زيادة حجم إنتاج الإسمنت بين الضرورة والمتطلبات

منتظر إبراهيم من الرياض: حققت شركات الإسمنت السعودية نموا في مبيعاتها بلغ نحو 50 % خلال الأعوام الخمسة الماضية بمعدلات نمو متوازنة بلغت 10 % سنويا .

وتشير التقارير إلى أن إنتاج شركات الإسمنت في المملكة خلال الربع الأول من العام الجاري إلى أن الإنتاج بلغ 456 و6 ملايين طن مقابل 169 و 6 مليون طن تم إنتاجها خلال الربع الأول من العام الماضي ، كما تشير التقارير إلى تراجع أرصدة الإسمنت خلال فترة الربع الأول من العام الجاري لتبلغ 259 ألف طن مقارنة بـ 271 ألف طن في الربع الأول من العام الماضي .

كما ارتفعت معدلات التصدير خلال الربع الأول من العام الجاري لتصل إلى 457 ألف طن مقارنة بكميات التصدير في الفترة المقابلة من العام الماضي والتي بلغت نحو 398 ألف طن ، واقتصر التصدير على ثلاث شركات هي : السعودية والشرقية والجنوب .

وتصدرت شركات الإسمنت السعودية قائمة الإنتاج خلال الربع الأول من العام الجاري بإنتاج بلغ 210 و 1 مليون طن ، تليها مباشرة في الترتيب إسمنت الجنوب بإنتاج بلغ 119 و 1 مليون طن ، تأتي عدهما مباشرة إسمنت ينبع بإنتاج قدره 024و 1 مليون طن ، ثم إسمنت اليمامة بـ 849 ألف طن ، ثم إسمنت العربية التي أنتجت 751 ألف طن يليها إسمنت الشرقية إنتاج قدره 616 ألف طن ثم إسمنت القصيم بإنتاج بلغ 531 ألف طن وأخيرا إسمنت تبوك بإنتاج بلغ 356 ألف طن .

ولارتفاع المبيعات ونظرا للنمو الذي يشهده سوق التشييد والبناء حيث نفذت العديد من المشاريع الإنشائية الكبيرة ومن بينها برجا الفيصلية والمملكة وهو ما شجع بعض الشركات على التوسع في مصانعها وتوقيع عقود سترفع الطاقة الإنتاجية في المملكة خلال الربع الخير من العام المقبل بنحو 25 % عن مشترياتها الحالية ، ولتفادي حدوث أزمة وتغطية متطلبات السوق رخصت وزارة التجارة والصناعة مؤخرا بإنتاج 7 مصانع جديدة لإنتاج الإسمنت بالرياض وجدة والدمام وحائل وسدير برؤوس أموال تصل إلى 4 مليارات ريال بطاقة إنتاجية تقدر بنحو 8 ملايين طن سنويا .

وتأتي هذه الخطورة نظرا للطلب المتزايد على الإسمنت الأسود بنسبة 10 % سنويا بسب الحركة العمرانية النشطة لإنشاء مشروعات سكنية ، تجارية ، وصناعية .

ومما يذكر أن مصنع الدمام للإسمنت يعتبر الأكبر من حيث الطاقة الإنتاجية ، وتقدر طاقته بنحو 5 و 1 مليون طن سنويا يليه مصنع إسمنت اليمامة بطاقة إنتاجية 3و1 مليون طن ، ثم مصانع الوسطى وإسمنت سدير بطاقة إنتاجية 05و1 طن لكل منهما ، وأخيرا مصنعا الخياط وحائل بطاقة 02و1 مليون طن لكل مصنع سنويا .

وتقدر الطاقة الإنتاجية لمصانع الإسمنت الثمانية القائمة حاليا بحوالي 21 مليون طن سنويا ، بينما تصل مبيعاتها الإجمالية إلى أكثر من 6و4 مليارات ريال تقريبا وهو ما يدعو المتخصصين إلى توقع زيادة الإنتاجية للإسمنت خلال الثلاث سنوات القادمة ليرتفع مستوى الإنتاج السنوي بزيادة قدرها 6و11 مليون طن وهو ما يعتبر زيادة مرتفعة مقارنة بمعدل الزيادة السنوية الحالية في حجم التسليمات المحلية التي تبلغ 5و 1 مليون طن حيث تم تسليم 8و23 مليون طن بنهاية العام الماضي من أصل إنتاج قدره 5و25 مليون في غضون ثلاث سنوات .

واعتبروا أن التوقعات بحدوث فائض في الإنتاج يأتي كخطوة في زيادة الإنتاج التي أقدمت عليها شركات الإسمنت العربية بنسبة تصل إلى 3 % من حجم الإنتاج الحالي تأتي في إطار زيادة معدلات الطلب المحلي في الوقت الراهن ولحاجة الشركات لتلبية التزاماتها مع عملائها وليس أمام هذه الشركات سوى النظر للمستقل لتنامي حجم الطلب في السوق المحلية وفق ما تشير إليه المؤشرات في الوقت الراهن من استمرار الارتفاع في حجم الطلب بشكل يفوق المعدلات الحالية وهو ما يدعو هذه الشركات لتحديث دراستها عن سوق الأسهم في المملكة كل ستة أشهر .
وهناك من يرى ضرورة البحث في إمكانية الاندماج بين الشركات المحلية لمواجهة تحديات العولمة والانضمام لمنظمة التجارة العالمية .

وهو ما يتطلب على إدارة الشركات الدخول في صناعات مكملة لما من شأنه أن يساعد الشركات العاملة في قطاع الإسمنت على مواجهة الظروف التسويقية غير المتوقعة . ولكن جميع الدلائل تشير إ‘لى أن النمو في حجم الطلب في السوق المحلي خلال العامين الماضيين يؤكد أن وجود زيادة سنوية متوقعة في حجم التسليمات المحلية لا تقل عن مليوني طن وعند توزيع معدلات الزيادة السنوية على حجم التوسعات الجديدة للشركات التي أقدمت على هذه الخطوة سنجد أن حجم الإنتاج الجديد يفوق معدلات الزيادة السنوية المتوقعة بثلاثة أضعافها وهذا يعني أن حدوث زيادة أو طفرة في حجم الطلب سيجنب الشركات مواجهة مشكلات تسويق إنتاجها .