كلمات قتلت... جبران التويني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كلمات قتلت... جبران التويني
فادي عاكوم من بيروت
وكأن المقر الجديد لصحيفة النهار حمل معه شؤمًا على اهلها، اولا سمير والان جبران وماذا بعد؟ فمنذ الانتقال الى مقرها الجديد الواقع قرب ساحة الشهداء في قلب بيروت عرف المركز الرئيسي لدار النهار احداثًا لن تمحى من ذاكرة موظفيه وذاكرة اللبنانيين جميعًا.
عرف عن الشهيد جبران التويني جرأته بتصريحاته ومقالاته التي هاجمت الوجود السوري في لبنان وتسميته للاشياء باسمائها على غير عادة اهل السياسة، بل ظل على خط اهل الصحافة، وكانت كلماته كالرصاص تصيب هدفها والدليل اغتياله .
قبيل انسحاب القوات السورية من لبنان وجه كلمته الشهيرة التي كانت مقدمة لكلمات نارية أتت خلال ثورة الاستقلال "لا حرب بعد اليوم بين اللبنانيين .. لدينا مشكلة مع السلطة اللبنانية والجيش السوري الذي يجب عليه أن ينسحب من لبنان."
منذ فترة رايته يشيع الزميل الشهيد سمير قصير الى مثواه الاخير من باب دار النهار الى مقابر مار متر في الاشرفية وابى يومها الا ان يوصله الى مدفن عائلته على رغم تحذيرات مرافقيه بضرورة احتمائه خوفا من استهدافه هو الاخر .
بدأ بقرنة شهوان ومنها الى ثورة الاستقلال مع رفاقه من مجموعة 14 اذار ثم الى العمل النيابي والمحطة الاخيرة لديه بلغت الذروة وذلك بتضحيته الاغلى وهي حياته، مباشرة بعد فترة وجيزة من عودته الى لبنان قادما من فرنسا غداة فترة قضاها هناك بسبب ورود اخبار عن محاولة لاغتياله. وفيما ما يلي مقتطفات من بعض ما كتبه وما صرح به في الفترة الاخيرة تعليقا على الاحداث الجارية حيث السطور تعبق بعصارة فكره المقاوم لكل انواع الاحتلال:
في تعليقه على محاولة اغتيال الصحافية مي شدياق
"ان انظمة الارهاب ومنظماته تسعى الى تمديد قسري لدورها ووجودها بأن تتغذى من دماء الشهداء والضحايا لكن ذلك لم يعد ينفعها ولن يؤخرموعد نهايتها"
جبران و حرية الاعلام
" أولاً أنا أعرف تماما أن الوضع في العالم العربي ليس الوضع ليس الوضع المثالي فيما يختص بحرية الإعلام، لأن العالم العربي لم يكن يتمتع ويتميز بأي إعلام حر طوال نصف قرن، نحن نعرف أن وسائل الإعلام كانت كلها وسائل إعلام حكومية، الصحف كانت صحف حكومية، يُعَيَّن رئيس التحرير من قبل الدولة، الصحف تابعة للأحزاب أو للحزب الحاكم وإلى آخره، وكان لبنان يعني يتميز بصحافته الحرة حيث أن كانت الصحافة تابعة للقطاع الخاص وتُناضِل من أجل الحرية في العالم العربي ومن أجل أن تنتقل العدوى بين مزدوجين إلى العالم العربي، أنا اعتبر الوضع الإعلامي في العالم العربي تطور وتطور نحو الأفضل وهنا أريد أن أقول بكل صراحة أن تليفزيون الجزيرة كان السَبَّاق في كسر طوق الخوف والعقدة اللي كانت موجودة في العالم العربي وهو الذي خلق نوعاً ما الوسيلة الإعلامية المرئية والمسموعة التي تنافس مصداقية الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة الغربية.
وبعد تليفزيون الجزيرة رأينا أن عدة دول تريد أن تؤسس لمحطات تليفزيونية مثل تليفزيون الجزيرة، ودخلنا في نوع المنافسة حول من هو حر أكثر من الآخر، أو من ينقل الصورة الحقيقية أكثر من الآخر، على مستوى الإعلام المكتوب نرى أن هنالك، وبمعزل عن السعودية، نرى أن هناك تطور أيضاً في الإعلام المكتوب في العالم العربي، ففي قطر وفي الكويت مثلاً هنالك صحف تابعة للقطاع الخاص وتحاول بشتى الطرق من أن تُغير عن الصحف الخليجية كنا أعتدنا عليها والتي كانت دائما تَنشر في صفحاتها الأولى نوع من التمجيد للحاكم أو أخبار رسمية فقط لا غير، إذاً هنالك محاولات جَدّية أنا اعتبر من قبل القطاع الإعلامي، يعني من قبل أصحاب الصحف، من قبل من يريد أن يؤسس مؤسسات إعلامية مكتوبة، وهنالك محاولة جَدّية أيضا على مستوى الإعلام المرئي والمسموع، المشكلة تبقى كما قال الأستاذ إبراهيم تبقى بالتعاطي مع الحكومات، مازالت الحكومات العربية تعتبر أن يحق لها أن تفرض الرقابة وأن أي مؤسسة لا تشاطرها الرأي هي مؤسسة عميلة لإسرائيل أو خائنة أو يجب إقفالها وعانينا أيضا من ذلك في لبنان بالذات ورأينا أن الدولة اللبنانية أقفلت محطة تليفزيون (M.T.V) وحاولت أيضا إقفال محطة أخرى (New TV) أصعب عليها من أن تُسكت الصحف لأنه الإعلام القانون المطبوعات في لبنان أفضل بكثير من قانون المرئي والمسموع، ولأن ربما هنالك جذور حقيقية لحرية الصحافة المكتوبة في لبنان وتَنوع على مستوى حرية الصحافة المكتوبة التي خلقت نوع من المناعة نوعاً ما في وجه الحكومات اللبنانية في وجه الأجهزة الأمنية وفي وجه كل من اعتبر أن العالم العربي يجب ألا يكون حراً في أعلامه".
خلال تشييع زميله وصديقة الصحافي سمير قصير
جبران و زيارة السفير المعلم الى لبنان
وفي تعليق له على الزيارة التي قام بها السفير المعلم الى لبنان قال "اتمنى ان لا تكون زيارة المعلم نوعا من المكياج التجميلي والعمل المناوراتي الذي تعودنا عليه منذ ايام الحرب في لبنان منذ اكثر من ربع قرن وحتى اليوم"و "بكل صراحة اقول ان كف اليد الامنية السورية عن لبنان ليس صحيحا ليس هناك يد امنية هناك يد سورية لها اصابع امنية وسياسية خارجية."كما ان "سوريا تستعمل الساحة اللبنانية لتوجه رسائل الى الخارج والمعارضة ثابتة في مواقفها واعتبر ان المعلم سيسمع من قطبي المعارضة النائبين نسيب لحود وبطرس حرب الذي سيلتقيهما يوم الثلاثاء ان كان على مستوى الوجود السوري في لبنان او على مستوى طلب الانسحاب من لبنان ونشر الجيش في الجنوب ودور حزب الله والعلاقات الدبلوماسية والقرار 1559 ."
جبران و الهدنة الاعلامية مع سورية
بعد طلب " الهدنة الاعلامية " تجاه سورية التي جاءت بعد زيارة رئيس الوزراء اللبناني الى دمشق، دعت صحيفة النهار اللبنانية وعلى لسان رئيس تحريرها جبران تويني ، الى " هدنة اعلامية بين لبنان وسورية " تهدف الى " مساعدة الطرف اللبناني على التوصل الى حلول ملموسة مع سوريا و فتح صفحة جديدة بين الدولتين تقوم على ثوابت وقواعد معتمدة لقيام علاقة من الاحترام الكلي"، وان اعلان الخطوة جاء على خلفية زيارة " الفرصة الاخيرة " التي قام بها السنيورة الى دمشق ، الزيارة التي وصفتها النهار بانها خطوة ناجحة " ولو نسبيا ومرحليا"، حيث اشار التويني الى ان صحيفة النهار تهدي الى الرئيس السنيورة " هدنة اعلامية مع دمشق، على ان تكون موقتة ومحددة في الزمان، كي لا يبقى هذا الملف معلقاً الى ما شاء الله وسلعة ابتزازية وسيفاً مسلطاً فوق رأس لبنان"، ووأضاف الشهيد التويني ان " الكرة اصبحت في الملعب السوري لتحويل " هذه الهدنة الموقتة سلاماً حقيقياً وعميقاً بين الشعبين والبلدين".
خاتما بالآمل ان " تتعاطى دمشق بايجابية مع لبنان " ، محذرا في حال عدم استجابة الطرف السوري بـ " الغاء الهدنة واللجوء الى كل الوسائل المشروعة للدفاع عن حقوق لبنان".
جبران والتمديد للحود
بعد موافقة مجلس النواب اللبناني على تعديل دستوري يسمح للرئيس لحود بالبقاء ثلاث سنوات اخرى في منصبه كنتيجة ضغوط من سورية، علق الشهيد جبران "يا لها مصادفة حتى الطقس كان اسود كوجوه الناس الكئيبة وكسواد تلك الليلة التي وزعت فيها كلمة السر واوامر المهمة."
بين انصاره
جبران وقضية المنار
وتعليقا له على قضية اقفال المنار الفضائية في فرنسا فقال: انا موجود هنا بصفتي عضوا في نقابة الصحافة وصحفيا في وسائل الاعلام المكتوبة لست هنا بصفتي السياسية لان موقفي السياسي وموقعي السياسي هو رأي معارض وبشراسة لسياسة حزب الله ومعترض على سياسة قناة "المنار" واضاف: ولكني اعتبر ان الحرية لا تتجزأ وكما نحن ندافع اليوم عن الكلمة الحرة وعن حقنا في ان نكون مختلفين في الرأي ونحترم الرأي والرأي الآخر ومعركتنا هي معركة الحريات وكما وقفنا ندافع عن الـ ام تي في وعن كل صحفي عربي وكل وسيلة اعلامية عربية وكل وسيلة اعلامية مكتوبة او مرئية او مسموعة تتعرض اليوم لضغوط في لبنان انا هنا لاقول: اتمنى على الدولة الفرنسية التي كانت دائما تقف الى جانب قضايانا العربية منذ الرئيس شارل ديغول الى يومنا هذا حيث تقف الى جانب القرار 1559 الذي اعتبره مهما وايجابيا للبنان ان تعيد النظر بحق "المنار" وان تحترم ان يكون هناك رأي مختلف وان تعود "المنار" لتبث ضمن اطار القانون وخصوصية المجتمع الفرنسي من جديد في فرنسا.
جبران وهسام
وقال في تصريح له لوسائل إعلامية لبنانية بعد المؤتمر الصحافي للشاهد السوري هسام هسام : "أنا لا أتذكر هسام لكن النظام السوري الأمني يحاول دائما تعليق اللبنانيين ببعضهم، وإذا كان هذا كل ما لدى سوريا لتدافع عن نفسها فإنني كنت أتمنى أن تذهب سوريا إلى فينا ـ وهي ذاهبة على كل حال ـ خدمة للحقيقة ومصالحها وخدمة للعلاقات لأننا لسنا مختلفين مع الشعب السوري ونحن لسنا بحالة حرب معه نحن مختلفين مع النظام لأنه كان نظام وصائي على لبنان، كما قال في اتصال هاتفي مع قناة الجزيرة القطرية إن تناول مي شدياق في حديث هسام قد يدل على من حاول اغتيالها.
جبران و المقابر ومحاسبة رئيس الجمهورية
وجه النائب الشهيد جبران تويني سؤالا للحكومة اللبنانية و لرئيس الجمهورية حول المدفونين في ملعب وزارة الدفاع وجثثهم وهم من جنود الجيش اللبناني الذين سقطوا في 13 تشرين الاول 1990 حيث ذهب الى حد المطالبة بمحاكمة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود بصفته قائداً للجيش في تلك الفترة متهماً اياه بالتقاعس وبعدم الحفاظ على كرامة الجيش اللبناني، بالاضافة الى المقابر التي اكتشفت في عنجر ليوجه علانية الاتهام الى الجيش السوري بصفته المسؤول عن الامن في تلك الفترة، مطالباً بلجنة تحقيق محلية ودولية ومحولاً سؤاله الى استجواب.
وقال التويني بالحرف يومها : "استلمت اليوم صباحا رد الحكومة، اعتبر انها تأخرت في الرد، ولكن في ردها هناك اعتراف انه رفاة عسكريين وكأن هناك اعترافاً بأنهم عسكريون ونتمنى ان لا يكون هناك فقط تحقيق بوزارة الدفاع ولكن ايضاً احالة هذه الجرائم الى لجنة تحقيق دولية، ولكن نحن نعرف ان هناك انظمة طارت بسبب هذه المجازر الآن كما حصل مع صدام او ميلوسوفيتش، فهل لنا ان نعرف كيف ان قوات الردع لا تتم مساءلتها؟".
الصور نقلا عن موقع النهار نت والوكالات