لايف ستايل

ليفربول تعيش على أمجاد البيتلز

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ليفربول: يشرح المرشد السياحي دايل روبرتس لركاب حافلات "ماجيكل ميستيري تور"، خلال جولة على الأماكن المرتبطة بطفولة أعضاء فرقة البيتلز الأربعة في مدينتهم ليفربول، أن ما يرونه هو "البيت الأهم في تاريخ الفرقة الأهم في الموسيقى المعاصرة".

لا تزال الأماكن المرتبطة بفرقة البيتلز الشهيرة ومسيرتها الحافلة تشكّل إلى اليوم أحد الركنين الرئيسيين اللذين يرتكز إليهما اقتصاد مدينة ليفربول، إضافة إلى كرة القدم، على ما تشرح فيكتوريا ماكدرموت، مديرة التسويق في شركة "كافرن سيتي تورز" التي تنظّم "ماجيكل ميستيري تور" وتملك ملهى "كافرن كلوب"، حيث كانت بدايات أعضاء الفرقة الأربعة.

يترجل الركاب البالغ عددهم نحو أربعين من الحافلة لالتقاط الصور أو الوقوف أمام جناح القرميد الذي نشأ فيه بول مكارتني، على مقربة من شارع بيني لين الشهير أو متنزه ستروبري فيلدز.

ويقول غراهام بايلي، وهو موسيقي "نصف محترف"، إنه تأثر "كثيراً"، إذ قُدّمت إليه الجولة في مناسبة عيد ميلاده السبعين.

وينبّه دايل روبرتس المجموعة التي يرشدها قائلاً "لا تتأخروا، وإلا بقيتم في ستروبري فيلدز.... إلى الأبد!" مقتبساً كلمات أغنيات البيتلز في تلاعب لفظي قابله أفراد المجموعة بالضحك.

ويروي الياباني المعجب بالفرقة الرباعية هيرومي بيكستروم (56 عاماً) الذي يعيش راهناً في الولايات المتحدة وجاء مع ابنته الكسندرا، أنه بكى "في المرة الأولى" التي سمع فيها أغنية "ذي لونغ أند ويندينغ رود" (The long and winding road) وكان يبلغ عشرة أعوام.

ويشرح دايل روبرتس للركاب أن ليفربول أسَّسَت ازدهارها في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر من خلال "التجارة الثلاثية" - وبالتالي على الاتجار بالبشر في مقابل المواد الأولية - في بدايات الثورة الصناعية.

وفي مرحلة لاحقة، أفل نجم المدينة طويلاً، وتراجع دورها، بفعل الحربين العالميتين والكساد الكبير وتراجع الصناعة.

ويواصل المرشد الذي يعمل منذ ثماني سنوات في قطاع الأنشطة المتعلقة بالبيتلز، أن المدينة "افادت من أربع ضربات حظ: جون وبول وجورج ورينغو!".

في كل مكان في ليفربول، تنتشر تماثيل لبول مكارتني وجون لينون وجورج هاريسون ورينغو ستار الذين خُصص لهم متحفان وعدد كبير من المطاعم والحانات ومحال بيع التذكارات التي تدر أموالاً طائلة.

ويقول عضو المجلس البلدي هاري دويل لوكالة فرانس برس إن 48 في المئة من عائدات الضرائب التجارية في ليفربول تأتي من السياحة. ويقدر مردود الأنشطة والمواقع المتعلقة بتاريخ البيتلز على الاقتصاد المحلي بـ 120 مليون جنيه إسترليني سنوياً. ويستقبل نادي "كافرن كلوب" وحده 800 ألف زائر سنوياً من إجمالي عدد زائري المدينة البالغ 22 مليوناً عام 2021.

يضاف إلى ذلك أن استضافة ليفربول مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجين" هذه السنة نظراً إلى استحالة إقامتها في أوكرانيا بسبب الحرب، عزز مكانتها وهالتها الدولية.

في أماكن أخرى من المملكة المتحدة، ما على محبي "أويزس" سوى أو "جوي ديفيجن" سوى الذهاب إلى مانشستر، أنما عشاق إيمي واينهاوس فيقصون تمثالها في لندن.

وخطط هيرومي وألكسندرا أيضاً للتوقف في استوديوهات "ىبي رود" في العاصمة البريطانية أثناء رحلتهم.

ولا يشمل ذلك موجة المهرجانات الصيفية العملاقة في المملكة المتحدة، وأشهرها غلاستونبري الذي افتُتِح الأربعاء ويجتذب نحو 200 ألف شخص كل عام إلى القرية التي تعود للقرون الوسطى في جنوب غرب إنكلترا. وفي برنامجه هذه السنة البريطانيون إلتون جون و"آركتيك مانكيز" وكات ستيفنز والأميركيتان ليزو ولانا ديل ري، وغيرهم الكثير.

وفي المجموع، حققت الموسيقى، بما في ذلك التسجيلات، أربعة مليارات جنيه إسترليني في المملكة المتحدة عام 2021، وفقاً لأحدث الأرقام الرسمية. ومع أن هذا الرقم لا يزال بعيداً من ذاك البالغ 5,8 مليارات قبل الجائحة، لكن المتخصصين يعتقدون أن التعافي اكتمل تقريباً.

وتستفيد بلدان أخرى أيضاً من فنانيها، على غرار دارة غرايسلاند في مدينة ممفيس الأميركية التي تحقق الإيرادات من زيارات المعجبين بإلفيس بريسلي، في حين أن إرث بوب مارلي مصدر للمداخيل من جامايكا.

وأبلغ دليل على الثقل الاقتصادي لنجوم الموسيقى تدفق السياح لحضور حفلة النجمة الأميركية بيونسيه في ستوكهولم الشهر الفائت، مما ساهم في استمرار التضخم، على ما لاحظ خبير اقتصادي في "دانسكه بنك".

وفي المملكة المتحدة أيضاً، ساهم سعر تذاكر الحفلات في إبقاء التضخم عند 8,7% في ايار/مايو، وهو أعلى معدل لبلد من مجموعة السبع.

وتواجه قاعات الحفلات الموسيقية أيضاً فواتير مرتفعة، من ضمنها أكلاف استهلاك الطاقة، بعد سبق إقفالها خلال الجائحة، على غرار "كافرن كلوب".

وتخلص فيكتوريا ماكديرموت إلى أن التراث الموسيقي البريطاني "مهم جداً، ويجب الاعتناء به".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف