هبوط إجباري للأسهم السعودية يعيد للأذهان انهيار مايو الشهير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ناصر العريج من الرياض: نزول أشبه الانهيار تعرضت له سوق الأسهم السعودية اليوم وكان بمثابة الطوفان على المتعاملين الذين تدافعوا على البيع بشكل مخيف أعاد إلى الأذهان انهيار مايو التاريخي في العام الماضي حينما تهاوت معظم شركات السوق بأعلى نسبة نزول يسمح بها النظام خاصة الأسهم الرخيصة والضعيفة في جميع القطاعات، وجاء هذا النزول بشكل مفاجئ ومخيف جداً، وبتأثير قوي من أبرز أسهم السوق وفي مقدمتها عملاق الصناعة الذي خسر معظم مكاسبه في لحظات بعد ضغط قوي على المؤشر الأمر الذي فرض تدافعاً واضحاً للبيع في بقية الأسهم، وأغلق سابك على سعر 1220 ريالا، والمؤشر العام اغلق على 11509 نقاط فاقداً 175 نقطة أي ما يعادل 1.25 في المئة.
هذا النزول القوي جداً والذي جاء منتصف الجلسة الثانية وضح أنه كان مفتعلاً من قبل رؤوس الأموال المسيطرة على السوق، كون ما تبعه كان شراء واضحا وبشكل انتقائي بحت في الأسهم الممتازة في السوق وفي القطاع الصناعي على وجه التحديد والذي يحتكر أفضل أسهم السوق، مع استمرار المحفزات والعوامل الايجابية العامة من ارتفاع لأسعار النفط والنقد العالي والأساسات الاقتصادية القوية للبلاد، بيد أن الأسهم الرخيصة كان نزولها أمراً طبيعياً نظير التضخم الواضح في الأسعار وهذا لا يعني مواصلة نزولها الحاد بقدر تصحيح أسعارها وبشكل تدريجي إذا لم تظهر نتائج جيدة للربع الثاني بعد أقل من شهر حيث ستلعب المراكز المالية للشركات دوراً مهماً في تحديد اتجاه هذه الأسهم.
عندما يكون الحديث عن المؤشر العام فإننا نتحدث عن عملاق الصناعة سابك المحرك الحقيقي للسوق وهذا ما يبعث بالارتياح لمستقبل السوق كون السهم ما زال رخيصاً مقارنة ببقية أسهم السوق وعلى الرغم من الإشاعات السلبية التي تتردد عن السهم بين الحين والآخر، إلا أنه يظل الأكثر إغراءً والأقل قيمة والأفضل مكرراً عندما نقيس أرباحه بالربع الأول مع ارتفاع متواصل لمنتجات الشركة والتوسع الملفت لها، ولا يقل عنها في القطاع ذاته أسهم البتروكيميائيات ذات العوائد الجيدة والمرتبطة بالنفط بشكل واضح مع تنامي الأسعار العالمية بشكل قوي ولافت.
السوق تتوقع أن تعاود الصعود حتى وان تعرضت لنزول فإنه سيكون محدوداً للغاية ولكن الأهم في المرحلة المقبلة هو الانتقائية والاتجاه للشركات الجيدة والابتعاد عن أسهم المضاربة التي كان البيع سمتها طوال الفترة الماضية، لذلك فإن نزولها قد يكون تدريجياً مع غياب المحفزات الحقيقية لهذه الأسهم عدا بعض الاشاعات التي تتردد بين الحين والآخر وزيادة رأسمال بعضها إلا أن معظم هذه الشركات هي في الأصل خاسرة وتعاني الكثير وزيادة رأسمالها قد يكون سلبياً أكثر منه ايجابياً.
تعاملات اليوم شهدت تدوير قرابة 70 مليون سهم وتجاوزت قيمتها 25.5 مليار ريال ( أكثر من 6.6 مليارات دولار اميركي)، وكانت أدنى نقطة نزول للمؤشر العام 12.852 نقطة، بيد أن أعلى نقطة ارتفاع كانت 13996 نقطة وصعدت من خلالها 9 شركات من واقع 75 شركة هي إجمالي شركات السوق، وتراجعت جميع القطاعات عدا القطاع الصناعي الذي كان ارتفاعه طفيفاً ولا يذكر.