ثقافات

كيف يكون الأبيض عندما يستيقظ ليجد نفسه أسود؟

الكاتب الباكستاني محسن حميد
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

Elaph - إيلاف · كيف يكون الأبيض عندما يستيقظ ليجد نفسه أسود؟

في رواية: "التحول"، لفرانز كافكا، يستيقظ غريغور سامسا، ليجد نفسه وقد تحول إلى حشرة بشعة ومخيفة.
أما في رواية الكاتب الباكستاني محسن حميد المقيم في الولايات المتحدة الأميركية، فإن أندارس، الشخصية الرئيسية البيضاء في روايته الجديدة: "آخر رجل أبيض" فينهض من النوم ليلاحظ أن بشرته بدأت تميل إلى السواد. عندئذ يقرر حبْسَ نفسه في شقته خشية ردود فعل من أصدقائه في العمل.

أثناء ذلك، تبدأ بشرات أصدقائه تميل هي أيضا إلى السواد. والسؤال الخطير الذي تطرحه هذه الرواية: ماذا سيحدث لو أن العنصرية غيرت موقعها؟

وبعد روايته: West EXIT التي لاقت رواجًا واسعًا، وترجمت إلى لغات عدة، يواصل الكاتب محسن حميد الحفر في الزمن الحاضر بحثا عن الثقوب والتناقضات والفوارق الموجعة التي ولدتها أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

وفي حوار أجرته معه الأسبوعية الفرنسية "لوبس" في عددها الصادر في الأسبوع الأول من شهر مايو-أيار الحالي، قال محسن حميد: "كل شيء يعود إلى الحادي عشر من سبتمبر. في عام 2001، كنت قد عشت أكثر من نصف عمري في الولايات المتحدة الأميركية التي جئتها وأنا في الثالثة من عمري. وفي سن التاسعة عدت إلى باكستان".
وعند بلوغي سن الثامنة عشرة، عدت من جديد إلى الولايات المتحدة ثم غادرتها لأقيم في لندن قبل أحداث سبتمبر بأشهر قليلة. وبما أنني درست في أرقى جامعاتها، وحصلت على عمل هام مكنني من الإقامة في "مانهاتن"، فإنني كنت واعيا بالعنصرية الأميركية، لكن كما لو أنني واع بوجود أسماك القرش في المحيط. وإذا ما كنت في نيويورك برونزيّ البشرة، ولك عمل مرموق، وتحمل اسما مسلمًا، فإنه يمكنك أن تجد نفسك خارج عالم العنصرية، بل بإمكانك أن تحصل على نفس الامتيازات التي يتمتع بها البيض. والشرطة لا توقفك في الشارع. لكن بعد الحادي عشر من سبتمبر، كل شيء تغيّر نحو الأسوأ. وهناك أصدقاء تعرّضوا للاستجواب من قبل ال "آف بي أي"، آخرون لم يعد باستطاعتهم ركوب الطائرة. وفجأة شعرت أني أصبحت محرومًا من كل تلك الامتيازات التي كنت أتمتع بها".

لكن هل أندارس، الشخصية الرئيسية في روايته الجديدة يشبهه؟ عن هذا السؤال يجيب محسن حميد قائلا بان روايته ليست من جنس السيرة الذاتية. وهو يعتقد أن من بين مهامّ الأدب والخيال والفن بصفة عامة هي أن يهتم بما لا علاقة له مباشرة بالذات. وفي روايته هو أراد أن يهتم بموضوع العنصرية من زاوية تحوّل الأبيض إلى أسود. وهو موضوع يُطرح لأول مرة أدبيًا.

ويضيف محسن حميد قائلا: "عندما نشاهد مسلسلا أو فيلما، نحن ننظر إلى العالم. براد بيت يشبه براد بيت، والشجرة تشبه الشجرة. نحن جمهور مشاهدين. إلاّ أن القارئ ليس مشاهدًا. أليس كذلك؟ القارئ يتصور روائح، وشخصيات، وأصوات. القراءة نوع من الروع لأن القارئ يتماثل مع الشخصيات ليصبح واحدا منها".

ويقول محسن حميد أنه يقيم أغلب الوقت في الخارج إلاّ أن اقامته الأصلية في باكستان حيث يعيش في بيت جدّيه في لاهور التي تقيم فيها عائلته منذ سبعين عاما.
وإذن هو يعتقد أنه كاتب متجذر في تربة بلاده رغم أن له علاقات وثيقة في كل من لندن ونيويورك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العنصرية تتعلق اليوم برفض اهل الله للحضارة الانسانية
كاميران محمود -

لاني لم اقرأ الرواية فأن تعليقي يدور حول المقطع التالي من المقال:أثناء ذلك، تبدأ بشرات أصدقائه تميل هي أيضا إلى السواد. والسؤال الخطير الذي تطرحه هذه الرواية: ماذا سيحدث لو أن العنصرية غيرت موقعها؟,واعتبر التساؤل ساذجا ويثيرالشكوك حول مدى اندماج الكاتب(حضاريا) داخل المجتمع النيويوركي والغربي عمومالان الانسان النيويوركي او اللندني(قمتا الحضارة المعاصرة)وفي رأيي سيتقبل الامر في اسوأ الاحوال كمرض مزمن وفي احسن الاحوال سيرحب بالامرلان الامر غير مكروه عند الغربي لتلك الدرجة هذا اولا وثانيا كيف يمكن ان يتعرض ابن البلد للعنصرية بسبب تغير لونه الذي لايؤثر على تحضره وانسانيته وامكانياته العقلية والعلمية وبالذات من لاهوري ينهل من عادات وتقاليد وبنية فكرية مجتمعية(ثقافة اسلامية)تجعل من لاهور لحد اليوم الارضية الاغزر انتاجا للوحشية المقترنة يالبشر(افكار الاسلاميين)وأكبر وأشرس حاضنة لهم.لكن ما يفزع هو ان يحدث ولسبب كارثي تبدل مواقع الرغد والقحط و نرى طوابيراللاجئين من مواطني الغرب على حدود ايران والباكستان ويتم ابلاغهم من قبل موظفي الحدود فيهما بان اللجوء مفتوح فقط للحريم شرط قبولهن بقانون ماتملكه ايمان اهل الله.

العنصرية تتعلق اليوم برفض اهل الله للحضارة الانسانية
كاميران محمود -

لاني لم اقرأ الرواية فأن تعليقي يدور حول المقطع التالي من المقال:أثناء ذلك، تبدأ بشرات أصدقائه تميل هي أيضا إلى السواد. والسؤال الخطير الذي تطرحه هذه الرواية: ماذا سيحدث لو أن العنصرية غيرت موقعها؟,واعتبر التساؤل ساذجا ويثيرالشكوك حول مدى اندماج الكاتب(حضاريا) داخل المجتمع النيويوركي والغربي عمومالان الانسان النيويوركي او اللندني(قمتا الحضارة المعاصرة)وفي رأيي سيتقبل الامر في اسوأ الاحوال كمرض مزمن وفي احسن الاحوال سيرحب بالامرلان الامر غير مكروه عند الغربي لتلك الدرجة هذا اولا وثانيا كيف يمكن ان يتعرض ابن البلد للعنصرية بسبب تغير لونه الذي لايؤثر على تحضره وانسانيته وامكانياته العقلية والعلمية وبالذات من لاهوري ينهل من عادات وتقاليد وبنية فكرية مجتمعية(ثقافة اسلامية)تجعل من لاهور لحد اليوم الارضية الاغزر انتاجا للوحشية المقترنة يالبشر(افكار الاسلاميين)وأكبر وأشرس حاضنة لهم.لكن ما يفزع هو ان يحدث ولسبب كارثي تبدل مواقع الرغد والقحط و نرى طوابيراللاجئين من مواطني الغرب على حدود ايران والباكستان ويتم ابلاغهم من قبل موظفي الحدود فيهما بان اللجوء مفتوح فقط للحريم شرط قبولهن بقانون ماتملكه ايمان اهل الله.