ثقافات

شعر

لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم

"الأم والطفل بجانب البحر" (1830) للرسام النرويجي يوهان دال
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

حــنَّ الفــتــى لـلأمِ فـي الـبـلــدِ

تــعِـبٌ أنـا يا خـــيـــرَ مـتّــئـــدِ

يــا عــزمَهـا أمّـــا مــبــاركــةً

تـقـوى ولـو مـكسورة الــوتـــدِ

تـهـبُ الزمـان سنـيَّ لــوعـتـِها

وكــأنـهــا تسـمــو إلـى الابـــدِ

هــي وحــدها قـنديـلُ أسرتـِنـا

تـأبى مــديـد العــون مـن أحـدِ

هــي روحهـا ممزوجةٌ عـبقــاً

مثل العفاف الطهر في الجسـد

تهــبُ الحــيـاة على تـنـوّعهـا

لا فـرق بـين البـؤس والرغـد

الله أعــطـاهـا هـوىً وتــقــى

من سابغـات الواهب الصمـدِ

لو مال ركنُ البيت من عوجٍ

راحــت تــقـوّمهُ بـعــزم يــدِ

أو هـدّت الأركانُ وارتجفـت

فوراً أقـــامــتْ ركــزة الوتدِ

أو أجهــشت جــدرانهُ حـزَناً

زفرت أسىً مقـروحة الكبـدِ

ذا قـلبهـا الرقـراق مــنـبـعـهُ

حـلو الشمــائل واسع المــددِ

ذا دمعـها المسفوح مثل ندى

قــد غـازلـتْـهُ قـطـرة البــرَدِ

إن غـاب راعيـها بـلا سـبـبٍ

تمسكْ حـبال الصبـر والجَـلَـدِ

أو ضاق زاد الـبـيت من قـتَرٍ

غنّت لـنا مـن شجوها الغـرِدِ

أو شـحّ ضرع الـرزق ثانـيةً

هطلت رضىً من وافر العددِ

وإذا تـجهّــم نــسلُها وبــكــى

كــنست بـقــايا الهــمّ والنكَـدِ

أو غُــلِّقــتْ أبـــوابُ مــنــزلها

فتحت رتـاج الرحب والسعَدِ

يا غــيمــةً ريّــا تُـقـاســمـنا

من غـيثها، إن أكــرمتْ تزدِ

تعطي عــطاءً وافراً كــرَماً

لـم تـدّخرْ إرثــاً لـيــوم غــدِ

فــالرزق مــرهون بمُقسمهِ

من مكرمات الواحد الأحـدِ

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف