مع تزايد القتلى برصاص القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية
منظّمات حقوقية تتهم إسرائيل بإعطاء جنودها حرية مطلقة بفتح النار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد مقتل عشرات الفلسطينيين في أنحاء الضفة الغربية المحتلة في الأسابيع الأخيرة، اتّهمت منظّمات حقوقية إسرائيل بإعطاء جنودها حرية مطلقة في فتح النار، فيما تحتدم الحرب في قطاع غزة.
بعد نيّف وخمسة أسابيع على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، قُتل ما لا يقل عن 190 فلسطينيا في الضفة الغربية، وفقا لوزارة الصحة في السلطة الفلسطينية.
والرقم يكاد يناهز حصيلة القتلى الـ208 الذين سقطوا في الأشهر التسعة الأولى من العام حتى بداية الحرب.
ويأتي تصاعد العنف في وقت تضاعفت عمليات الدهم التي تنفّذها القوات الإسرائيلية في التجمّعات السكنية للفلسطينيين في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.
ويقول إياد حداد من منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية المناهضة للاحتلال إن "لدى الجيش الإسرائيلي والمستوطنين الآن مطلق الحرية في إطلاق النار على الفلسطينيين في الضفة الغربية" بطريقة غير مسبوقة.
ومنذ الإثنين، أعلنت وزارة الصحة مقتل تسعة فلسطينيين بيد القوات الإسرائيلية. الأول كان سائق سيارة أجرة يبلغ 66 عاما وقتل بالرصاص في الخليل، في جنوب الضفة الغربية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن "جنديا سمع طلقات نارية ورد عليها" في حين قال شهود إن الرجل الذي قُتل لم يشارك في أي عمل عنفي.
وقُتل سبعة فلسطينيين في وقت لاحق خلال عملية دهم إسرائيلية في طولكرم في الشمال، فيما سقط قتيل تاسع بالرصاص بالقرب من الخليل صباح الثلاثاء.
في الأسبوع الماضي، أعطى وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير المقيم في مستوطنة، توجيهات صارمة لسلطات إنفاذ القانون، داعيا إلى "عدم التساهل إطلاقا"، وذلك في موقع شهد ما يعتقد أنها عملية طعن نفّذها فلسطيني وأدت إلى مقتل شرطية.
جرحى بالرصاص
في الضفة الغربية، يشدّد الجيش الإسرائيلي على أنه يرد على "زيادة كبيرة في الهجمات الإرهابية"، مع تسجيل أكثر من 550 محاولة هجوم منذ بدء حرب غزة.
وقتل ثلاثة إسرائيليين على الأقل في الضفة الغربية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أحدهم قُتل برصاص جندي.
في مدينة جنين الشمالية، أفاد الطبيب بيدرو سيرانو بأنه عالج جرحى عدة أصيبوا بالرصاص خلال عملية دهم الخميس.
وقال سيرانو الناشط في منظمة أطباء بلا حدود إن معظمهم "أصيبوا بالرصاص في البطن والساقين".
وتحدّث عن حالات "انفجار الكبد أو الطحال"، مشيرا إلى "إصابة آخرين بجروح خطرة في الأوعية الدموية".
وتابع "لقد كانت هناك أيضا حالة محزنة حقا، لرجل كان يمر أمام المستشفى وأصابه قناص في رأسه".
وكان التوغل الإسرائيلي في جنين أكثر عمليات الدهم الإسرائيلية دموية في الضفة الغربية منذ العام 2005 على الأقل، وفقا لبيانات الأمم المتحدة، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل 14 شخصا.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي "مقتل عشرة إرهابيين، واعتقال أكثر من 20 مطلوبًا مشتبها بهم" في المدينة المكتظة بالسكان والتي شهدت معارك بالأسلحة النارية بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين.
وقال الجيش إن اثنين من المعتقلين كانا أعضاء في حركة الجهاد الإسلامي الحليفة لحماس.
يطلقون النار بهدف القتل
واعلنت حكومة حماس الثلاثاء أن حصيلة القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة ارتفعت الى 11320 قتيلا، وذلك في اليوم التاسع والثلاثين من الحرب بين الدولة العبرية والحركة.
وفي حين أن عمليات الدهم الإسرائيلية في الضفة الغربية غالبا ما تشهد سقوط قتلى، قُتل فلسطينيون آخرون في اشتباكات.
سيد حميدات البالغ 17 عاما وهو من سكان مخيم الجلزون للاجئين، كان واحدا من عشرات القصّر الذين قُتلوا في الأسابيع الأخيرة.
ووفقا لشهود عيان، و"بتسيلم" ومؤسسة "الحق" الفلسطينية لحقوق الإنسان، فقد أرداه بالرصاص جندي إسرائيلي كان يقف على بعد أكثر من مئة متر.
وكانت القوات الإسرائيلية قد أغلقت طريقا لإصلاح جدار يفصل المخيم عن مستوطنة بيت إيل الإسرائيلية في 26 تشرين الأول/أكتوبر.
ورشق شبان فلسطينيون الجنود بالحجارة لكن حميدات لم يشارك في ذلك، بحسب ما أفاد شهود عيان وكالة فرانس برس.
يقول عمران الرشق، من مؤسسة الحق "من الواضح جدا أن الجنود يطلقون النار بهدف القتل حتى لو لم يكونوا عرضة لخطر".
وتتّهم المنظمتان الحقوقيتان الجيش باستخدام الرصاص الحي، بدلا من وسائل أخرى، لتفريق المتظاهرين.
ويؤكد صحافيون عاملون في الضفة الغربية أن القوات الإسرائيلية لم تعد تستخدم الغاز المسيل للدموع بالقدر الذي كانت تفعله قبل الحرب، في حين تزداد حالات القتل.