيداً في الانشاد*
الساكن في قصرٍ معزول
تنشد لحبيبٍ يسلك درب الأسطورة!
وترتل في حق حبيب كالشمعة
حيث الايقونات السبعة تشرف فوق المذبح
والجوقة السحرية..
"ما أجمل خديكْ بسموطٍ " والعنق قلائد من مرجان**
ما أحلى الغزلان البرية في الغابة
تبحثُ عن أصل الأشياء
واساطيرٌ تسري في حقل الفطنةْ ..
ها انت تريد الافلات
لتمارس رقص الاشباح
في قاموس الأحياء الموجودينْ
في القاع الممتد إلى الاسفل
تهبط ظلاً وضلال
تتمسكْ سراً في الانواع
لا أجزاء الوصل ولا جزء الأجزاء
أجزاء النحت التحتي
أجزاء المنحوت المتربص في متحف مهمل
تحتك بجلد العنق
جلد المرأة ينمو فوق الاعناق
يتكون من لباد البحر
عيسى يصطاد السمك المالح
تهرب اسماك البحر الاحمر
وفراراً من زفراتٍ في التاريخ المشروخ
ما الحاجة؟
من يؤمن بالمأمول؟
قل لي بالحق عليك
هل هذا أليَمّ عميق؟
بعمق الموجودات
البحر الميت ميت!***
والأحياء زرافات في المنفى
هرباً من جدع الانفس
الله ، الله وغنى السلمان عن السلمان
ومشانق في الميدان
وسجون وضعتْ من بهتانْ
كي تصمت أن تصمت في المنفى تتهرأ من نسيان..
امرأة هربتْ قاست من جلدٍ مخروم
هل عاشت في النسيان؟
في البحر الممتد بعيداً في الاعماق
الميت بالأحياء
ها انتَ تريد الإيماء
تلعن يوم النحس المشروط على فتوى من تعويذات
ها انت تصادر امرأة وظلال الزيتون
تجلس مضطراً عند الكوخ الجبلي
وتفلي الذكرى
يا بلداً يصلبُ كالمصلوب!
تموت كما مات البحر الميت
تموت بلا أحياء
وتغني الوطن المعطوبْ
-----------------------------------------------------

* سُلَيْمَانَ النبي ** بتصرف: السموط هي صفوف الجواهر، والجمان هو اللؤلؤ *** قال المسيح عنه: "مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ"، أي أنه يأخذ ولا يعطي، بسبب الملوحة وعدم وجود أحياء فيه، كالسمك... إلخ

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف