ثقافات

في دورة تميزت بالاكتشاف والمشاركة والجرأة

"سماء بلا أرض" للتونسية اريج السحيري يتوج بالنجمة الذهبية لمهرجان مراكش

مشهد من فيلم "سماء بلا أرض"
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من مراكش: توج فيلم "سماء بلا أرض" للمخرجة التونسية أريج السحيري، مساء السبت، بالجائزة الكبرى (النجمة الذهبية) للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في دورته الـ22.

وبتتويج هذا الفيلم، تكون لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان المغربي قد أشادت بعمل سينمائي يجرؤ على مقاربة العالم من منظور مختلف، مستندًا إلى قوة شاعرية نادرة ورؤية فنية منخرطة بعمق في الواقع.

واحتفت لجنة التحكيم، من خلال هذه الجائزة، بتجربة سينمائية جريئة "تدعو إلى إعادة التفكير في علاقتنا بالآخرين وبأنفسنا".

المتوجون بجوائز مهرجان مراكش في صورة جماعية

وتدور أحداث هذا الفيلم، وهو إنتاج مشترك فرنسي - قطري - تونسي، حول ماري، قسّيسة إيفوارية وصحفية سابقة تعيش في تونس، تستضيف في منزلها ناني، أمًّا شابةً تطمح إلى مستقبلٍ أفضل، وجولي، الطالبة الطموحة التي تحمل على عاتقها آمال أسرتها في الوطن. وحين تنضمّ إليهنّ كنزة، طفلةٌ في الرابعة من عمرها وناجية من حادثِ غرق، يتحوّل ملاذهنّ الصغير إلى عائلةٍ مختلطةٍ دافئةٍ رغم هشاشتها، وسط مناخٍ اجتماعيٍّ يزداد قلقًا واضطرابًا.

وكشفت الدورة، بحسب المنظمين، عن "أعمال مفعمة بالجرأة، أبدعها سينمائيون يتأملون في تعقيدات العالم بمنظور جديد".

بابا والقذافي

فاز فيلم "بابا والقذافي" للمخرجة الليبية جيهان ك، و"ذاكرة" للمخرجة الهولندية فلادلينا ساندو، بجائزة لجنة التحكيم. وهما فيلمان يحملان بصمة شخصية عميقة، يتقاطع فيها الحميمي مع محطات كبرى من التاريخ.

دائرة مستقيمة

فاز بجائزة الإخراج البريطاني أوسكار هدسون عن فيلمه "دائرة مستقيمة"، الذي ترك انطباعا جيدا بفضل صرامته الشكلية وإبداعه الفني. فيما آلت جائزة الأداء النسائي للممثلة الإيفواريةديبورا لوب ناناي، عن دورها في فيلم "سماء بلا أرض" للمخرجة التونسية أريج السحيري.

سينما جريئة

في ما يخص جائزتي التمثيل، توجت الإيفوارية ديبورا لوبي ناني عن أدائها في فيلم "سماء بلا أرض" لأريج السحيري، وسوبي ديريسو الذي نال جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "ظل أبي" لأكينولا ديفيز جونيور. كما أشادت لجنة التحكيم بالأداء المتميز لكل من إليوت ولوك تيتنسور في فيلم "دائرة مستقيمة" لأوسكار هدسون، والذين منحا تنويها خاصا.

وعكست هذه الاختيارات قوة المسابقة الرسمية، كما شهدت على سينما جريئة، لا تخلو من عنصر المفاجأة، قادرة على تحريك المشاعر، ومدفوعة برؤى متفردة وبأداء قوي للممثلين.

مواهب صاعدة

سلطت المسابقة الرسمية الضوء على المواهب الصاعدة في السينما العالمية، حيث تنافس 14 فيلما طويلا، تعد الأفلام الأولى أو الثانية لمخرجيها، على جوائز المهرجان، التي منحتها لجنة تحكيم ترأسها المخرج الكوري الجنوبي بونغ جون هو.

وكشف هذا الاختيار، حسب إدارة المهرجان، عن جيل جديد من المخرجين المنخرطين سياسيا، والذين يتناولون موضوعات تكشف عن مظالم العالم من خلال حكايات حميمية أو تاريخية، تتميز بحرية كبيرة في التعبير وجرأة لافتة في المعالجة.

برنامج غني

احتفت دورة هذه السنة بالسينما العالمية من خلال مجموعة مختارة من 82 فيلمًا مثلت 31 دولة، توزعتها أقسام "المسابقة الرسمية"، و"العروض الاحتفالية"، و"آفاق"، و"القارة الحادية عشرة"، و"بانوراما السينما المغربية"، و"عروض الجمهور الناشئ والأسرة"، إضافة إلى الأفلام التي عرضت ضمن التكريمات.

وتميزت الدورة بتكريم أربعة أسماء سينمائية عالمية: الممثل المصري حسين فهمي، والممثلة المغربية راوية، والممثلة الأميركية جودي فوستر، والمخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو.

وذكر المنظمون، في بيان الاختتام، تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه، أن الدورة "تميزت بالاكتشاف والمشاركة والجرأة"، بحيث "تكشفت في مراكش مسارات فريدة، وتجلت حوارات جديدة، ولاقت إبداعات سينمائية صدى واسعا لدى جمهور متفاعل".

ومن خلال الكشف عن مواهب جديدة وتكريم مخرجين متمرسين، يضيف المنظمون، يواصل مهرجان مراكش "تجسيد هويته: فضاء تتنقل فيه السينما بحرية، وتواصل التقريب بين من يصنعونها ومن يستمتعون بمشاهدتها".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف