ثقافات

مساحة جديدة للتعبير الفني والتجريب

ضياء العزاوي يفتح دفاتره في متحف أشمولين ببريطانيا

عمل فني بعنوان "عن ليلى: قاسم حداد" من ابتكار ضياء العزاوي، معروض في متحف أشمولين بأوكسفورد
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من لندن: بين 15 ديسمبر الجاري و11 يونيو 2023، يفتح متحف أشمولين في أكسفورد "دفاتر" ضياء العزاوي، في معرض بعنوان "رسم الشعر"، عامر بفن تشكيلي ملوّن، يمتزج فيه الرسم بالكلمة.

وضياء العزاوي فنان تشكيلي من الجيل الستيني في العراق، لمع اسمه في سماء الفن بفضل تقنياته الثورة في الرسم والنحت، وبفضل مدوناته التي قدم فيها شعرًا بتعبيرات اختص بها وحده، كما قدم فيها معرفةً بطروحات لم يسبقه إليها أحد.

"أيام الصقر وقصائد أخرى: أدونيس" للعزاوي

والعزاوي المولود في بغداد في عام 1939 "من أشد فناني العالم العربي تأثيراً. وأكثر ما يعرف به هو حجم لوحاته الكبير، واشتمال عمله على الكثير من وسائل التعبير الأخرى، واستيحائه من التراث البصري العراقي عاكسًا النضالات المعاصرة والمخاوف الجماعية في ذلك البلد"، على ما أتى في تعريف متحف أشمولين به.

"كتاب العار: تدمير المتحف العراقي"

أمضى العزاوي سنوات نشأته في بغداد، منغمسًا في المشهد الفني، ورائدًا في تشكيل اتجاه حداثي في المشهد الفني في بلاده. في عام 1969، أسس مجموعة "نحو رؤية جديدة" وشارك في تأليف بيانها الذي دعا إلى استكشاف الماضي لتشكيل لغة فنية وثيقة الصلة بالوقت الحاضر وتستشرف المستقبل.

"عن ليلى: قاسم حداد" للعزاوي

بعد انتقاله إلى لندن في عام 1976، اكتسب تراث العراق الثقافي معنى جديدًا، وهذا دفع العزاوي إلى إعادة اكتشاف المخطوطات الإسلامية، وإلى التعاطي مع ممارسات إبداعية مختلفة. صار الشعر جزءًا لا يتجزأ في عمله، ومن هنا اسس لنوع فني مميز سمي "دفاتر"، تندمج فيه النصوص والصور للخروج من بوتقة الفن المحدودة إلى صوغ شكل "شامل" من أشكال التعبير الفني.

ومعرض "رسم الشعر" هذا هو المعرض الفردي الأول لعزاوي في المملكة المتحدة، هو "احتفاء بالدفاتر بوصفها وسيلة في الممارسة وسبيل إلى داخل إلهام هذا الرجل، تبدو فيه دفاتره مصنوعة بالتأليف بين ما يرسم هو وما ينظم أدونيس من شعر.

"مرثية البيت: سركون بولص"

درس العزاوي علم الآثار وهذا ميزه من غيره من الفنانين. فللأثر أثر في فنه، كما لنظرة فريدة إلى تاريخ بلاد ما بين النهرين، وهذا ساهم في تشكيل نظرته إلى تقاليد قديمة ساهمت في صوغ هوية فنية عراقية حديثة. هذه الهوية أثارت فيه نزوة "الدفاتر"، مبتكرًا أعمالًا فنية تشبه الكتب، فيها الكلام وفيها الرسم.

يقول العزاوي: الفنّ .. ممارسة موقف إزاء العالم وعملية تجاوز مستمرّة واكتشاف لداخل الإنسان من خلال التغيير، وبذلك يصبح عملية خلق متصل يقدم فيه للوجود الإنساني عالمه المستقل، من طريق الخط واللون والكتلة".

"تحية إلى جواد" للعزاوي

تقول أمينة المعرض الدكتورة فرانشيسكا ليوني: "تمثل ’دفاتر‘ نوعًا فنيًا غير عادي و مرن إلى حد ما &- ليس كتابًا بالكامل ولا منحوتة بالكامل. إنها تتحدث عن تقاليد سابقة مثل المخطوطات الإسلامية المصورة، وأصبحت مساحة مزدهرة للتعبير الفني والتجريب، وكذلك موقعًا للتحدي والمرونة عند إنتاجها كردة فعل على العنف".

يستجيب كل عمل من هذه الأعمال لمأساة من المآسي: النِّضال الفلسطيني وحربي الخليج والقيام المفاجئ لما يسمى الدولة الإسلامية. وبالتالي، استنزاف الألوان داخلها يوازي الخسائر في الأرواح التي سببتها عقود من الحرب في جميع أنحاء العراق والعالم العربي.

"جذاب (كذاب): مظفر النواب" للعزاوي

في عام 2010، نظم العزاوي معرض "موطني" في غاليري "آرت سوا" في دبي، وشمل أعمالاً لفنانين اضطروا لمغادرة العراق في أزمنة مختلفة، وعبروا عن حالة الدمار التي شهدها بلدهم إثر الاجتياح الأميركي. من بعض معارضه المختارة: معرض "مسار 1"، في غاليري كلود لومان بباريس في عام 2012، عرض فيه لوحات بألوان زيتية على قماش وخشب (1963 -2011)، ومعرض لمجموعة "بلاد السواد" وأعمال أخرى في سوق الفن في باريس في عام 2013.

"الفجر/الزيارة الطويلة: سعدي يوسف" للعزاوي

في عام 2014، أقام العزاوي معرض "مجازر وحب الحياة" في غاليري كلود لومان بباريس. وفي عام 2016، أقام معرضه "أنا الصرخة، أية حنجرة تعزفني؟ ضياء العزاوي: معرض إستعادي (من 1963 حتى الغد)"، في المتحف العربي للفن الحديث بالعاصمة القطرية الدوحة. ومن مشاركاته في المعارض الجماعية، معرض "بيكاسو في الفن المعاصر" في ديتشتورهولن في هامبورغ بألمانيا، في عام 2015.

"أكياس عظام: دنيا ميخائيل" للعزاوي

إلى ذلك، أصدر العزاوي كتبًا عدة وألف مقالات كثيرة، نذكر بعضها: "لون يجمع البصر: نصوص وحوارات في الفن التشكيلي"، ضمن منشورات تاتش في لندن، في عام 2001؛ "فن الملصقات في العراق: دراسة في بداياته وتطوّره، 1939 ـ 1973"، ضمن منشورات وزارة الإعلام العراقية في بغداد، في عام 1973؛ "الشعر: نص بصري"، ضمن مجلة "مواقف" في لندن في صيف 1992.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف