دبي تعبد الطريق لإسكندر هاميلتون العرب!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
هل تنجب السعودية إسكندر هاميلتون العرب؟!
علي نسق بيت الشعر الذي سارت به الركبان و القائل بأن:
ليس الفتي من يقول كان ابي ان الفتي من يقول ها انا ذا
اود ان اقول ان دبي مدينة يحق للفتي العربي ان يجمع فيها بين القول «ها انا ذا» و يعتد بما كان عليه ابيه. فهي مدينة تـُـقدم دليلا دامغا علي ان مآساة العرب الحالية اصلها فكري و ان الانسان العربي قادر علي تفيؤ مقعده المرموق بين الامم اذا توفرت له العقول المفكرة التي تقدر موطئ القدم قبل الخطو. و نجاحات دبي تذكرني دوما بالإسكندر هاميلتون وزير المالية في اول حكومة اميركية بعد الإستقلال و تكوين الاتحاد الفيدرالي الاميركي. فهذا الرجل احد آباء اميركا المؤسسين الذين كان لهم اثر كبير في تكوين الشخصية الاميركية (لربما اكبر بكثير من رئيس هاتيك الحكومة نفسه اي جورج واشنطون). فهو ال federalist (او العروبي ان شئت) المفوه و الاقتصادي الضليع الذي اسهم بفكره و سياساته في وضع اللبنات التي قام عليها الاتحاد الفيدرالي الاميركي و نجح في تمرير سياسات مالية كانت غير مرغوبة و شديدة المخاطر (مثل تحمل الاتحاد الفيدرالي الوليد ديون جميع الولايات ال 13 التي تشكل منها). و قد اثبتت الايام بعد نظر هاميلتون اذ ان الرباط الاقتصادي الغليظ الذي ربط به الاتحاد شكل صمام امان ضد تفتت الاتحاد امام الازمات الرهيبة التي تعرض له. ويجدر بي ان اذكر هنا ان احد كاتبي الدستور الاميركي اعتقد انه اسهم في خلق اتحاد لئيم جدير بالتفكيك!!. و دبي تشبه هاميلتون في انها اصبحت واضعة معايير و تمارس بطريقة غير مباشرة peer pressure (ضغط مجاراة الانداد) علي جميع الدول العربية و تجبرها علي حذو النعل بالنعل. و شطارة اهل دبي تكمن في انهم اكتشفوا مباهج جعل المواطن العربي زبون لهم و ان عدم وجود حاجز (او فلتر) اللغة بين ولايات العرب ال 22 امر يسر كل ذي سلعة يريد تسويقها. هذا فضلا عن ان الكرم العربي الاصيل خصلة يسيل لها لعاب كل اقتصادي يسعي لخلق robust economy اي اقتصاد مفعم بالحيوية. و كمثال كنت امام خيار ان اقوم بزيارة الي بلدي عبر السعودية او دبي. و بالرغم من انني افضل السعودية لأنها تتيح لي ان اشهد منافع لي و ان اذكر اسم الله ، هذا فضلا عن انني لدي معرفة باسواق جده ؛ فإن دبي جذبتني بتسهيلاتها و بالاخص في موضوع التاشيرة.
و بالرغم من نجاحات دبي فإنني اعتقد انها تمهد و تعبد الطريق لإسكندر هاميلتون العرب و ان السعودية هي الدولة التي سوف تصحح اخطاء تجربة دبي و تنجبه و ذلك لأسباب كثيرة اذكر منها ان السعودية لم تعان من الفـّـرنجة بشكل كبير وذلك يجعلها مؤهلة للنجاح في انتهاج سبيل وسط يوفق بين الاصالة الاسلامية والانفتاح الاقتصادي (الايلاف او الموالفة بين عبادة رب البيت و تجارة رحلة الشتاء و الصيف). هذا الي جانب ان دول الخليج كلها و بالأخص السعودية موعودة بطفرة نفطية جديدة اذ انه في خلال العقد او العقدين القادمين سوف يبدأ نفاد النفط في بعض دول العالم مما سيزيد من اهمية نفط العرب. اضف الي ذلك ان السعوديون لهم تجربة في الإتيان من الخلف لتصدر الصفوف الامامية (وادلل علي ذلك بنجاحات الإعلام السعودي التي من احدها جريدة الشرق الاوسط). و اخيرا و ليس آخرا استعداد العرب النفسي (و اجعل افئدة من الناس تهوي اليهم) لتقبل ريادة و قيادة اهل بلاد الحرمين الشريفين.