قصيدة
مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اخذت في نفسي القرار
قدماي لن تخطو عتبة الدار
خرجت منها هارباً كسير
خمسون مرت والحشا نار
وانا الغريق في مغارة التبشير
اقاتل الاشباح في الظلام
ولم أكن إلا مغرداً تذكار
والحزين اجنحة اغتراب
ومخاوفي ظلت شجون حسرتي
حسمتُ مواقفي بلا إنذار
وهكذا أمست عواقب محنتي أسفار
والقاطرات الغابرات بلا عنوان
وعلى الطريقْ
بدأ الزفير
وسعيها رحلات في الزمن القصير
وطني المعبأ بالأسى
تجتاحه الهواجس الكثار
تذكرة الهروب سفرة مرسال
في بقجة الأسرار
هذا التشرد المعيار
خمسون عاماً والهوى جزار
غردتها صبراً
في الزمن العسير
لو كنت اذكر
ما نسيت
لعرفت أنى
كم بكيت
وأني يوما
قد سبيت
لنذل قوم
قد وفيت
... ... ...
عممت جرحاً في مسلات الخراب
ما فاتني من ذكريات
مُرّاً من الحنظل الموجود في أفئدةِ السراب
كم من مرائي الكذب فهجوته سقماً من الغسلين**
نازعت نفسي حائراً
ومنحتها حقا
تلحفني وصاغ مني مشرباً من دميَّ المهدور
فشربت نفسي في هوايا العسجد **
لكنه صار تراب
وتلون الشفق الشفيف جُلنار***
وحلمتُ من سقمي بعيداً في الغروب
وأصبحت وادي للحمام بجرحهِ المعطوب
وتاركاً عش الطفولة راسماً فن اغتراب
وطني الذي دفعوه من عشٍ رطيب
واسكنوه غابة الوحش البديل
وانا الغريب بن الغريب المبتلى بالهَمّ والألم الغزير
هواجساً تجسدتْ قسراً من الرؤيا العذاب
أواه يا رؤيا ويا آهات قلبي المجرح المُصاب
أخذت في نفسي ومن نفسي القرار
قدماي لن تخطو عتبة الدار حتى في الجوار
خرجت جرحاً هارباً كسير
خمسون مرت والحشا نار
وانا الكسير بقجة انتظار
ورفة القلب المهاجر لا قرار
والرأس مملوء الحسرات
وفراغه منتشرا جبار
لا تبتعدْ يقول لي
اعرفْ أنا صدى الأنين غربة واشتياق
أعرفْ انا
نَفرتْ خياشيم الرجال
أدركْ أنا
يأسرني عرف الحصان
يؤرقني الحلم الذي ركب الرياح
وبعدها اخلى المكان..!
ـ ـ ـ ـ ـ
* ماء من القيح والصديد والدم
** العَسْجَد : الذَّهَبُ
***زهرة مشهورة بألوانها الحمراء الخلابة