ميا موتلاي.. امرأة من الكرايببي مُرشحة للأمانة العامة للأمم المتحدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خلال الزيارة التي أدتها إلى فرنسا في الأسبوع الثاني من شهر مارس-آذار الحالي، اهتمت وسائل الاعلام الفرنسية بالسيدة ميا موتلاي، رئيسة الحكومة في "بابربارد"، وهي جمهورية صغيرة في منطقة البحر الكاراييبي.
وفي مقال لها، وصفتها جريدة "لوموند"، بأنها "صوت من الجنوب مسموع في الشمال". ولعل اهتمام وسائل الاعلام بهذه السيدة التي أصبحت تحظى بتقدير العديد من الدول شمالا وجنوبًا، يعود إلى أنها مرشحة بقوة لخلافة أنطونيو غوتريش على رأس الأمانة العامة للأمم المتحدة في عام2026.
وتبلغ ميا موتّلاي من العمر 57عاما. وهي خريجة معهد لندن للاقتصاد. وقبل أن تقتحم عالم السياسة عملت محامية.
وبعدها انتخبت نائبة في البرلمان، ثم تقلّدت مناصب وزارية مختلفة قبل أن تصبح رئيسة لحكومة بلادها.
وخلال السنوات القليلة الماضية، تميّزت "موتلاي" بدفاعها المستميت عن دول الجنوب الفقيرة في المحافل والمؤتمرات الدولية، مُوجهة انتقادات لاذعة للدول الغنية التي تحتكر بحسب رأيها جزءًا هائلًا من ثروات العالم لصالحها، تاركة الشعوب الفقيرة عرضةً للأزمات، والمجاعات، والحروب والنزاعات.
وخلال أزمة كوفيد 19 الأخيرة، أدانت "موتلاي" بشدة من منبر الأمم المتحدة في نيويورك، الدول الغربية الغنية التي تقاعست عن مساعدة الدول الفقيرة، تاركة شعوبها تواجه الموت اليومي من دون أن يُثير ذلك فيها أية شفقة.
وفي المحافل والمؤتمرات الدولية، طالبت بإصلاح جذري للمؤسسات المالية العالمية مثل صندوق النقد الدولي، وغيره بهدف التخفيف من حدة الفروق الاقتصادية والاجتماعية بين الدول الفقيرة والدول الغنية.
وهي ترى أن عودة الحرب إلى أوروبا المتمثلة في الغزو الروسي لأوكرانيا زادت في تدهور الأوضاع في البلدان الفقيرة، وفي ارتفاع نسبة الفقر بشكل مخيف إذ أن هذه البلدان أصبحت غير قادرة على اقتناء المواد الأساسية لشعوبها.
وبسبب ذلك سوف تندلع حروب ونزاعات مدمرة بين بعض البلدان، وربما بين أبناء البلد الواحد. وقالت ميا موتلاي لجريدة لوموند:" إن الفروق بين حفنة من الدول الغنية وبقية بلدان العالم مُرتفعة جدا. والكرة الأرضية لم تعد مكانًا لعيش مشترك، وقد لا تكون كذلك أبدا". ورغم أنها أدانت الغزو الروسي لأوكرانيا، فإن ميا موتلاي تتفهم موقف35 بلدًا أفريقيا رفضت الوقوف إلى جانب الدول الغربية في هذا النزاع.
البعض من هذه الدول أصبحت تُفضّل التحالف مع الصين ومع روسيا لأن الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل معها بطرق سيئة وفوقية، رافضة الاعتراف بمظالمها السابقة خلال الحقبة الاستعمارية السوداء.