خدعوك فقالوا جيل رقمي يقرأ في الهاتف بدلاً من الكتاب
فرنسا تصرخ في وجه "أغبياء الشاشات".. اجعلوهم يقرؤون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من القاهرة: يحاول الكاتب والباحث الفرنسي ميشيل ديسمورغيت المتخصص في علم الأعصاب الإدراكي أن يطلق صرخات مدوية، أقرب ما تكون إلى "صدمات" للمجتمع الفرنسي والأوروبي، عله يفيق قبل فوات الأوان، فقد أصبح من يطلقون عليهم "بلهاء الشاشات" أو "أغبياء الشاشات" يشكلون خطراً كبيراً على مستقبل فرنسا والغرب.
هذا هو محتوى الكتاب الذي أطلقه ديسمورغيت، وأحدث ضجة كبيرة في فرنسا، وغيرها من الدول الأوروبية، وعلى رأسها اسبانيا، والتي اهتم اعلامها بالقضية، وناقشها على نطاق واسع، مثل بقية دول القارة العجوز.
فالأمر يتعلق بمستقبل هذه الدول، خاصة أن الجيل الجديد من "بلهاء الشاشة" يشكلون أغلبية ساحقة، فليس هناك من يفضل الكتاب و "القراءة" عموماً على "الشاشة" في الوقت الراهن، إلا نسبة قليلة، كما أن أوهام انتقال القراءة من الكتاب والورق إلى الشاشات غير صحيح.
ابحث عن "الشاشة"
في فرنسا، يقول واحد من كل خمسة شباب إنه لا يقرأ مطلقاً، أو لا يحب القراءة، وهناك نسبة أخرى تخلط بين القراءة بمفهومها الصحيح المفيد، وبين قراءة ما لا يفيد عبر الشاشات، ومن غير المستغرب أن يكون السبب في كل ذلك هو "ثقافة الشاشات" السائدة بشدة، وكلمة "الشاشات" تستخدم للتعبير عن المحتوى البصري "الترفيهي الخفيف"، وخاصة الذي يعرض عبر منصات "السوشيال ميديا".
مستقبل أوروبا في خطر
ميشيل ديسمورغيت، عالم الأعصاب الفرنسي، ومؤلف كتاب "مصنع الكريتين الرقمي"، يرى أن هذا التراجع يمثل خطراً على مستقبل فرنسا، بل يشكل خطراً على الديموقراطية.
ووفقاً لـ "راديو فرنسا" فقد دعا المركز الوطني للكتاب الجميع في البلاد إلى "ربع ساعة من القراءة"، وأصبح مشروعاً وطنياً، وهدف هذه العملية، التي انطلقت سنة 2022 هو "إعادة القراءة إلى قلب الحياة اليومية"، وذلك في ظل تراجع كبير جدًا، خاصة بين الشباب.
انخفاض نتائج طلاب فرنسا
يقول واحد من كل خمسة إنهم لا يقرؤون أو لا يحبون القراءة، وعن ذلك يقول عالم الأعصاب ميشيل ديسمورغيت صاحب كتاب "اجعلهم يقرؤون"، إن "الشاشات" هي أساس البلاء، حيث أظهر أحدث تصنيف لبرنامج التقييم الدولي للطلاب (PISA) أنه منذ عام 2012، انخفضت نتائج الطلاب الفرنسيين في فهم القراءة بمقدار الضعف.
تشير العديد من الدراسات إلى أن تراجع الوقت الذي يقضيه الأطفال والشباب في القراءة ومهارات القراءة، يتناسب عكسيا مع زيادة الوقت الذي يقضيه أمام الشاشات، مما يقوض القدرة على استيعاب الدروس، لأنه يؤثر على اللغة والتركيز والإبداع والنوم، وهو نظام مستمر بلا توقف أو علاج.
وهذه المشكلة ليست بهذا التفاقم في دوري مثل الصين وتايوان وعدد معين من الدول الآسيوية، لأنها اتخذت إجراءات صارمة للغاية على مستوى الدولة لتقييد "وقت الشاشة."
أوهام الجيل الرقمي
يقول العالم الفرنسي ديسمورغيت، ما يقال عن أن الشباب يقرأون كثيرا على الإنترنت، وأنهم ببساطة ينقلون قراءتهم من الكتاب إلى الشاشة، ليس صحيحاً، حيث يمثل وقت القراءة 2 إلى 3% من وقت الشاشة، والوقت الأكبر للمحتوى البصري الترفيهي، ناهيك عن فقر المحتوى المكتوب على الإنترنت.
ويضيف :" منذ عام 2000 قيل لنا أن أطفالنا في ظل التحولات الجديدة أصبحوا كائنات فضائية، قيل لنا أنهم مواطنون رقميون، وأنهم يمكنهم القيام بالكثير من الأشياء في نفس الوقت، لسوء الحظ، هذا ليس صحيحاً".
القارئ الثقيل
دراسات وزارة الثقافة في فرنسا أكثر موثوقية، فهناك ما يسمى "القارئ الثقيل" الذي يقرأ حوالي 20 كتاباً سنوياً، أي ما يعادل 20 إلى 30 دقيقة من القراءة في اليوم، قبل 50 عاما، كان هناك حوالي 35% يمكن تصنيفهم بـ"القارئ الثقيل"، مقارنة بـ 10% فقط اليوم، هذه ليست صدفة على الإطلاق. على مدار الخمسين عاماً الماضية، كان هناك انخفاض في حجم قراءة الكتب تحديداً، ولم يكن مفهوم انتقال القراءة من الكتاب إلى الشاشة صحيحاً أو دقيقاً، خلال العقدين الأخيرين.